مداميك تخترق اسوارسجن “دقريس”:معتقلو غرب كردفان المنسيُّون .. بين سندان البقاء ومطرقة الموت

Wait 5 sec.

تقرير: مداميكسيطرت قوات الدعم السريع على مدن ولاية غرب كردفان التي كانت تحتضنُ حاميات عسكرية تتبع للفرقة ٢٢ مشاة بابنوسة شملت حاميات مدن الفولة والأضية والميرم ولقاوة والنهود التي كانت مقراً للواء ١٨ ويتبع للفرقة الخامسة مشاة الشهيرة بالهجانة، لأنّ الحامية تم تأسيسها بعد تبعية محليات شمال ولاية غرب كردفان الست لولاية شمال كردفان بعد تذويب ولاية غرب كردفان بمقتضى اتفاقية نيفاشا للسلام في العام ٢٠٠٥م، و(كيلك والمجلد) بانسحاب الجيش أحياناً وبالمواجهات العسكرية تارةً أخرة ومدن (أبوزبد والخُوى وودبندة وغبيش والسنوط والدبب) والتي كانت خالية تماماً من الحاميات العسكرية أو الوجود العسكرى للجيش.بعد تلك السيطرة، اعتقلت قوات الدعم السريع أكثر من 300 من أبناء ولاية غرب كردفان، شملت قائمة الاعتقالات عسكريين قُدامى تقاعدوا للمعاش ومدنيين بتُهَم التّخابُر والتعاون مع الجيش. وتمّ ترحيل جميع المعتقلين بدايةً إلى مدينة الضعين بولاية شرق دارفور التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع في 21 نوفمبر 2023م، وفيها تمّ إطلاق سراح حوالي 150 معتقلاً، بعد أنْ قام ذووهم بدفع فديات مالية تراوحت مابين (10 الى 20 مليون جنيه سوداني)، بينما تمّ ترحيل بقيةُ المعتقلين إلى سجن دقريس بمحلية السلام على بُعد ٢٥ كيلومتراً غربي مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور وعاصمة حكومة الوحدة والسلام (الموازية)، وباتَ هذا السجن يُعرفُ بمدينةِ الخير الإصلاحية.هذا التقرير الاستقصائى هدفه إماطةُ اللثام وكشف الخبايا حول انتهاكات حقوق الإنسان التي تعرّض لها ولا يزال المدنيون على يد مليشيا قوات الدعم السريع من أبناء غرب كردفان.أولى حملات الاعتقالات بدأت باعتقال نازحى مدينة بابنوسة بقرية أم جاك:بعد اندلاع المعارك العسكرية بين الجيش والدعم السريع للسيطرة على الفرقة ٢٢ مشاة بابنوسة في ٢٣ يناير ٢٠٢٥م، اضطّر سكان مدينة بابنوسة والبالغ عددهم حوالى ١٨٠ ألف أسرة للنزوح إلى كافة محليات ولاية غرب كردفان الأخرى. وفي يوم الخميس الموافق ٦ فبراير ٢٠٢٥م، أقدمت قوات الدعم السريع بقطاع منطقتي أم جاك والقنطور على اعتقال ١٢ مواطناً من نازحي مدينة بابنوسة بقرية أم جاك التابعة لمحلية الأضية، بتُهمة التعاون مع الجيش وتزويد قيادة الفرقة ٢٢ مشاة بابنوسة المحاصرة بالمواد الغذائية.والمعتقلون العشرة هم: أبكر آدم عبدالله وهو عسكرى جيش مُتقاعد بالمعاش، الهادى خميس وهو عسكري جيش مُتقاعد بالمعاش، والتاجر خالد عثمان جادالله، والتاجر محمد إبراهيم حامد، والتاجر جمال حامدين، وإبراهيم عبدالقادر، عسكرى جيش مُتقاعد بالمعاش، والشرطي المتقاعد معاذ أحمد بشير، وفائز حماد جديد وهو مواطن ويعمل بهيئة سكك حديد السودان، والمواطن جبريل كِلب، ومقدم محمد مقدم العضو بغرفة طوارئ مدينة بابنوسة، وجمال الدين أبوهدايا كرشوم، وهو مدير ديوان الزكاة بمحلية الميرم بولاية غرب كردفان (سبقَ وأنْ تمّ اعتقاله بمدينة الفولة بتاريخ ٢٦ أغسطس ٢٠٢٤م)، والمواطن حسن ضو البيت.وكشف نازحون من مدينة بابنوسة بقرية أم جاك فضّلوا حجب هُوياتهم لصحيفة “مداميك”، أنّ المقدم عطا جابر قائد قطاع منطقتي أم جاك والقنطور طالب ذوي المعتقلين بدفع فدية قدرها ٢ مليار جنيه سوداني لكلِّ معتقل مقابل إطلاق سراحهم، وأمهلهم مدة زمنية للسداد، وفي حال عدم ذلك خلال المُهلة المحدّدة، سيقوم بترحيلهم إلى مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور.ونسبةً لعدم امتلاك ذوي المعتقلين لمبلغ الفدية وانقضاء المُهلة التي حددها قائد القطاع، قام قائدُ القطاع في يوم الأحد الموافق ١٦ فبراير ٢٠٢٥م الماضي بترحيل خمسة من المعتقلين إلى مدينة نيالا.وقال المواطن أحمد هبيلا من ذوى أحد المعتقلين لصحيفة (مداميك) إنّ المعتقلين الإثني عشر لا علاقة لهم بأحد طرفي الحرب، وأنّهم ومنذ نزوحهم إلى منطقة أم جاك لم يُغادروها، وكشف عن تعرُّض بعضهم للتعذيب والضرب المُبرح من بعض أفراد الدعم السريع لانتزاع اعترافات غير حقيقية، وأبان أنّ بعضهم يُعاني من أمراض مُزمنة.وبتأريخ ٥ أبريل ٢٠٢٥م، اعتقلت استخبارات الدعم السريع بقطاع ولاية غرب كردفان الأستاذ محمد عبدالله البشرى الشهير بـ”ليتل” عضو حزب الأمة القومي وهيئة شؤون الأنصار وعضو الاتحاد المحلي لكرة القدم بمحلية بابنوسة، من منزله بقرية الضليمة التابعة لمحلية بابنوسة، والتي نزحَ إليها رفقةَ أسرته عقِبَ اندلاع المعارك بين الجيش والدعم السريع للسيطرة على الفرقة ٢٢ مشاة بابنوسة في ٢٣ يناير ٢٠٢٤م، على خلفية إجرائه مكالمة هاتفية مع شقيقه الذي يُقاتل ضمن صفوف الجيش بالفرقة ٢٢.اعتقال قادةُ الإدارة الأهلية الذين لا يُوالون الدعم السريع:فى سياق حملات الاعتقالات، اعتقلت قوات الدعم السريع بتأريخ الإثنين الموافق ١٠ فبراير ٢٠٢٥م العمدة محمد الفاتح مصطفى ختم (دليديم) عمدة قبيلة الفيارين بمنطقة التبون التابعة لمحلية بابنوسة والواقعة إلى الغرب منها، وذلك بحجة فشله في استنفار أبناء وشباب قبيلته للقتال في صفوف الدعم السريع.وقال أحمد محمد الفاتح ابن العمدة لصحيفة (مداميك) إنّ قوة من أفراد الدعم السريع اقتادت والده من المنزل بإدارية التبون إلى قيادة قوات الدعم السريع بمنطقة بُوطة شرقي مدينة بابنوسة، وتحرّت معه عن أسباب عدم استنفار شباب قبيلته لمسارح العمليات، إلا أنّ والده أجابهم بأنّه لا سلطة له على شباب القبيلة، وأنّه لا يُؤيِّد أنْ يكون شباب قبيلته وُقوداً لهذه الحرب وأنّه داعيةُ سلام لا حرب.وأضاف ابن العمدة محمد الفاتح، أنّ قيادة الدعم السريع رفضت إفادات والده ودعته للعُدولِ عنها، لكن والده رفضَ وتمسّك بكلامه، فأقدمت استخبارات الدعم السريع بمنطقة بُوطة بتعذيبه وأوستعه ضرباً مُبرحاً في جميع أجزاء جسده، كما تمّ منعه من تناول الطعام لمدةِ يومين كاملين، حتى تدهورت حالته الصحية سيما وأنّه مصاب بمرض السكر.وأفاد ابن العمدة أنّ قيادة الدعم السريع بمنطقة بُوطة قامت بإطلاق سراح والده بتأريخ الجمعة ١٥ فبراير ٢٠٢٥م. وبتأريخ ٢١ يونيو ٢٠٢٥م الماضي، اعتقلت قوات الدعم السريع قادة آخرين من قيادات الإدارة الأهلية بولاية غرب كردفان وهم: العمدة سيد الصادق حُرقاص، العمدة حبيب صالح، العمدة الجاك سليمان، والأمير رمضان نور الصفاء، العمدة الهادى حمدية أبّشر. ومعهم كلٌّ من: المهندس جمعة داؤود -شغلَ منصب وزارة التخطيط العمراني والبُنى الهندسية في أواخر فترة الرئيس المخلوع عمر البشير، وسلمان جمعة سلمان، وبلال محمد داؤود، صالح أحمد الصالح، جابر عبد المولى، جماع عيسى عبد المولى، ومحمد أجبر إسماعيل.وقال أحد قادة الإدارة الأهلية بولاية غرب كردفان مُفضلاً حجبَ هويته لدواعٍ أمنية، إنّ الاعتقالات التي طالت قادة بارزين بالإدارة الأهلية سببها تنامي الصوت الرافض داخل قبيلة المسيرية لانتقال الحرب بين الجيش والدعم السريع إلى ولاية غرب كردفان، بالإضافة للأنباء المتواترة من مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع في أكتوبر ٢٠٢٣م والتي تُفيد بسوء المعاملة التي يجدها أبناء القبيلة داخل المعتقلات الخاصة بقوات الدعم السريع.الدعم السريع يعتقل عاملون بحقل هجليج النفطى ويطلقْ سراحهم تحت الضغط الأهلي:بتأريخ الإثنين الموافق ٢١ أبريل ٢٠٢٥م، أقدمت استخبارات الدعم السريع بمدينة المجلد وانفاذاً لتعليماتٍ صدرت إليها من القائدين العقيد التاج التجاني قائد قوات الدعم السريع بقطاع ولاية غرب كردفان، والعقيد صالح الفُوتي قائد عمليات محور بابنوسة، على اعتقال ١٠ من الموظفين الذين يعملون بشركات البترول بحقول منطقة هجليج وهم: عابدين مُرحال، وسيف الدين مريدة جِقر (أخٌ شقيق للأستاذ فضل مريدة جِقر مدير الوكالة السودانية للاغاثة والعمليات الانسانية بالولاية). وعماد الدودو، حامد بكّاي، فهد سُلُم، عثمان سليمان، ومحمد عيسى يحيى. بالإضافةِ إلى ثلاثة آخرين تمّ إطلاق سراحهم فور اعتقالهم بسبب صلة القربى التي تربطهم بالعقيد التاج التجاني قائد قوات الدعم السريع بقطاع ولاية غرب كردفان.وقال العمدة مريدة جِقر لصحيفة (مداميك) إنّ المعتقلين العشرة جميعهم من أبنائهم بمدينة المجلد، جرى اعتقالهم بواسطة استخبارات الدعم السريع بينما هم في طريقهم للمدينة لقضاء اجازتهم الشهرية مع ذويهم بسبب حملهم لتصريح مرور مختومٌ بختمى استخبارات الجيش وجهاز الأمن والمخابرات العامة، يُفترض أنْ يقوموا بتسليمه لآخر نقطة للجيش.وأضاف العمدة أنّ الدعم السريع وبدلاً من احتجازهم بمدينة المجلد، قام بترحيلهم إلى مدينة الضعين بولاية شرق دارفور، وهي خطوة وجدت الاستنكار من المكونات الاجتماعية التي ينتمي إليها المعتقلون. واستنكاراً لذلك هدّدت المكونات الاجتماعية باقتحام مدينة الضعين وإطلاق سراح أبنائهم بالقوة، وأضاف العمدة مريدة، أنّ التهديد الجدِّى أجبر العقيد التاج التجاني قائد قوات الدعم السريع بقطاع غرب كردفان للاتصال بقيادة الدعم السريع بقطاع ولاية شرق دارفور والتي قامت بإطلاق سراح المعتقلين يوم الثلاثاء الموافق ٢٢ أبريل ٢٠٢٥م.وقال العمدة فضل، إنّ أبناءهم وصلوا مدينة المجلد وهم بحالة وصحة جيدة. وأضاف أنّ الهدف من اعتقال أبناءهم هو محاولة ابتزازهم مالياً ومطالبة أهلهم بدفع فِديات مالية نظير إطلاق سراحهم جرياً على عادة قوات الدعم السريع بالمنطقة والتي فشِلَ العقيد التاج التجاني في السيطرةِ عليها وضبطها عسكرياً.مصرع معتقلين بسجن دقريس بسبب التعذيب وسوء المعاملة:بسبب طول فترة الاحتجاز والتعذيب وسوء المعاملة، لقي سبعة من معتقلي ولاية غرب كردفان بسجن دقريس مصرعهم وبعضهم قُتِلَ قبل وصول السجن وهم: محمد عبد الله البشرى الشهير بـ ليتل -لقي مصرعه بمعتقل دقريس بتأريخ الأول من سبتمبر ٢٠٢٥م، علماً بأنه جرى اعتقاله بتأريخ ٥ أبريل ٢٠٢٥م من منزله بقرية الضليمة- وقال والده عبد الله البشرى لصحيفة (مداميك): “ظلّت الأسرة ومنذ تأريخ اعتقاله تبذلُ جهوداً متصلة لإطلاق سراحه، ولكن لم تسفرْ تلك الجهود عن أية نتائج، حتى أتانا خبر استشهاده بمعتقل دقريس”.بجانب الأستاذ جمال الدين أبو هدايا كرشوم -مدير ديوان الزكاة بمحلية الميرم بولاية غرب كردفان، لقي مصرعه بتأريخ الأربعاء ١٣ أغسطس ٢٠٢٥م، بعد أن جرى اعتقاله بتأريخ ٢٦ أغسطس ٢٠٢٤م. وقال الأستاذ نصر الدين أبو هدايا لصحيفة (مداميك) إنّ شقيقه جرى اعتقاله من مدينة الفولة بواسطة استخبارات الدعم السريع بتعليمات من العقيد صالح الفوتي وتم ترحيله لمدينة نيالا رفقة عدد من أبناء الولاية، وأوضح: “تم ابتزازنا بدفع أكثر من ١٠ مليارات جنيه سوداني لإطلاق سراحه، وقمنا بدفع المبلغ ولكن لم يتم إطلاق سراحه”، وأضافَ بحسرةٍ: “تلقينا يوم الأربعاء الموافق ١٣ أغسطس ٢٠٢٥م نبأ مصرعه بمعتقل دقريس بولاية جنوب دارفور”.الى جانب المعتقل سلمان جمعة وهو مدير فرع شركة شيكان للتأمين وإعادة التأمين بولاية غرب كردفان، وجرى اعتقاله من مدينة النهود بتأريخ ٥ مايو ٢٠٢٥م الماضي بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها بتأريخ الأول من مايو ٢٠٢٥م، وتلقت أسرته نبأ اغتياله بمعتقل دقريس يوم الثلاثاء ١٢ أغسطس ٢٠٢٥م.وأبكر آدم عبد الله الشهير بود مجوك وهو معاشي بالجيش، جرى اعتقاله بتأريخ ٦ فبراير ٢٠٢٥م رفقةَ عشرة آخرين بتهمة التعاون مع جيش الفرقة ٢٢ مشاة بابنوسة. وبتأريخ ٢٩ يوليو ٢٠٢٥م الماضي، أفادَ المعتقل الهادي خميس الذي رافق ود مجوك بمعتقل الدعم السريع بمنطقة الكلاعيت الواقعة شمال مدينة بابنوسة والذي أفلحتْ جهود الإدارة الأهلية للقبيلة التي ينتمي لها في إطلاق سراحه، أفادَ أفراد أسرة ودمجوك بأنّه قُتِلَ تحت التعذيب بتأريخ ٢٠ مايو ٢٠٢٥م الماضي وأنّه قام بدفنه بيديه الإثنتين”.وقال كمال آدم شقيق ود مجوك لـ(مداميك) إنّ الأسرة ظلّت تتعرّض للابتزاز منذ تأريخ اعتقال إبنها في فبراير الماضي، وظلّ المُبتزون يُطالبون الأسرة بسداد مبلغ ١٠ مليارات جنيه سوداني مقابل إطلاق سراحه، وأفادوا الأسرة بأنّ ابنها تمّ نقله إلى معتقلات الدعم السريع بمدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب كردفان، وأضاف أنّ الأسرة تفاجأت بخبر مقتل ودمجوك بمعتقلات الدعم السريع بمنطقة الكلاعيت بولاية غرب كردفان، وأضاف كمال بأنّهم يحمدون الله على عدم استجابتهم للابتزاز وسداد مبلغ الفدية الذي طالبت به المليشيا.والمعتقل الخامس هو عبدالرحمن سالم فضيل، وشغل منصب وزير الثقافة والإعلام بولاية غرب دارفور في حاضرتها مدينة الجنينة عن حركة العدل والمساواة في الفترة من ٢٠٠٧م وحتى ٢٠١٠م في عهد الرئيس المخلوع عمر البشير، كما شغل موقع الأمين العام لمنظمة الصلح خير، جرى اعتقاله بمدينة الفولة بتأريخ ١٥ مايو ٢٠٢٥م الماضي نتيجةً لرفضه الانضمام لقوات الدعم السريع وتم ترحيله لمدينة نيالا، وبعد تعرُّضهِ للتعذيب وتدهور حالته الصحية بسبب معاناته من مضاعفات مرض السكري، تمّ إطلاق سراحه وتسليمه لأسرته بمدينة الفولة والتي سافرت به إلى مدينة جوبا لتلقي العناية الطبية اللازمة، إلا أنّه فارق الحياة بتأريخ ٢٠ يوليو ٢٠٢٥م بعد مُضي ثلاث أيام من وصوله لمدينة جوبا.وقالت ابنته سلمى لـ(مداميك) انه عندما وصل والدها إلى مدينة الفولة كان في حالةٍ يُرثى لها، لا يستطيع الكلام بطلاقة وتدهورت صحته بصورة مريعة، وكان جسده المُنهك ملئٌ بآثار التعذيب.السادس هو موسى عبد المنعم موسى الشوين، ابن ناظر قبيلة المسيرية الحُمر – الفلايتة، نجل عبد المنعم موسى الشوين الذي انتقل إلى جوار ربه بمدينة الفولة بتأريخ الثلاثاء ١٧ يونيو ٢٠٢٥م، وقد جرى اعتقال موسى من مدينة الفولة بواسطة استخبارات الدعم السريع بتأريخ ٥ مايو ٢٠٢٥م الماضي، وتم قتله بتأريخ ١٠ مايو ٢٠٢٥م الماضي بمنطقة التبون بولاية غرب كردفان في طريق اقتياده إلى سجن دقريس بولاية جنوب دارفور.وقال أحد أشقائه لـ(مداميك) إنّ الأسرة لم تعلم بمقتل موسى إلا بعد وفاة الوالد، وأضاف: “لقد قمنا بالاتصال بقيادة الدعم السريع بقطاع ولاية جنوب دارفور لإخطار شقيقي موسى بوفاة الوالد، وفي اليوم الثاني أفادونا بأنّ شقيقنا قُتِلَ بمنطقة التبون وقبل وصوله إلى نيالا.الى جانب محمد أجبر العجيل، تمّ اعتقاله من مدينة المجلد بتأريخ ٢٠ مايو ٢٠٢٥م الماضي ولقِي مصرعه بسجن دقريس بتأريخ ٢٦ يونيو ٢٠٢٥م.إطلاق سراح الأمين العام السابق لحكومة غرب كردفان بعد دفعه فديةً مالية:أطلقت استخبارات الدعم السريع بمدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور بتأريخ الخميس الموافق ٢ أكتوبر ٢٠٢٥م الماضي سراح الأستاذ صبري يوسف جبارة، الأمين العام السابق لحكومة غرب كردفان من سجن دقريس، وذلك بعد أنْ قام ذووه بدفع مبلغ ١٠ مليارات جنيه سوداني نظير إطلاق سراحه.وجرى اعتقال الأستاذ صبري يوسف جبارة من مدينة النهود بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها مطلع مايو ٢٠٢٥م الماضي.وفد الإدارة الأهلية يفشلُ في مساعيه لإطلاق سراح معتقلي غرب كردفان بمدينة نيالا:زار وفد من الإدارة الأهلية من ولاية غرب كردفان تألّف من (الشرتاي الطاهر محمد والشرتاي حامد حماد، والشرتاي أحمد حامد التوم، والناظر بشير عجيل جودة الله، والعمدة حمدي الدودو، والعمدة خريف رحمة) بتأريخ ٢٥ أغسطس ٢٠٢٥م مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور وعاصمة حكومة الوحدة والسلام (الموازية) بهدف التباحث مع القيادة العليا للدعم السريع لإطلاق سراح ١٥٠ من أبناء الولاية بمعتقلات الدعم السريع بسجن دقريس.وقال الشرتاي أحمد حامد لـ(مداميك) إنّ الوفد عقد سلسلة اجتماعات بدأها بلقاء الباشا طبيق مستشار قائد قوات الدعم السريع والذي نسّق لهم اجتماعاً مع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو. وأضاف الشرتاي أنّ حميدتي وعدهم بمناقشة موضوع معتقلي ولاية غرب كردفان مع الاستخبارات العسكرية والشرطة التابعتين لقوات الدعم السريع، وبحث إمكانية إطلاق سراحهم حال ثبُتَ براءتهم من التُّهم المُوجّهة لهم أو تقديمهم لمحاكمات عادلة.وأشار الشرتاي الى أنّ قائد قوات الدعم السريع رجع وأكدّ لهم بأنّ المعتقلين سيتم إطلاق سراحهم بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر. مبينا أن الدعم السريع قامت بنقل المعتقلين من سجن دقريس إلى احدى البيوت بمدينة نيالا. ولفت الى انه بعد سيطرة الدعم السريع على مدينة الفاشر بتأريخ ٢٧ أكتوبر ٢٠٢٥م، “اتصلنا بقيادة الدعم السريع لإطلاق سراح المعتقلين”، وأبان أنّهم تفاجئوا بإرجاع المعتقلين مرةً أخرى إلى سجن دقريس لأنّهم قاموا بإدراج أحد عساكر الاستخبارات العسكرية يتبع للواء ٩٢ الميرم ضمن القائمة التي وعدت قيادة قوات الدعم السريع بإطلاق سراحها.وقالت زوجة أحد المعتقلين بسجن دقريس، إنّ أحد قادة الإدارة الأهلية لم يتعرّف على زوجها بسبب تدهور حالته الصحية من شدة تعذيبهم ومنعهم من الطعام داخل المعتقل، وأضافت أنّ رجل الإدارة الأهلية أكدّ لها أنّ المعتقلين يتناولون وجبةً واحدة بائسة في اليوم.معتقلون يُواجهون خطر الموت بسبب المرض:كشفتْ مصادرٌ وثيقة الصلة لصحيفة (مداميك) أنّ آخر الأنباء الواردة من سجن دقريس، أفادت أنّ إثنين من معتقلي الولاية بالسجن يُواجهون خطر الموت بعد إصابتهم بعدة أمراض كالضغط والسكرى وحمى الضنك وسط غياب تام للعناية الطبية بالسجن وهما: الأستاذ حامد الساكن: تمّ اعتقاله من مدينة الميرم في أغسطس ٢٠٢٤م، والأستاذ إبراهيم نافع: تمّ اعتقاله من مدينة المجلد بتأريخ مارس ٢٠٢٥م.ويرى الأستاذ محمد إبراهيم الأحمر الذي شغلَ موقع رئيس السلطة القضائية بالإدارية المدنية بولاية غرب كردفان، قبل أنّ يتقدّم باستقالته في يناير ٢٠٢٥م في حديثٍ أدلى به لـ(مداميك ) أنّ سبب إرسال معتقلي ولاية غرب كردفان إلى سجن دقريس بولاية جنوب دارفور يعود إلى غياب الأجهزة العدلية المُناط بها تحقيق العدالة بالولاية، بالإضافة إلى انعدام السجون بمدن الولاية، والموجود منها سعتها ضيقة ولا تتحمل عدداً كبيراً من السجناء.The post مداميك تخترق اسوار سجن “دقريس”: معتقلو غرب كردفان المنسيُّون .. بين سندان البقاء ومطرقة الموت appeared first on صحيفة مداميك.