:: ومن عوامل الانتصار، ليس في ميادين الأنشطة الرياضية فقط، بل في كل مناحي الحياة، بما فيها سياسات الأنظمة الحاكمة وبرامجها، هو ثبات تشكيل فريق العمل، لأن بهذا الثبات يصبح فريق العمل أكثرانساجماً وتفاهماً، ويصبح الأداء جماعياً، وكما تعلمون فأن الأداء الجماعي أقوى تأثيراً وأكثرإيجاباً من الاجتهادات الفردية غير المتجانسة و الفاقدة للهارموني..ثم أن ثبات تشكيل الفريق هو مدخل الاستقرار النفسي لأعضاء الفريق، وبه يزدادوا ثقة بأنفسهم، والثقة بالنفس هي أهم مفاتيح نجاح فريق العمل وانتصاره..!!:: والله أعلم إن كان بعلم السادة رئيس وأعضاء مجلس السيادة أو بغير علمهم، فان جهة ما تسعى لهز جذع الحكومة، لينفرط عقدها الذي ظل ثابتاً ومتجانسا في مواجهة أخطر مؤامرة استهدفت بلادنا في تاريخها المعاصر، مؤامرة الابتلاع، وكان فيها نصر الله حليفاً للشعب..نعم، جهة ما – داخلية – كانت قد راهنت على كسب المعركة عسكرياً، وعندما خسر الرهان يسعى لكسب ذات المعركة ولكن بأسلوب آخر، وهو هز فريق العمل، بغرض تفكيك التشكيل الثابث ..!!:: وقد سبقنا في الانتباه لما يحدث أستاذنا عادل الباز، وكما قلت من قبل فإن كان الفقير هو من لايملك قوت العام فان المسكين هو من لايقرأ لهذا الباز كل يوم، ولكن بذهن مفتوح وبلا أحكام مُسبقة وإنطباعيات وتصنيفات فارغة.. للباز أنف يشتم روائح الساحة سريعاً وآذن تسمع دبيب نمل الغُرف المغلقة و قرون إستشعار يتحدى بها النحل، وقد شعر بشئ ما قبل أسبوع، وقرع جرس إنذار تحت عنوان ( إفراغ الدائرة)، وهي أخطر ما كٌتبت في الفترة الأخيرة، و قرأتها بتركيز عال ..!!:: تناول الباز ظاهرة تسريب الشائعات من دوائر وصفها بقريبة من مركز القرار، لإثارة الفتن وتوسيع الشقة بين قيادات الدولة، ولهز الثقة فيما بينهم في هذا الوقت الحرج، وذلك للتخلص منهم، واحداً تلو الآخر، أي إفراغ الدائرة من الأقوياء الأمناء، حتى يجد البرهان نفسه وحيداً في ( السهلة)، فيسهل صيده.. وضرب الباز مثلاً بالبشير، ونجاح خصومه في إفراغ الدائرة حوله، حتى فقد كل كوادره الوفية و القوية والمؤثرة، وإبدالها بآخرين لايملكون الرأي والخبرة والتأثير، فسقط .. !!:: وصدق الباز، لقد أُكل البشير يوم أُكل بكري حسن صالح، عبد الرحيم محمد حسين، علي عثمان، نافع علي على نافع، وغيرهم من الذين تم إفراغهم من الدائرة، بحيث لم يكن حول البشير يوم سقوطه غيرالغُرباء و الضُعفاء ثم الذين أسقطوه، إبن عوف و قوش و آخرين .. وبذات السيناريو، بالداخل جهة ما تطلق تسريبات ممنهجة مراد بها التشكيك وهز ثقة الشعب و مجلس السيادة في أوفياء المرحلة، ليسهل إفراغ الدائرة .. والتسريبات التي تحدث عنها الباز بحذر تستهدف إحدى ركائز الكرامة، وهي قيادة جهاز الأمن والمخابرات العامة الصامدة في وجه المؤامرة الكُبرى..!!:: و لعلكم تذكرون اللحظات الأولى للمعركة، وتلك الصيحة الأيقونة ( دا أمن يا جن)، وقد أطلقها صنديد بهيئة العمليات – صديق إبراهيم – لتصبح أنشودة الشعب، ومن موقع تلك الصيحة – ومواقع أخرى – بدأ سيل العطاء ينهمر بفخر لكي لاتسقط الدولة في براثن مليشيا الإمارات.. وبالكثير من تضحيات والمعلومات كان – ولايزال – لأركان حرب الجهاز التأثير الأقوى في المعادلة العسكرية ونتائجها المٌخيّبة لآمال الجنجويد والكفيل، وهذا ما يؤرق مضاجع الُعملاء، فينشطون بتسريبات مراد بها التشكيك وهز الثقة في الأوفياء، فلينتبه مجلس السادة ..!!:: إنتبهوا، فالنشاط المُريب لايستهدف قيادة الجهاز في شخوصها كما يتوهم البعض أو كما يتراءى للبعض الآخر، بل يستهدف ثبات التشكيل أو التشكيل الثابت الذي يخوض به الشعب و الحكومة معركة الوجود في الحياة.. فالمعركة لم تنته بعد، بل أُم المعارك لم تبدأ بعد، وقد أوشكت، وهي مرحلة الأوفياء الذين اختبر معدنهم لهب البدايات، وما ذابوا ولا إنصهروا، بل صمدوا كالفولاذ حتى انتصروا و دحروا الأوغاد إلى ما يسمونها بالحواضن، و ما هي بحواضنهم، ولا حاضنة لعدو غير قبره ..!!:: فليبق كل في مكانه، حتى يستردوا كامل تراب الوطن .. ثم أن الشركاء – على المستويين الإقليمي والدولي – بحاجة إلى مؤسسة مستقرة كشرط غير معلن للتعامل مع الدولة بجدية وثقة في ملفات الأمن والاستخبارات ومكافحة الارهاب و غيرها من ملفات ما وراء الحدود الإستراتيجية.. وهي ملفات أجهزتها لا تحتمل مثل هذا العبث الاعلامي الممارس بشكل ممنهج، وقد يتطور ما لم تتم مكافحته بمكافحة مصدره.. نعم، فإن كان واجباً على الجهاز حماية البلاد وشعبها من المخاطر، فمن واجبات الشعب و الاعلام حماية هذا الحامي من عبث العابثين ليؤدي واجبه كما يجب، و يواصل المسير حتى كامل التحرير ..!!