تقرير : ندى رمضان“في ظل استمرار الصراع في السودان، يبدو أن المشهد السياسي يتجه نحو تعقيدات جديدة مع إعلان تكوين حكومة موازية. فولكر برتس، المبعوث الأممي السابق إلى السودان، يرى أن الوضع الحالي يشير إلى تقسيم فعلي للسودان، مع عدم قدرة أي من الطرفين على إلحاق هزيمة نهائية بالآخر. وفي هذا السياق، يأتي إعلان الحكومة الموازية كخطوة قد تؤدي إلى مزيد من التعقيدات السياسية والعسكرية في المنطقة.تقسيم فعلي :وقال المبعوث الأممي السابق فولكر بريس في تصريحات سابقة ان المشهد العام يوحي بتقسيم فعلي للسودان، حيث لا يبدو أن أيا من الطرفين قادر على إلحاق هزيمة نهائية بالآخر. وأضاف فولكر عندما تلقى الجيش السوداني دعما خارجيا، خصوصا من إيران وروسيا، على شكل معدات عسكرية وطائرات مسيرة وصواريخ، تمكن من تعديل توازنات الحرب والانتقال من الدفاع إلى الهجوموقتها قال : لا أرى ما يشير إلى ترسيخ فعلي لسلطة “قوات الدعم السريع” على المناطق التي تُعرف الآن بأنها خاضعة لها. ثمة حالة من التفتت الواضح، وكلا الطرفين يحتفظ بمصلحة في استمرار القتال. مشيرا الي ان لا أحد من الطرفين يعارض وقف إطلاق النار في السودان بصورة علنية. لكن، في الوقت نفسه، لا أحد يبذل جهدا حقيقيا لتحقيقهواكد المبعوث الأممي السابق أن الكفّة الروسية مالت، مع مرور الوقت، لصالح الجيش السوداني المتمركز في الخرطوم، وذلك لعدة اعتبارات، من بينها سيطرة الجيش على سواحل البحر الأحمر.كرت ضغط :ومن جهته قال الصحفي والمحلل السياسي محمد امين (مرايا) ل (مداميك) ان اعلان الحكومة قصد به استباق و فرض امر واقع والتلويح بكرت الانفصال قبل انطلاقة المفاوضات الرباعية المقرر لها التاسع والعشرين من الشهر الجاري وبالتالي النظر الى كيفية ارجاع اطراف الحرب الى المفاوضات ثم التلويح بالأجندة الانفصالية ورفع سقف التفاوض والضغوط المتوقعة ان تنتج على الأطراف الإقليمية التي تدعم طرفي الحرب كالإمارات الداعمة لقوات الدعم السريع وهي الطرف الأقوى الداعم لحكومة تأسيسوفي السباق نبه محمد أمين الى ان الحكومة الجديدة لديها حدود مع خمس دول بعد سيطرت الدعم السريع على المثلث الحدودي مصر ليبيا شاد افريقيا الوسطى وجنوب السودان لكن في ظل حالة الانسياب الأمني وعدم انضباط الدعم السريع توقع ان تكون الحكومة لاحول ولا قوة لها بالتالي ستصبح خطرا على تلك الدول واستدرك بالقول ربما موقع الدولة الجديدة يساعدها ولو مؤقتا في توفير الامداد السلاح والوقود خاصة ان بعض الدول داعمة لتأسيس ك ليبيا وافريقيا الوسطى وشاد طبقا للتمويل الاماراتي بحسب تقارير .وأشار محمد لوجود تحديات لها ارتباط بالمشكلات الاثنية والعرقية والتناقضات بالدولة الجديدة ونبه الى مكونات اصيلة بدارفور ضد الحكومة الجديدة كالمساليت بالجنينة والحركات المسلحة التي تقاتل جنبا الى جنب القوات المسلحة (المشتركة) بجانب مجموعات قبلية أخرى لديها تحفظات على قيام حكومة منفصلة مكونها الأساسي القبلي ينتمي للدعم السريع واعتبر محمد تلك التحديات ستعمل على استنزاف الحكومة الجديدة في ظل استمرار الحرب مع صعوبة إيجاد قبول دولي كما شاهدنا قبل اعلان نيروبي عدم ترحيب من الاتحاد الافريقي والأمم المتحدة وعدد من الدول العربية ودول الجواروفي سياق متصل قال محمد ان قوات الدعم السريع كانت مسيطرة على غالبية مدن السودان والان اعلن عن حكومته من نيالا بجنوب دارفور ما يؤكد التراجع العسكري و وجود رفض شعبي للقبول به على مستوى السودان و ولايات دارفور مع عدم الاعتراف الإقليمي والدولي واكد انها مجتمعة عوامل ستؤدي لميلاد حكومة ضعيفة رغم محاولة البروبغاندا السياسية التي تخلقت من الأطراف التي صنعتها ونلاحظ ان تحالف صمود نفض يده عن قبام الحكومة الجديدة التي تمهد لانفصال دارفور في ظل عدم وجود اتفاق يمهد لإعلان حق تقرير المصير من ناحية قانونية وأضاف قائلا تجاوزا اذا افترضنا ان الحكومة الجديدة تمثل اهل دارفور وهذا قطعا غير حقيقي.غياب التفاصيل :في وقت يرى فيه الاكاديمي بالجامعات السودانية بروف حسن محمد بشير في رده على (مداميك) ان هذه الحكومة لم تعلن أي برنامج غير اعلان تأسيس الذي حظي بتغطية كافية وأضاف حتى الان بطفو علي السطح الجانب السياسي لتشكيل حكومة موازية تضع اول لبنات تقسيم البلاد وقال ان الوضع يحتاج للمزيد من لتفاصيل .اعتراف ودعم سياسي :إلى ذلك قلل الاكاديمي والمحلل السياسي د. محمد البشير في حديثه ل (مداميك) من اعلان حكومة تأسيس وقال ما يسمي بمجموعه تأسيس تهدف بشكل جوهري لمخاطبة المجتمع الدولي بعد تغطية مليشيا الجنجويد المحاطة بعقوبات وسجل انساني غير مقبول و تبني رؤي التهميش وتجميع بعض من الأحزاب. فهي تسعي لمخاطبة المجتمع الدولي لمنحها الدعم السياسي والدبلوماسي للضغط علي للجيش لقبول التفاوض معها لكن في ذات الوقت ستواجه منافسة مع الجسم الاخر صمود في كسب ود المجتمع الدولي وان لم تقبل الحكومة والجيش تسعي لتقسيم إداري يفتح لها مساعدات عسكرية ومضادات طائرات مقابل نهب الموارد المعدنية من دارفور.وفينا يختص بالسياق الاجتماعي والإداري فشلت المليشيا في إدارتها المدنية التي كونتها وقال انها تواصل وجودها في دارفور بالقوة والقهر والإرهاب الاجتماعي فضلا عن ارهاقها المواطن بالنهب والجبايات وقتل مواطنو الفاشر بالتجويع وبرهن على ذلك بانها لا تعبر عن انسان دارفور وليس لديها شيء تقدمه لذلك شكلت حكومة لكل السودان وفي مناطق لا توجد بها في إشارة منه لتعيين حكام لها بالشرق والشمال والنيل الأزرق والوسط والنيل الأبيض وجزء من كردفان اسفيريا ولا وجود لها على أرض الواقع.وحول الدول الخارجية التي دفعت ووقفت وراء هذا التشكيل اكد محمد انها تريد الوصول لتقسيم إداري تضغط به الحكومة السودانية لبقاء المليشيا ومن ثم تنفيذ اجنداتها والتي لن توافق على تقسيم السودان فهي تريد سلطة خاضعة للأمارات والولايات المتحدة وإسرائيل.*حكومة منفى :*وجهته اعتبر الكاتب والمحلل السياسي علاء الدين محمود في تصريح ل(مداميك) ان الحكومة المعلنة (تأسيس) هي مجرد كرت للمساومة وضمان المشاركة في السلطة وليست حكومة حقيقية واستبعد إمكانية ان تجد اعتراف على نطاق واسع وشبهها بحكومة المنفى السورية التي مازالت هي ذاتها حكومة المنفى رغم تغيير النظام في سوريا والمفارقة أن حكومة المنفى السورية التي كانت تجد الدعم من المجتمع الدولي لم تكن ضمن خيارات هذا المجتمع عندما حدث التغيير الأمريكي في سوريا بل لجأت قواتها للهيمنة الدولية لجماعات سلفية اكثر سلفية من الكيزان لتستلم السلطة هناكوعطفا على ذلك جزم علاء محمود أن المجتمع الدولي والقوى الإقليمية لن تكن جادة في دعم تأسيس.The post السودان …حكومة موازية وصراع على السلطة appeared first on صحيفة مداميك.