عندما كنا نتحدث ونقول بالصوت العالي الواضح قولاً فصلاً لا يساونا فيه أدنى شكٌ وليس فيه (شق ولا طق) أن القحّاطة (ناشطين وهواة سياسة) والدعّامة (متمردين يقاتلون الدولة) وجهين لعملةٍ واحدة وملة واحدة كان البعض لا يبتاع ذلك ويدخلنا في دائرة (التهريج) والدعاية أو المبالغة ربما.. أثبتت الأيام صدق المقولة وكيف هي مواقف هؤلاء (القحّاطة) من كل ما قامت به المليشيا المتمردة إجراماً من تخريبٍ ممنهجٍ وقتلٍ بدمٍ باردٍ وانتهاكٍ للحرمات أعراضاً وأموالاً واحتلالاً لمنازل المواطنين وتحويلاً للمستشفيات لثكنات عسكرية خلاف المجازر المروّعة في طول البلاد وعرضها.. حتى أن الأرض (ناءت) بحمل أثقالهم وأوزارهم وارتوت من دماءٍ طاهرة سُفكت بغير حقٍ وحُقّ لها ذلك فالأرض تحس بالظلم وتتفاعل بل وتبكي كما أثبت القرآن الكريم ذلك.. وضعت هذه الفئة التي همها الأول والأخير (المناصب) والسلطة يدها في يد المليشيا الملطخة بالدماء وعقدت معها الاتفاقيات والتفاهمات وسوّقت لها (سياسياً) مشروعها الشيطاني المدعوم خارجياً وأصبحت بذلك شريكاً أصيلاً معها تتقاسم الجرائم والجرائر واغتصاب الحرائر.. ولما تكشّفت المواقف وسقطت الأقنعة وبانت (السوءات) كانت التمثيلية السمجة بافتعال انشقاق هؤلاء وقد (انحنت) ظهورهم من الأحمال والأوزار والجرائم الجنائية والسياسية ليقول بعضهم أنهم ضد (إعلان حكومة موازية) وذهبوا (مغاضبين) تمثيلاً وذراً للرماد في العيون حتى لا تُرى الحقيقة البائنة ولا يضعوا (بيضهم الفاسد) في سلةٍ واحدة.. في حين يرقبون من (بعيد) تحركات هؤلاء ويصحّحون لهم المواقف (والتصريحات سراً وجهراً) في تبادل مفضوح للأدوار الذي لا (ينطلي) على كل ذي بصرٍ وبصيرة.. فيما ركن المنقَسم عليهم للذين ظلموا وفسقوا وقتلوا ليشكّلوا حكومتهم المزعومة التي أعلنت أمس من نيالا باسم (حكومة السلام).. (حكومة السلام) ومن نصّب رئيساً لمجلسها الرئاسي قائداً لمليشيا قبلية أسرية قبيحة المظهر والمنظر سيئة الفعل والجوهر تقتل وتغتصب وتفتك بالأبرياء وتحاصر المدن.. حكومة السلام ونائب رئيس مجلسها متمرد (معتّق) ينشر القتل والدمار ويقصف المدنيين في الأسواق ويقطع طرق وصول مستلزمات الحياة.. حكومة سلام (مدنية) وأطرافها (سواقط) الحركات المسلحة المتناسلة أميبياً ونشطاء اليسار البائس المفلس اللاهث خلف كل بندقية ترفع ضد القوات المسلحة علها تروي عطشهم للسلطة (المفقودة) كما الفردوس.. إنهم بالفعل تحالف المصالح والعمالة الخارجية المدعومون من الكفيل الإماراتي الذي راهن على سقوط الفاشر لتعلن هذه الحكومة من داخلها بعد قتل أهلها وسحلهم ولما تطاول (الصمود) الأسطوري لأبطال القوات المسلحة والمشتركة أسرعوا بالإعلان من نيالا.. وهذا لم يتم بمعزل عن تحركات مشبوهة للرباعية الجديدة وهي تستعد لتسويق مشروع تدخل أجنبي جديد في شأن السودانيين يفرض رؤية لا تتفق ومصالحهم مطلقاً.. إنها ليست حكومة السلام بل هي (حكومة والسلام) فهذا هي أقصى غايتهم وأعلى رغبتهم حكومة ولو تحت (ظل شجرة) تعلن وتستمطر الخارج للاعتراف والدعم والرعاية.. إنها العمالة والارتزاق في أسوأ صورها .. السودانيون حزموا أمرهم وقد تبيّنوا المواقف وصاروا أكثر وعياً وقد دفعوا أثماناً باهظةً ليعوا الدرس ويفهموا من هو الذي (معهم) ومن هو الذي ضدهم.. ألا بعداً لقمم وقحط كما بعدت صمود.