شول لام دينق يكتب: رسالة إلى جوبا… الإمارات لا ترى الوطن بل ترى رجالها

Wait 5 sec.

يا حكومة جنوب السودان…يا من تحملون مسؤولية هذا الوطن الذي لم يعرف الراحة منذ يوم ميلاده…أكتب إليكم اليوم لا بدافع الخصومة السياسية، بل بدافع الخوف على بلدٍ يقف على حافة هاوية تُصنع خارج حدوده.الهجمات الأخيرة على منشآت النفط، ومقتل المهندسين، وتوقف الشركات عن العمل…كل هذا ليس حدثاً عرضياً.هذا جرس إنذار، وهذا الجرس لا يدقّ من فراغ.بعد إقالة بول ميل… ظهرت الحقيقةعندما أقيل بول ميل، صهر الرئيس ونائبه ورئيس الحزب الحاكم، لم يكن الأمر مجرد تغيير إداري.كان تغييراً في عمق المشهد السياسي.لكن ما تكشّف بعد الإقالة كان أخطر:أبوظبي لم تكن شريك دولة… بل شريك رجل.وعندما خرج رجلها من المشهد، اهتزّت معها حساباتها وشبكاتها، فتبدلت لغة المصالح، وظهر أثرها في قطاع النفط الذي تعتمد عليه الدولة بكاملها.نحن ندفع اليوم فاتورة صمتٍ قديميعرف الجميع في الحكومة والمعارضةأن الإمارات استفادت لسنوات من عبور الرحلات عبر أجواء جنوب السودان، رحلات مرتبطة بصراعات ليست صراعاتنا ومرتزقة يقاتلون في حرب ليست حربنا.لم يكن ذلك في مصلحة الدولة، بل كان خدمة مجانية لمعارك الآخرين.واليوم، يبدو وكأن الجنوب يُحاسَب على تلك المرحلة وكأننا ندفع الثمن لأننا سمحنا. بالمجاملة أو بالضغط.بأن نكون ممراً لصراع لا يشبهنا.هذه ليست شراكة… هذا نفوذ قائم على الأشخاصدعوني أكون صريحاً:أبوظبي لا ترى في جوبا دولة ذات سيادة، بل تبحث عن “رجلها” داخل أروقة الحكم.وعندما فقدت هذا الرجل، تغيّر ميزانها.لم تحترم الدولة، ولم تحترم الشعب، ولم تضع في الحسبان المهندسين الذين فقدوا حياتهم.لم تبالِ بمستقبل الاقتصاد أو الاستقرار.لأن الإمارات لا ترتبط بالدول… بل ترتبط بالأفراد.ومتى ذهب الفرد، ذهب معه الولاء.جوبا يجب أن تستيقظإنني، بصفتي معارضاً للنظام، أقولها بوضوح:لا مستقبل لجنوب السودان إذا ظلت علاقاته الخارجية تُبنى على أشخاص، لا على سيادة الدولة.وأناشد الحكومة اليوم:أعيدوا النظر في علاقتكم مع أبوظبي.اسألوا أنفسكم:هل الامتيازات التي مُنحت طوال السنوات الماضية كانت لصالح الشعب؟أم لصالح شخص واحد أصبح بوابة نفوذ خارجي؟الدولة التي تُدار عبر “رجال الغرف المغلقة” ليست دولة حرة.والدولة التي تربط مصيرها بمحور خارجي ستجد نفسها رهينة لضغوطه في أول اختلاف سياسي.جنوب السودان وُلد من أجل الحرية… لا من أجل التبعيةنحن شعب قاتل لعقود ليحصل على استقلاله.أيعقل بعد كل هذه الدماء أن نربط مستقبلنا بدولة لا ترى فينا سوى ممر لمصالحها؟أيعقل أن نسمح لأي طرف أن يستخدم نفطنا أداة ضغط، أو يستخدم أرضنا محطة صامتة للصراعات؟جنوب السودان يستحق شراكات حقيقية…شراكات لا تقوم على شراء الولاءات، بل على تبادل المنافع والاحترام الكامل للسيادة.اخر كلامي ..يا حكومة جوبا…إن كنتم تريدون دولة مستقلة حقاً، فاقطعوا الطريق أمام أي طرف خارجي يحاول أن يجعل من بلادنا منصة لرجاله.لا تقفوا مع أبوظبي على حساب سيادتكم.ولا تربطوا مصير الدولة بمصالح لم تعد تعود على الشعب بأي فائدة.الوطن أكبر من الأشخاص…والدولة أهم من المحاور…وجنوب السودان يستحق أن يقف على قدميه بلا ظل أحد.كل التفاعلات:١٧الصحفي انيس منصور احتياط و١٦ شخصًا آخرمشاركة واحدةأعجبنيتعليقمشاركة