كانت الفتاة الكندية القاصر أماندا تود تحلم بأن تصبح مغنية شهيرة. جعلت من مواقع التواصل الاجتماعي منصة للتواصل مع الآخرين ولشق الطريق إلى هدفها. هناك ترصدها "ذئب بشري". كانت أماندا تنشط في الإنترنت، وتمضي أوقات فراغها في ترديد الأغاني المحببة وتسجيل مقاطع فيديو في هذا الفضاء.كانت الفتاة القاصر تثق في الجميع وكان خطأها القاتل أنها وثقت في "تيلر" الذي قدم نفسه على أنه صبي يبلغ من العمر 14 عاما، فيما كان عمر الفتاة حينها 13 عاما.الذئب البشري الذي كان يختبئ خلف حسابات وهمية في الإنترنت، تقرب من القاصر وبدأ بالتحرش بها. ذات ليلة حين تواصلت معه ليلا عبر الإنترنت بعد أن نام والداها، ألح عليها أن ترفع قميصها وتريه صدرها. فعلت ذلك لثانية واحدة. هذه الثانية كانت مميتة. التقط صورة لها بواسطة كاميرا الويب وبدأ العد التنازلي للمأساة.في البداية بدا الأمر بريئا ولا ضير فيه. لكن بعد فترة لاحقها في موقع تواصل آخر، وطلب منها أن ترسل إليه صورا عارية، وهددها بأنه سيرسل الصورة التي التقطها لصدرها إلى جميع أصدقائها وزملائها في الفصل وإلى أقاربها أيضا. لتأكيد تهديده أرسل إليها أسماء أماندا في مواقع التواصل الأخرى وعناوينها. رفضت أماندا الانصياع وظنت أنه يكذب عليها لابتزازها.خابت ظنونها، ونفذ الذئب البشري تهديده في 23 ديسمبر 2010. أرسل إلى الجميع رابط موقع "ويب" للبالغين نشرت به لقطة أخذت من الشاشة لصدر الصبية القاصر العاري. وصلت الصورة حتى إلى والديها ومعلميها. إثر ذلك، تعرضت أماندا لحملة تشويه ولسيل من العبارات البذيئة على مواقع التواصل الاجتماعي وعبر رسائل نصية. كُتبت عنها أشنع النعوت والصفات، ونبذها الجميع.لجأ والداها إلى الشرطة، لكنها لم تتمكن من فعل أي شيء. تواصلت الشتائم والعبارات البذيئة على شبكة الإنترنت. كُتب أنها لا تستحق الحياة وما شابه.انتقلت مع والدتها إلى مدينة أخرى، ومدرسة أخرى، إلا أن المشكلة لم تنته. بعد عام، ظهر مجددا "الذئب البشري" في فبراير 2012 بحساب جديد، واستمر في ابتزازها وتهديدها في رسائل نصية لسنوات طويلة.حاولت أماندا الدفاع عم نفسها. نشرت في 7 سبتمبر 2012 مقطع فيديو في مواقع التواصل الاجتماعي، روت فيه تفاصيل تعرضها للابتزاز والتنمر من قبل شخص مجهول طاردها لسنوات وابتزها بصورة لصدرها العاري.استخدمت الفناة في الفيديو بطاقات مكتوبة بخط اليد للتعريف بمأساتها. انتشر هذا الفيديو مثل النار في الهشيم، وحظي باهتمام واسع النطاق، وشاهده أكثر من 14 مليون شخص. للأسف، حدث ذلك بعد موتها المأساوي.المأساة جرت في 10 أكتوبر 2012. في هذا اليوم بقيت أماندا في المنزل ولم تذهب إلى المدرسة لأنها كانت تعاني من آلام في المعدة. حين عادت والدتها من العمل، مضت إلى غرفة ابنتها ووجدتها جثة هامدة تتدلى. شنقت الصبية نفسها ووضعت حدا لحياتها.عثرت الشرطة على الرجل الذي تسبب في موت أماندا انتحارا من دون أن يمد يده إليها. تبين أن الرجل مواطن هولندي يدعى أيدن كوبان. هذا الرجل بعث بـ 700 رسالة نصية إلى الفتاة القاصر واصدقائها وعائلتها ومدرسيها، واستخدم 22 حسابا إلكترونيا مزيفا، كما تخفى باستخدام برنامج متطور يخفي الهوية الحقيقية، وسرق أيضا شبكة إنترنت "واي فاي" أحد جيرانه.سلمت هولندا كوبان إلى كندا عام 2020 بعد أن مثل أمام محكمة في بلاده بتهم مماثلة تتعلق بابتزاز العديد من الفتيات الصغيرات والرجال المثليين. أدين الرجل في هولندا بالاحتيال والابتزاز عبر الإنترنت، وحكم عليه بالسجن 10 سنوات وثمانية أشهر.في كندا، جرت محاكمة المتهم البالغ من العمر 44 عاما بعد مرور عقد من الزمن من انتحار ضحيته أماندا تود. بعد محاكمة استمرت قرابة شهرين، أدين كوبان في 14 أكتوبر 2022 في خمس تهم متعلقة بابتزاز المراهقة الكندية جنسيا عبر الإنترنت، لكنه لم يُدن بالمسؤولية عن انتحارها. حُكم عليه بالسجن 13 عاما، وانتهى الأمر.وصف الخبير القانوني آري غولدكيند المجرم المُدان قائلا: "هذا وحش يُرهب بلا سلاح. إنه يستخدم الإنترنت، ويستخدم التنمر الإلكتروني أسلوبا له، وقد كلّف أناسا حياتهم".المصدر: RT