"كابل ميدوسا" يربط الناظور بأوروبا.. وتوقعات بانخفاض أسعار الإنترنت بـ50%

Wait 5 sec.

ناظورسيتي: متابعة بدأت التحضيرات الفعلية لإيصال كابل الإنترنت البحري الجديد “ميدوسا” إلى سواحل إقليم الناظور، وتحديدًا منطقة أركمان، ضمن مشروع ضخم يهدف إلى تعزيز الربط الرقمي بين شمال إفريقيا وجنوب أوروبا. المشروع، الذي انطلق رسميًا سنة 2022، يضم شبكة ألياف بصرية تمتد على طول 8700 كيلومتر تحت سطح البحر، وتربط كلًا من المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا، ومصر مع إسبانيا، فرنسا، إيطاليا، البرتغال، اليونان، وقبرص. ويُرتقب أن يبدأ الكابل في العمل الفعلي سنة 2026، بعد الانتهاء من مرحلة الإنزال البحري التي انطلقت هذه السنة. وحصلت مجموعة نوكيا (Nokia) على عقد تزويد التجهيزات التكنولوجية للمشروع، من خلال منصتها 1830 GX وتقنية ICE7، التي تتيح نقل عشرات التيرابِتات من البيانات في الثانية لكل زوج من الألياف، مع استهلاك منخفض للطاقة. ومن المرتقب أن تصل القدرة الإجمالية للكابل إلى 480 تيرابِت في الثانية، بمعدل 20 تيرابِت لكل من الأزواج الأربعة والعشرين التي يتكون منها. وتدخل منطقة الناظور ضمن نقاط الربط الأساسية للمشروع، عبر محطة بحرية بأركمان سيتم تشييد بنيتها التحتية في المراحل المقبلة. كما ستمر وصلة ثانية عبر تطوان، لتعزيز الربط بين المغرب ومدينة مرسيليا الفرنسية. في سياق متصل، وقّعت شركة إنوي (Inwi) في يناير 2024 اتفاقية شراكة مع المشروع، تروم تقوية الربط المتوسطي للمغرب، عبر إنشاء وصلات مخصصة بالألياف البصرية داخل هذا النظام الجديد. وفي السنة التي سبقتها، أعلنت شركة أورنج المغرب (Orange Maroc) عن استثمار في البنية التحتية الخاصة بالكابل بمنطقة الناظور، في إطار نفس المشروع. وقد تم تكليف شركة Alcatel Submarine Networks (ASN)، التابعة لمجموعة نوكيا، بتنفيذ الجانب التقني وإنزال الكابل، بتنسيق مع شركة AFR-IX Telecom، وبدعم مالي من الاتحاد الأوروبي والبنك الأوروبي للاستثمار. ووفق دراسات أنجزتها مؤسستا FERDI والبنك الدولي، فإن مضاعفة سعة الكابلات البحرية يؤدي عادة إلى خفض أسعار الإنترنت بنسبة تتراوح بين 30 و50%، فضلًا عن تحسين جودة الخدمة وسرعة انتشارها. وبهذا المشروع، يُرتقب أن تدخل الناظور ومناطق شمال المغرب مرحلة جديدة في عالم الربط الرقمي عالي السرعة، بما في ذلك الاستفادة من تقنيات الجيل الخامس (5G)، والذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية، عبر بوابة بحرية جديدة تُوصل القارة الإفريقية بأوروبا من عمق المتوسط.