برغم أن يد الموت لم تمنحها فرصة الاحتفال بإنجازها، إلا أن روح الطالبة ضحى أبو دلال حلقت إلى السماء حاملة معها شهادة الثانوية العامة بمعدل 96.7%، لتكون شاهدة على مجزرة بحق عائلتها. كان من المفترض أن تكون هذه اللحظة من أسعد لحظات حياتها، لحظة تحقق الحلم بعد سنوات من الدراسة والاجتهاد، لكن القدر كتب لها أن تنال شهادتين إحداهما نقلتها لعالم آخر، تاركة خلفها قصة كفاح انتهت بصواريخ إسرائيلية استهدفت منزلها لتوقع 18 فردا من عائلتها قتيلا. ضحى ليست مجرد رقم في سجل الضحايا بل هي رمز لأكثر من 13500 طالب وطالبة حُرموا من مستقبلهم بآلة الجيش الإسرائيلي، ورمز لـ 785 ألف طالب حُرموا من حقهم في التعليم بسبب الحرب والتهجير.تظهر قصة ضحى أن العلم لا يموت برصاص، وأن الأحلام لا تدفن تحت الركام، فها هي تحقق حلمها من وراء القبور، لتثبت أن الحق الفلسطيني ينتصر متحديا الموت.تختزل قصة ضحى مأساة شعب بأكمله، يرفض أن تموت أحلامه برغم القتل والتدمير، وتظل شهادتها خير دليل على أن الفلسطيني الذي يقتلونه يوميا يحمل في جيبه أحلاما وطموحات، وليس سلاحا كما تدعي إسرائيل.وفي مؤتمر صحافي، أعلن وزير التربية والتعليم العالي أمجد برهم من مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة نتائج امتحانات الثانوية العامة. وقال: "31 ألف طالب وطالبة من مواليد 2007 تقدموا لامتحانات الثانوية العامة في قطاع غزة".وأوضح برهم أن الوزارة، "رغم الحرب والدمار، تتجه نحو استعادة التعليم الوجاهي وتعافي العملية التعليمية في غزة"، مؤكدا أن لديهم خطة واضحة سيتم تنفيذها، وأضاف: "المستحيل ممكن في غزة".وفي أحدث إحصائية له في أكتوبر الماضي، أظهر تقرير صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة حجم الكارثة التي لحقت بالقطاع التعليمي خلال حرب الإبادة الإسرائيلية.وبين التقرير أن 95 بالمئة من مدارس القطاع تعرضت لأضرار مادية متفاوتة، فيما يحتاج أكثر من 90 بالمئة من المباني المدرسية إلى إعادة بناء أو تأهيل رئيسي.وبحسب التقرير، تعرض 668 مبنى مدرسيا لقصف مباشر يشكل نحو 80 بالمئة من إجمالي المدارس، في حين دمرت إسرائيل كليا 165 مدرسة وجامعة ومؤسسة تعليمية، وجزئيا 392 أخرى.وأشار المكتب إلى الخسائر البشرية الفادحة في صفوف الطلبة والكوادر التعليمية، إذ تجاوز عدد الطلبة القتلى 13500، فيما حرم أكثر من 785 ألف طالب من حقهم في التعليم بفعل التهجير والدمار المستمر.كما قتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 830 معلما وكادرا تربويا، إضافة إلى 193 عالما وأكاديميا وباحثا، ما أدى إلى فقدان القطاع التعليمي نخبة واسعة من كوادره العلمية.المصدر: RT