اللواء الركن(م) أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: الحركة والسّكون

Wait 5 sec.

 قلت قبل عدة أيام وفي هذا (الحائط) أننا سنشهد قريباً وفي مقبل الأيام بعض الحراك في الجيش من حيث الترقيّات والإحالات والتنقلات وهي سنةٌ راتبةٌ دأبت القوات المسلحة على إجرائها وبشكل (روتيني) لا علاقة بالانقلابات العسكرية التي تتجه إليها وعلى الفور مظان (الملكية) أو تقصير في العمليات ونحو ذلك..هذا التغيير الروتيني لابد منه لضخ الدماء في جسد القوات المسلحة وتجديد هيكلها العظمي وترميمه ومنع التكلّس والركود والجمود بغض النظر عن جر (كلاكل الدهر) عن البعض وإناخته بآخرين .. وقد ذكرت لكم أن هذه المسائل ما هي إلا تقديرات ربانية (وأرزاق) يجريها الله على أيدي من في أيديهم القلم..حار التهاني والتبريكات للذين سيترفعون وترفعّوا للرتب الأعلى وتقلدّوا بعض المناصب القيادية وحمداً لله على السلامة للذين ترجّلوا عن القطار واستقبلوا الحياة المدنية مندمجين فيها (بدون هيكلة)تبقى عبرتان ثنتان هنا أذكرهما لكم سادتي مشاركةً.. أما الأولى فطرفةٌ جرت على لسان أحد الضباط في زمان ماضٍ وقد تم استدعائه لتبليغه أنه وصل (المحطة الأخيرة) في مسيرة الحياة العسكرية.. ومن كلام (الخير والإيمان) الذي اعتاد القادة قوله في هكذا مناسبات قولهم (مواساةً) وتربيتاً على الكتف لمن هم في كرسي (الوداع) مقولة أن (الحركة والسكون بيد الله وهذه أقدار مسطرة).. قيل أن صاحبنا جلس واستمع لموشّح المواساة هذا وفي نهايته قال له القائد (وكما يقولون الحركة والسكون بيد الله).. فرد الضابط الجالس على كرسي الوداع (والله سيادتك كتر خيرك وبارك الله فيك.. لكن يبقى السؤال ليه الحركة لينا والسكون ليكم).. وفي سكون الليل دعنا نجتلي الصمت الرهيب ..أما الثانية .. فيصعب جداً ابتلاع تقاعد بعض الأسماء مهما كانت المآخذ عليها أو الهنات (والزلات) الواردة في كل وقتٍ وحينٍ سيما في العمليات العسكرية التي خاضتها القوات المسلحة من خلال حرب الكرامة.. فلعل الله اطلع على قلوب أهل بدر فقال لهم افعلوا ما شئتم ومنها جاءت كلمة (البدريين).. يصعب جداً ربط ظهور هذه الأسماء المغادرة للمؤسسة العسكرية في كشوفات (الإحالة) مع قصة كتاب المدارس في منهجها الذهبي مادة القراءة (المطالعة) التي مر عليها كثير من الناس وهي بعنوان (جزاءُ سنمار).. كما يقولون (الله غالب).