على الرغم من كونها مدينة تعج بالحياة، توجد في أشدود بإسرائيل أحياء خطرة وغير صالحة للسكن، بالإضافة إلى منازل متداعية ومشاكل أخرى، فيما وصفته صحيفة "معاريف" بأن المدينة "تتهاوى". وحسب "معاريف"، تشتهر أشدود، المدينة الجنوبية النابضة بالحياة، بشواطئها الذهبية، ومراكز التسوق الكبيرة، ومطاعمها الصاخبة، وأجوائها المميزة. لكن خلف المظهر الجذاب، تختبئ أحياء قديمة حيث الواقع بعيد كل البعد عن أن يكون ورديا. هذه الأحياء يسكنها بشكل أساسي كبار السن والفئات الضعيفة، الذين يشعرون بالإهمال والإحباط من أداء السلطات المسؤولة عن رعايتهم.وفي جولة قامت بها "معاريف" هذا الأسبوع في المدينة، كشفت عن صورة مغايرة: مبانٍ متداعية، جدران مغطاة بالعفن والخضرة، وشقوق عميقة في الخرسانة تشهد على سنوات من الإهمال. منازل تبدو وكأنها لم تعد صالحة للسكن البشري منذ فترة طويلة. السكان، ومعظمهم من كبار السن، يتحدثون عن حياة من العجز، والخوف، والوحدة – خاصة في أوقات الأزمات مثل الحرب.وأشارت "معاريف" إلى أنه في أحد الأحياء القديمة، لدى سؤال امرأة مسنة خرجت من شقتها عما إذا كانت تشعر بالأمان في منزلها وعما إذا كان المبنى صالحا للسكن، كانت إجابتها قاطعة: ""ليس لدينا من نلجأ إليه، لماذا لم نحاول؟ هذا هو الوضع. اعتدنا على العيش في هذا النتن. معظم الناس هنا كبار في السن أو فئات ضعيفة، من سيساعدنا؟"ووفقا لـ"معاريف"، النتن (الرائحة الكريهة) ليس مجرد استعارة تم ذكرها في التقرير، إنه ناتج عن العفن الذي يغطي الجدران، والرطوبة المتغلغلة، والمباني التي تتفتت ببطء بسبب التآكل. ويشير سكان آخرون إلى شكاوى متكررة وجهوها إلى الجهات المسؤولة لم تجد استجابة حقيقية. ونقلت عن أحدهم قوله: "نشكو منذ سنوات، لكن لا شيء يتغير".وفي حي "عوزياهو"، وهو أحد أقدم أحياء المدينة، سألت "معاريف" امرأة مسنة أخرى عن كيفية التعامل مع الوضع خلال الحرب مع إيران: "هل لديكم غرفة محصنة؟" كانت إجابتها فورية: "ليس لدينا غرفة محصنة فحسب، بل إن الغرفة المحصنة الخاصة بالحي غير صالحة أيضا. من المخيف الدخول إليها. من يدري ماذا بداخلها. ليست نظيفة ولا جذابة".وطلبت المرأة أن تضيف تفاصيل عن زوجها، الذي يعيش منذ سنوات تحت قيود جسدية شديدة: "لا يستطيع النزول على الدرج. عجز كلي. الرجل لم يغادر المنزل منذ سنوات. لست بحاجة لأخبرك بأي كابوس عشنا في الحرب مع إيران". ووفقا للصحيفة، تبرز قصتها "الضعف الشديد للسكان المسنين في هذه الأحياء – فهم بلا ملاجئ ميسور الوصول إليها، ولا مصاعد سليمة، ولا دعم كاف".كما لخص شخص آخر الشعور العام للصحيفة بالقول: "الأحياء القديمة منسية. لا أحد يفعل أي شيء لتحسين حياتنا". وأضاف أن معظم السكان هنا كبار في السن، "ليس هناك من يرفع القفاز (يقف ويتحدى السلطة)، الأمر صعب".المصدر: "معاريف"