إذا كان الحلم سودانٍ ديمقراطيٍ عادلٍ وحر

Wait 5 sec.

سحر البدوي“ابدأ من نفسك… فالنور الحقيقي لا يُفرض، بل يُنعكس”التغيير الحقيقي لا يبدأ من الشوارع، بل من القلوب التي ترفض أن تشبه الظلام الذي تحاربه.في خضمّ ما يمر به السودان من أزماتٍ متشابكة، تبرز الحاجة الملحّة إلى مراجعة المفاهيم والقيم التي ننادي بها جميعًا.فالديمقراطية، والعدالة، والحرية ليست شعارات نرفعها في وجه الآخرين، بل منظومة قيم تبدأ من داخل الإنسان نفسه.فمن أراد أن يرى النور في وطنه، عليه أن يُضيء قلبه أولًا، وأن يعيش ما يدعو إليه قبل أن يطلبه من غيره.لقد أصبحت ساحات النقاش والاختلاف اليوم مسرحًا للتجريح أكثر منها مساحة للتفكير.ومع الأسف، انجرف بعض الطامحين إلى المدنية وراء أساليب لا تمتّ إلى جوهرها بصلة، فاستطاعت قوى الظلام التي طالما حاربت النور أن تجرّهم إلى مستنقعها مستنقع الكراهية، والاتهامات، والشتائم التي لا تبني وطنًا ولا تصنع وعيًا.إنّ من يؤمن بالمدنية لا يمكن أن يسقط في فخّ الفوضى اللفظية ولا في فخّ الغضب الدائم.فالقيم لا تُختبر في أوقات الراحة، بل في لحظات الغضب والخذلان.ومن أراد أن يكون صوتًا للنور، فعليه أن يواجه الظلام بوعيٍ لا بانفعال، وبصبرٍ لا بردود أفعالٍ عابرة.وفي هذا السياق، تأتي المسؤولية الفردية في مقدمة أدوات التغيير الوطني.كل مواطن يحمل داخله قدرة على التأثير، وكل سلوك، مهما كان صغيرًا، يسهم في بناء الثقافة المدنية التي نحلم بها.إن احترام القانون، وتحمل المسؤولية، والنزاهة في العمل العام والخاص، والصدق في القول والفعل، هي اللبنات الأساسية التي تصنع الوطن قبل أن تصنع المؤسسات.حين يبدأ كل فرد من نفسه، عندها فقط ستنتقل العدالة والحرية من شعارات إلى واقع ملموس، وسيصبح السودان أرضًا خصبة للتقدم والسلام.معركتنا الحقيقية ليست ضد أشخاصٍ أو تيارات، بل ضد الجهل، وضد كل ما يُطفئ روح الأمل في الناس.المدنية تُبنى بالعقل، والحرية تُصان بالمسؤولية، والديمقراطية تزدهر فقط حين نحترم الاختلاف دون أن نفقد إنسانيتنا.فلنكن نحن البداية التي نبحث عنها، ولنحوّل قيمنا من شعاراتٍ إلى سلوك.لنردّ على الإساءة بالاتزان، وعلى التضليل بالمعرفة، وعلى الفوضى بالوعي.فالتغيير لا يتحقق بالصوت الأعلى، بل بالقلب الأصدق، والعقل الذي لا ينساق خلف الضجيج.إنّ السودان الذي نحلم به لن يُبنى بالغضب، بل بالعقل والصبر والإصرار.هو وطنٌ يحتاج إلى من يؤمن بأن الخير ما زال ممكنًا، وأنّ الغد يستحق أن نزرع له الأمل مهما اشتدّ الليل.نداء الأملما زال في هذا الوطن متسعٌ للنور، ومتسعٌ للقلوب التي لم تفقد إنسانيتها رغم كل ما مرّ بها.فلنكن نحن من يزرع البذرة، ومن يُبقي الحلم حيًّا حتى يأتي فجرٌ لا تُطفئه العتمةThe post إذا كان الحلم سودانٍ ديمقراطيٍ عادلٍ وحر appeared first on صحيفة مداميك.