اعلان طبعة جديدة من كتاب “الحرية بالحبر” في حفل تأبين صنع الله إبراهيم

Wait 5 sec.

محمد عبد الرحمنأحيت نقابة الصحفيين المصريين حفل تأبين للأديب الكبير صنع الله إبراهيم، أحد أبرز رموز الأدب العربي الحديث، وذلك بحضور عدد كبير من أصدقائه وتلاميذه ورفاق دربه في الكتابة والفكر والإبداع، وجاء الحفل وسط أجواء مفعمة بالتقدير، حيث استعاد الحاضرون مسيرة الأديب الراحل الذي أثرى الحياة الثقافية العربية بإبداعاته الجريئة ومواقفه الوطنية والإنسانية التي لا تُنسى.وخلال الحفل، تم الإعلان عن صدور طبعة جديدة من كتاب “الحرية بالحبر” للأديب الراحل، وهو من الأعمال التي كتبها لليافعين في ثمانينيات القرن الماضي.وأكد المنظمون أن هذه الكتابات تمثل جانبًا مهمًا من مشروع صنع الله الأدبي، إذ تحمل روح التجريب والصدق التي اتسم بها قلمه، لكنها لم تحظَ بالاهتمام الكافي في زمن صدورها، وأوضح القائمون أن إعادة نشرها تأتي لإعادة الاعتبار لهذا الجانب من إنتاجه الذي يعكس رؤيته في التربية والحرية والمسؤولية.كما أعلنت دار الثقافة عن نيتها إصدار طبعات جديدة من عدد من أعمال الكاتب الراحل خلال الفترة المقبلة، من أبرزها رواياته الشهيرة “تلك الرائحة”، و”اللجنة”، و”التلصص”، التي شكلت علامات بارزة في مسيرة الأدب العربي المعاصر، لما حملته من جرأة فكرية وتناول نقدي عميق للواقع الاجتماعي والسياسي.وفي البداية قال الدكتور محمد أبو الغار، إن صنع الله إبراهيم كان كاتبًا جريئًا لا يخشى اقتحام المناطق المحرّمة في الكتابة، إذ تناول قضايا كانت تعدّ من المحظورات، لكنه قدّمها بصدق الفنان وبشجاعة المثقف المؤمن بمسؤوليته تجاه الحقيقة والمجتمع. وأضاف: “عرفت صنع الله منذ كان شابًا جامعياً موهوبًا، كان يتمتع بذكاء فطري وثقافة واسعة، وكان مناضلًا حقيقيًا رفض الانحناء لأي سلطة أو إغراء. أذكر أنه رفض جائزة ملتقى القاهرة للرواية اتساقًا مع مبادئه، فقد كان دائمًا صادقًا مع نفسه، لا يساوم على فكره ولا على قناعاته”.وتابع قائلًا: “افتقدت في رحيله الصديق الذي لا تعوض جلساته، ولا يمكن أن تُنسى حواراته الغنية التي كانت تمتد بالساعات حول الأدب والسياسة والحياة”.أما الدكتورة نادية الجندي فقد بدت متأثرة وهي تتحدث عن صديقها الراحل، قائلة: “السيرة أطول من العمر، لكنني فقدت أقرب صديق لي. كان صنع الله إنسانًا استثنائيًا علّمني حب الحيوانات الأليفة، وكان سببًا في تغيّر نظرتي لكثير من أمور الحياة. كان بسيطًا في مظهره، عميقًا في فكره، متواضعًا رغم مكانته الكبيرة، وكان يرى الجمال في التفاصيل الصغيرة.”وتحدث المخرج عادل عوض عن تجربته الإنسانية مع الأديب الراحل، مؤكدًا أنه كان مهتمًا بوطنه ومهمومًا بقضاياه، وقال: “تمسّك صنع الله بحريته ولم يساوم عليها أبدًا، ولذلك خرج أدبه صادقًا إلى هذا الحد، لم يكن كاتبًا يبحث عن شهرة أو مجد شخصي، بل كان يسعى لأن يعبّر عن هموم الناس وأن يكون صوتهم.”وأضاف: “إنسانيًا، كان رجلًا رائعًا. لم أرَ نصيرًا للمرأة مثله، كان يؤمن بحقها الكامل في التعبير والحرية، وكان يتابع بشغف الأدب النسوي، ويهتم بترجمة الأعمال التي تتناول القضايا النسوية، كما كان يدعم بشدة إصدارات دار (هن)، وعندما كنت ألاحظ بعض التناقضات في مواقفه أو تصرفاته بحكم العادات والتقاليد، كان دائمًا يقول لي: “لابد أن تعمل من أجل الناس، كان ذلك شعاره في الحياة”.واختتم كلمته قائلًا: “أعتبر نفسي محظوظًا بمعرفته، لقد ترك فيّ وفي جيلنا جميعًا أثرًا لا يُمحى، لروحه السلام، ولإبداعه الصادق الخلود.”وعلى هامش الحفل، تم تنظيم معرض مصغّر ضم مجموعة من الصور النادرة للأديب الراحل، توثّق مراحل مختلفة من حياته، بدءًا من فترة شبابه وعمله بالخارج، مرورًا بمحطاته الأدبية الأولى، وصولًا إلى أهم مؤلفاته، كما عُرضت أغلفة طبعات رواياته وكتبه التي شكّلت وجدان القارئ العربي، إلى جانب بعض مقتنياته الشخصية وعدد من الشهادات والتكريمات التي حصل عليها خلال مسيرته الأدبية الطويلة.معرض صور الأديب الراحل صنع الله إبراهيمصور نادرة للراحل صنع الله إبراهيم على هامش حفل تأبينه بنقابة الصحفيينأغلفة روايات وصورة نادرة لصنع الله إبراهيمThe post اعلان طبعة جديدة من كتاب “الحرية بالحبر” في حفل تأبين صنع الله إبراهيم appeared first on صحيفة مداميك.