إعصار "ميليسا" يواصل مساره نحو برمودا بعد أن خلف دمارا واسعا في الكاريبي

Wait 5 sec.

يتجه إعصار "ميليسا" بسرعة نحو برمودا، بينما لا تزال دول الكاريبي تتعامل مع آثار الدمار الكبير الذي خلفه في جامايكا وكوبا وهايتي وجزر البهاما، حيث لقي ما لا يقل عن 26 شخصا حتفهم. ويعد ميليسا حاليا إعصارا من الفئة الثانية القوية، إذ كان يبعد نحو 685 ميلا جنوب غرب برمودا صباح الخميس، وتبلغ سرعة رياحه 105 أميال في الساعة، ويتحرك باتجاه الشمال الشرقي بسرعة 21 ميلاً في الساعة. وعلى الرغم من ابتعاده عن الكاريبي، فإن تأثيرات العاصفة المدمّرة ستستمر حتى نهاية الأسبوع. ومن المتوقع أن يمر الإعصار بين مساء الخميس وصباح الجمعة غرب برمودا، التي تخضع حالياً لتحذير من الإعصار، قبل أن يتجه نحو نيوفاوندلاند في كندا، حيث يُحتمل أن يضربها أو يمرّ قريباً منها في وقت متأخر من الجمعة أو صباح السبت.وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن تؤدي عاصفة منفصلة سريعة الحركة تمر من منطقة الأطلسي الأوسط نحو نيو إنغلاند إلى الاستفادة من الرطوبة المدارية التي يجلبها ميليسا، مما سيسبب هطول أمطار غزيرة، وعواصف رعدية قوية إلى شديدة، ورياحاً عاصفة تمتد من واشنطن العاصمة إلى بوسطن.وقد ضرب ميليسا اليابسة ثلاث مرات خلال الأسبوع، بينما كانت السلطات في جامايكا وكوبا وجزر البهاما تقيّم الأضرار يوم الخميس. وقال وزير الزراعة في جامايكا إن نحو 90 في المئة من المنازل تضررت، وإن العديد من المناطق باتت معزولة عن الطرق والكهرباء والإنترنت، فيما ذكر وزير الصحة أن ثلاثة أشخاص لقوا مصرعهم أثناء استعدادهم للعاصفة. وقال منسق الأمم المتحدة المقيم في جامايكا، دينيس زولو، في إحاطة افتراضية الأربعاء، إن التقييمات الأولية تُظهر "بلداً تعرض لدمار بمستويات غير مسبوقة".وفي هايتي، أعلنت وكالة الحماية المدنية أن أكثر من 20 شخصاً، بينهم 10 أطفال، لقوا حتفهم نتيجة الفيضانات، بينما سجلت ثلاث وفيات إضافية مرتبطة بالطقس في الأسبوع الماضي، عندما كان ميليسا لا يزال عاصفة استوائية.وذكر مركز التنبؤ بالعواصف أن رياحاً مدمرة وربما أعاصير صغيرة قد تضرب منطقة الأطلسي الأوسط في الولايات المتحدة. وتمتد التحذيرات من الفيضانات الساحلية من فرجينيا إلى لونغ آيلاند وكونيتيكت، حيث يمكن أن تغمر المياه المناطق المنخفضة القريبة من الشاطئ بارتفاع قدم إلى قدمين.وتستعد برمودا لرياح تتراوح سرعتها بين 60 و80 ميلاً في الساعة، مصحوبة بأمطار غزيرة متقطعة وبظروف بحرية خطيرة تهدد الحياة، على أن يتحسن الطقس هناك في وقت لاحق من يوم الجمعة.ومن المحتمل أن تكون نيوفاوندلاند آخر محطة للإعصار، حيث يتوقع أن يضربها في وقت متأخر من الجمعة أو صباح السبت، مصحوباً برياح قوية وأمطار غزيرة، قبل أن يندمج مع نظام جوي آخر ويفقد خصائصه المدارية في مياه شمال الأطلسي الباردة.ولا تشير التوقعات إلى تشكل أي أعاصير أو عواصف استوائية جديدة فوراً بعد ميليسا، رغم أن موسم الأعاصير في المحيط الأطلسي يستمر حتى 30 نوفمبر، فيما تبقى درجات حرارة المياه الدافئة التي غذّت ميليسا عند تشكله أعلى من معدلاتها المعتادة.وأكد عالم الأرصاد الجوية مايكل لوري أن ميليسا كان أحد أطول الأعاصير من الفئة الخامسة في التاريخ، إذ حافظ على قوته القصوى لمدة 36 ساعة متواصلة، وهو رقم قياسي في سجل الأعاصير الأطلسية.المصدر: "واشنطن بوست"