غموض موقف الجيش من الهدنة … تكتيك لإرضاء الحلفاء أم محاولة لكسب الوقت؟

Wait 5 sec.

مداميك : رندا عبد اللهفتح  اعلان قوات الدعم السريع موافقتها على الهدنة الإنسانية التي اقترحتها مجموعة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة الامريكية السعودية ومصر والامارات الباب أمام عدة احتمالات ويرى مراقبون أن هذه الخطوة جعلت الجيش في موقف حرج حيث تحاول قوات الدعم السريع أن تبدو ملتزمة بالتعاون مع المبادرات الدولية التي تسعى لتحقيق السلام. الا ان استئناف استخدامها للمسيرات في ولاية نهر النيل وام درمان ذات طعن في مصداقية هذه الفرضية رغم ان كثير من المراقبين يرون ان المسيرات للضغط على سلطة الامر  للقبول بالهدنة.في المقابل أستمر غموض موقف الجيش خاصة بعد الاجتماع الطارئ لمجلس الامن والدفاع الذي انعقد الأسبوع الماضي بالخرطوم . وكانت قد سبقته تكهنات كثيرة بأنه سيحسم موقف سلطة الامر الواقع من الهدنة لأن الاجتماع ضم القوات المتحالفة والمساندة من القوات المشتركة التي تقاتل الى جانب الجيش إلا إن بيان المجلس لم يتبن أى رد على مقترحها وهو ما اعتبره عدد من المراقبين رفضا مبطنا للهدنة. واكتفى مجلس الأمن والدفاع بترحيبه “بالجهود المخلصة التي تدعو إلى إنهاء معاناة السودانيين جراء تمرد مليشيا آل دقلو الإرهابية” بحسب البيان الذي لم يتبنى موقفا واضحاوبالرغم من إن رسالة الشكر التي وجهها المجلس لحكومة الولايات المتحدة ومستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مسعد بولس على جهوده المقدرة حيال الازمة تعطي إشارات مهمة بان الحكومة ترحب بالمساعي الامريكية لتحقيق السلام الا  ان الفقرة التي أعقبت ذلك والخاصة بإعلان التعبئة العامة واستنهاض الشعب السوداني للقضاء على تمرد قوات الدعم السريع قد نسفت الفقرة التي تلتها إلا إن بعض المراقبين رجحوا أن الجيش يتفاوض سرا خوفا من نفوذ الاسلاميين المتحالفين معه في حربه ضد الدعم السريع وحفاظا على تماسك الجبهة الداخلية فهل هذا الغموض تكتيك لإرضاء الداخل أم محاولة لكسب الوقت لامتصاص صدمة سقوط الفاشر والحيلولة دون سقوط الأبيض من خلال تكثيف الضربات الجوية لقطع الطريق امام تقدم قوات الدعم السريع في محاور القتالووفقا لبيان المتحدث باسم «الدعم السريع» فان الموافقة علي على الدخول في الهدنة الإنسانية المطروحة من قبل دول الرباعية جاء : «تلبية لتطلعات ومصالح الشعب السوداني،  وذلك لضمان معالجة الآثار الإنسانية الكارثية الناجمة عن الحرب، وتعزيز حماية المدنيين». وأكد أنها تتطلع إلى «تطبيق الاتفاق، والشروع مباشرة في مناقشة ترتيبات وقف العدائيات»، بحسب ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».وكانت الولايات المتحدة قد قدمت ورقة مقترحة للجيش والدعم السريع تهدف الى إنهاء الحرب في السودان.، ويشمل “المقترح الأمريكي المقدم إلى الجيش السوداني و “الدعم السريع” بشأن الهدنة خيارين رئيسيين، الأول هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر، والثاني هدنة لتسعة أشهر، مع التركيز على اتفاق مفصل يغطي آليات المراقبة والمتابعة والتنفيذ، بالإضافة إلى الجوانب الفنية واللوجستية والتقنية، وتنظيم خطوط الإمداد. وفي هذا السياق أكد مستشار الرئيس الأمريكي مسعد بوليس إن” هناك تجاوب من الطرفين، وخصوصاً من الجيش السودانترحيب الجيش بالجهود الأمريكيةوراي ضياء الدين حسن الباحث المختص في القانون الدولي لحقوق الانسان ان الجيش لم يرفض مقترح الورقة الأمريكية المتعلق بالأزمة الإنسانية. و بحسب ما ورد في بيان مجلس الامن و السلم الذي أعلنه وزير الدفاع السوداني، فإن مجلس الامن والدفاع رحب بمقترح الهدنة و بجهود الرباعية، و مضي أبعد من ذلك و شكر مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مسعد بولس علي جهوده المبذولة لحل الأزمة السودانية. و قال ضياء “هذا حديث واضح و بين من المنظور اللغوي. فمفردة نرحب بالهدنة، تعني الموافقة عليها، لأن النقيض لما ورد علي لسان الوزير للتعبير عن رفض الهدنة كان سيكون “عدم ترحيب المجلس” بمقترح الهدنة و هذا يعني الرفض ببساطة شديدة و هذا ما لم يحدث. بالإضافة والحديث لضياء الدين إلى تصريح وزارة الخارجية الأمريكية بالأمس بأنهم على تواصل مع الجيش و الدعم للاتفاق حول التفاصيل المتعلقة بالخدمة الإنسانية.الشيطان في التفاصيلوتابع الباحث المختص في القانون الدولي قائلا ( بالتالي كل ما يصدر و يتم تداوله في الوسائط و الميديا لا يعبر عن الواقع و الحقيقة في وجهة نظري. فمازال مقترح الهدنة قائما و ما زال الطرفين و الرباعية بقيادة الولايات المتحدة في مرحلة التشاور حول التفاصيل المتعلقة بضمانات و آليات تنفيذ الهدنة علي المستوي الفني، اي الاستفادة من التكنولوجيا في المراقبة و الرصد عن طريق الأقمار الصناعية و المسيرات الموجهة، و على المستوى اللوجستي اي عمليات الإغاثة و القوافل الإنسانية و مساراتها و خطوط التحرك، و على المستوي العسكري و الأمني اي عمليات تأمين القوافل و إعادة انتشار القوات و تمركزاتها و بالضرورة حماية المدنيين في خضم عمليات الإغاثة الإنسانية. و هذه مسائل تحتاج لوقف لإنجازها لتعقيداتها و تفاصيلها المتشعبة و كما يقولون، فإن الشيطان يكمن في التفاصيل).هدف سياسي ملحولفت الباحث ضياء الى ان مسألة الهدنة الإنسانية أصبحت هدف سياسي و انساني ملح للمجتمع الدولي و الإقليمي و المجاور و لا يوجد اي مجال للتراجع للوراء بعد الآن و نأمل أن يتم إنجاز الهدنة في اسرع وقت لرفع المعاناة عن المواطنين التي تطاولت بسبب استمرار الحرب.ويؤكد  ضياء الدين ان الجيش لم يرفض مقترح الورقة الأمريكية المتعلق بالأزمة الإنسانية. و دلل على ذلك بما ورد من ترحيب في بيان مجلس الامن و السلم الذي أعلنه وزير الدفاع السوداني، بل مضي أبعد من ذلك و شكر مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مسعد بولس علي جهوده المبذولة لحل الأزمة السودانية. و قال ضياء “هذا حديث واضح و بين من المنظور اللغوي. فمفردة نرحب بالهدنة، تعني الموافقة عليها، لأن النقيض لما ورد علي لسان الوزير للتعبير عن رفض الهدنة كان سيكون “عدم ترحيب المجلس” بمقترح الهدنة و هذا يعني الرفض ببساطة شديدة و هذا ما لم يحدث. بالإضافة والحديث لضياء الدين إلي تصريح وزارة الخارجية الأمريكية بالأمس بأنهم على تواصلوا مع الجيش و الدعم للاتفاق حول التفاصيل المتعلقة بالخدمة الإنسانية. و بالتالي كل ما يصدر و يتم تداوله في الوسائط و الميديا لا يعبر عن الواقع و الحقيقة استبعاد البند السابعوفي تعليقه على إمكانية التدخل بموجب البند السابع في حال رفض الجيش مقترحات  الرباعية قال المحامي نبيل أديب الرباعية ليست جهاز من أجهزة الأمم المتحدة بل هي تكوين توفيقي خارج تلك الأجهزة وبالتالي فانه لا سلطة له في ان يتخذ اي قرار بموجب البند السابع اذ ان سلطة اتخاذ تلك القرارات تنعقد حصريا لمجلس الامن والرباعية كما هو معلوم تتكون من أربعة دول لا تتمتع بالعضوية الدائمة لمجلس الامن منها سوى الولايات المتحدة الأمريكية . واردف كذلك فانه من حيث المحتوى يتطلب التدخل بموجب الفصل السابع نزاعا دوليا والنزاع الذي نحن بصدده نزاع داخلي رغم ان هنالك أطراف دولية تدخلت فيه إلا ان تدخلها هو تدخل غير مباشر!.وأوضح أديب ان استخدام سلطة التدخل بموجب الفصل السابع يتطلب عدم اعتراض اي من الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن لحق الفيتو ضد القرار وهذا مستبعد بالنسبة للنزاع السودانيواستبعد نبيل أديب إمكانية تكرار سيناريو التدخل الأميركي في العراق من دون موافقة مجلس الأمن في الحالة السودانية، قائلاً إنه لا يعتقد أن مصالح الولايات المتحدة في السودان تبرر تدخلاً عسكرياً، مشيراً إلى أن ارتباطها بمصر والسعودية ضمن “الرباعية” من شأنه أن يمنعها من اتخاذ خطوة منفردةThe post غموض موقف الجيش من الهدنة … تكتيك لإرضاء الحلفاء أم محاولة لكسب الوقت؟ appeared first on صحيفة مداميك.