انتشر عبر منصة "تيك توك" ترند جديد بوضع شرائح بطاطا نيئة داخل جواربهم أثناء النوم، مدعين أن هذه الطريقة غير التقليدية تساعد في الوقاية من نزلات البرد والإنفلونزا الموسمية. وحققت هذه الظاهرة انتشارا واسعا، حيث تجاوزت بعض مقاطع الفيديو 4.2 مليون مشاهدة، وأكد مستخدمون أنهم تمكنوا من تجنب الإصابة بالإنفلونزا أو أن أطفالهم شعروا بتحسن فوري بعد تجربة هذه الطريقة. وتظهر المقاطع المنشورة أشخاصا يعرضون شرائح البطاطا التي تحول لونها إلى الأسود بعد بقائها ليلة كاملة في الجوارب، معتبرين هذا التغير في اللون دليلا على امتصاص البطاطا للسموم من أجسامهم.وفي الحقيقة، تعود جذور هذه المعتقدات إلى العصور الوسطى، حيث كان يشاع أن شرائح البطاطا أو البصل تمتص السموم من الجسم وتساعد في استعادة الطاقة. لكن الخبراء الطبيين يجمعون على أن هذه الممارسة تفتقر إلى أي أساس علمي.ويشرح الدكتور علي رضا خسروأبادي، أخصائي القدم والكاحل: "هذه الممارسة لا تمتلك أي مزايا حقيقية، وأعتذر لتحطيم هذه الأسطورة لكنها لا تفعل أي شيء لصحتك". أما التغير في لون البطاطا فيعود إلى عملية الأكسدة الطبيعية التي تحدث عند تعرضها للهواء، وهي ظاهرة كيميائية معروفة لا علاقة لها بامتصاص السموم من الجسم. وتضيف الدكتورة جين أشتون: "لا يوجد دليل علمي على أن قشور البطاطا أو أي شيء آخر على سطح قدميك يمكنه سحب السموم من جسمك بطريقة ذات أهمية لمكافحة العدوى الفيروسية". وتؤكد أن الجسم يمتلك أنظمة طبيعية متكاملة للتخلص من السموم عبر التنفس والتبول والتبرع والجلد والأعضاء المختلفة.وفي المقابل، يقدم الخبراء بدائل طبية مثبتة علميا لمقاومة البرد والإنفلونزا، تشمل الحفاظ على ترطيب الجسم، والحصول على قسط كاف من الراحة، وتناول العسل (للأطفال فوق 12 شهرا والبالغين)، بالإضافة إلى تناول فيتامين سي المقوي للمناعة.ويخلص الأطباء إلى أن تأثير هذه الممارسة لا يعدو كونه تأثيرا وهميا، ورغم أنها لا تسبب ضررا جسديا مباشرا، إلا أن الاعتماد عليها بدلا من العلاجات المثبتة قد يعرض الصحة للخطر، خاصة عند إهمال استشارة الطبيب في حالات المرض الحقيقية.المصدر: إندبندنت