ناظورسيتي: متابعة في مشهد مؤلم يجسد هشاشة البنية الفلاحية أمام تقلبات المناخ، شهدت منطقة النكور التابعة لجماعة اتروكوت بإقليم الدريوش كارثة طبيعية حقيقية، بعدما تسببت الفيضانات العارمة التي ضربت المنطقة يوم السبت 10 أكتوبر 2025 في خسائر فادحة لمستثمر فلاحي شاب، يعتبر من النماذج المحلية الواعدة في القطاع. ويتعلق الأمر بالفلاح محمد أبلحاج، الذي فقد في ساعات معدودة مجهود سنوات من العمل والاستثمار، بعدما أتت السيول الجارفة على محاصيله الزراعية بالكامل بمنطقة السواني. حيث غمرت مياه الوديان ضيعته وأغرقت المغروسات في الأوحال، متلفةً بذلك الخضر والفواكه التي كانت تنتجها أراضيه. (adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({}); الخسائر التي تكبدها هذا المستثمر الشاب تُقدر بأكثر من 600 ألف درهم، تشمل كلفة البذور، الشتلات، التجهيزات الفلاحية، وأجور اليد العاملة التي كانت تشتغل في ضيعته الممتدة على أزيد من خمس هكتارات. كما أدى ارتفاع منسوب المياه إلى ردم الآبار التي كانت تُستخدم في سقي الأراضي، ما زاد من تعقيد الوضع، خاصة وأن الضيعة كانت تشكل مورد رزق لعدد من شباب المنطقة الذين وجدوا أنفسهم اليوم بلا عمل. ويؤكد المتضرر أن الفيضانات لم تكن نتيجة الأمطار فقط، بل بسبب تحويل مجاري الوديان نحو المزارع نتيجة انتشار البناء العشوائي والأشغال غير المرخصة بالقرب من المصبات الطبيعية، إلى جانب وجود حاجز اصطناعي موازٍ للطريق الساحلية يمنع المياه من الانسياب نحو البحر. هذه العوامل مجتمعة حولت المنطقة إلى حوض مائي مغلق أدى إلى إغراق الضيعات الزراعية وتدمير الاستثمارات المحلية، في مشهد يعيد إلى الواجهة إشكالية ضعف التخطيط العمراني وغياب مقاربة استباقية في مواجهة المخاطر المناخية. وفي ختام تصريحه، وجه محمد أبلحاج ومعه عدد من الفلاحين المتضررين، نداءً عاجلا إلى السلطات المحلية والمصالح الوزارية المختصة، من أجل التدخل السريع لتعويض الخسائر ودعم الفلاحين لإعادة بناء أنشطتهم، حتى لا تتحول هذه الكارثة إلى أزمة اجتماعية واقتصادية جديدة بالمنطقة. وشدّد هؤلاء على أن الاستثمار الفلاحي في الريف يحتاج إلى حماية مؤسساتية حقيقية، تضمن الاستدامة في وجه التحولات المناخية والاعتداءات العشوائية على مجاري الوديان، حتى لا يجهض حلم الشباب في تطوير القطاع الفلاحي المحلي.