الجيش الإسباني يعزز وجوده في مليلية بمناورات يومية سرية تشمل المدرعات والتدريب على مكافحة الشغب

Wait 5 sec.

ناظورسيتي: متابعة في مشهد لا تلتقطه عدسات الإعلام ولا يشعر به معظم سكان المدينة، تشهد مليلية المحتلة يوميا تحركات عسكرية متواصلة تشمل دوريات مدرعة، واستكشافا ميدانيا دقيقا، وتدريبات على السيطرة على الحشود، في إطار عملية عسكرية دائمة ترتكز على الأهمية الجيوستراتيجية لهذا الجيب الإسباني المحاذي للمغرب. وحسب ما كشفته صحيفة El Confidencial Digital، فإن هذه الأنشطة لا تندرج ضمن استجابة لحالة طوارئ، بل تنفذ وفق تخطيط عسكري مستمر، يهدف إلى مراقبة محيط المدينة وتحديث خرائطها الطوبوغرافية والتدريب في بيئة عملياتية حقيقية. (adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({}); تضم الدوريات عناصر مدربة على الرصد الاستخباراتي والاستجابة السريعة ومهام المراقبة الدقيقة، وتنتشر بشكل متكتم داخل أحياء مليلية، سواء في مركزها أو في أطرافها. الهدف هو إبقاء العين العسكرية مفتوحة على الحدود الوهمية مع المغرب، دون التأثير على السير العادي لحياة المواطنين. من جهة أخرى، تجري القوات تدريبات خاصة على التحكم في الحشود، وهي مهارات أصبحت محورية في السنوات الأخيرة، خصوصا في سياقات دولية معقدة. وقد شارك في هذه التمارين جنود من الفيلق الأول "غران كابيتان" التابع للفرقة الأولى من الفيلق الإسباني، إلى جانب وحدات من القيادة العامة، تحت إشراف مختصين من الشرطة الوطنية (UIP) والحرس المدني (GRS)، الذين يلقّنون الجنود تقنيات التعامل مع الاضطرابات الجماهيرية في الداخل والخارج. وتستخدم القوات في هذه المناورات عربات مدرعة من نوع BMR، وخوذا ودروعا واقية، في بيئة تدريبية تشبه إلى حد كبير سيناريوهات ميدانية واقعية. وتجري هذه التدريبات بعيدا عن أعين الإعلام والسياح، وفي مناطق غير بارزة لتقليل الانكشاف البصري. وفيما تنخرط مليلية وسبتة في شبكة مراقبة نشطة للجيش الإسباني، فقد جرى كذلك تعزيز الاستقلالية التشغيلية لبؤر استراتيجية مثل جزر "إشفارن"، حيث جرى تركيب أنظمة توليد كهرباء مستقلة تحسبا لأي توتر دبلوماسي أو حصار خارجي محتمل. السلطات العسكرية تعتبر هذه الخطوات الوقائية ضرورية لضمان الدفاع السريع والحازم عن السيادة الإسبانية في شمال إفريقيا، خاصة وأن السيطرة على الأرض ومعرفة تضاريسها بالتفصيل تعتبران من أولويات العقيدة الدفاعية الإسبانية. ومع ذلك، تخضع هذه التحركات لمستويات عالية من السرية، إذ يصنف هيكل القوات وعددها وطرق انتشارها ضمن المعلومات العسكرية المحمية بموجب قوانين وزارة الدفاع الإسبانية.