بقلم: عروة الصادق* إن محاولة أحمد هارون، أحد أذرع البطش الإسلاموي، الترويج لنفسه مجددًا بعد كل ما اقترفته يداه من دماء وخراب، ليست سوى استمرار لمسرحية سياسية رخيصة، يُراد بها صرف أنظار الشعب عن من يحمي هؤلاء المجرمين ويوفر لهم الملاذات الآمنة في بورتسودان وتحت عباءة عبد الفتاح البرهان.– إننا لا ننسى – ولن ننسى – أن أحمد هارون، أحد أبرز المطلوبين للعدالة الدولية، كان العقل المدبر لمحاولات فض اعتصام القيادة العامة منذ السادس من أبريل 2019م، وظل يعيد الكرة حتى نجح بيد ما يعرف بالهارونيين، مع نظامه البائد، في إغراق أرض الاعتصام في الدماء بعد 52 يومًا من الصمود، في واحدة من أفظع الجرائم ضد الإنسانية في تاريخ السودان الحديث، ولم يتورع الرجل عن القفز بين الدم والماء، تمامًا كما لم تتورع جماعته عن القتل والسحل والحرق والاغتصاب، تحت راية ما يسمى بالحركة الإسلامية.– وهارون ليس سوى رأس من رؤوس الأفعى؛ فكرتي، وعلي كوشيب، وإبراهيم محمود، وعبد الواحد يوسف، وعبد الرحمن الخضر، وعلي عثمان، وغيرهم، جميعهم خرجوا من ذات الرحم، رحم الفساد والتكفير والقتل الممنهج باسم الدين، وهؤلاء لم يسقطوا يوم سقطت الإنقاذ، بل ظلوا يتمددون في الظل، محميين بحراسات رسمية، وعربات الدولة، وأموال الشعب المنهوبة.– ومَن يحميهم؟ الفريق أول عبد الفتاح البرهان، هو من منحهم الحياة بعد السقوط، وهو من استضافهم في بيوت الضيافة داخل القيادة العامة، وحماهم حين كان الثوار يُقتلون في الشوارع، وشرعن وجودهم في مرحلة ما بعد الثورة، ليظلوا خنجرًا مغروسًا في خاصرة الوطن.– لذلك، لا تنخدعوا بعروض هارون وتهريج كرتي، فكلما اشتد الخناق على الراعي، دفع بالذئاب إلى الواجهة لتنشغلوا بهم، ولكن الحقيقة جلية: لا شفاء للسودان في وجود هؤلاء، ولا حرية في ظل سلطة لا تتورع عن إعادة تدوير القتلة والمجرمين، ولا سلام ما دام من أشعلوا الحرب في دارفور وكردفان والنيل الأزرق لا يزالون أحرارًا.* إن مصير البرهان بيد من يحتمي بهم ويعيدهم إلى المشهد، لن يكون بأفضل حالًا من مصير أولئك الذين غدرت بهم الحركة الإسلاموية نفسها، وإني أراه قريبًا غريبًا، فالتاريخ لا يرحم، والشعوب لا تنسى، والعدالة، وإن تأخرت، قادمة لا محالة، ولا مصالحة مع القتلة، ولا شراكة مع المجرمين، ولا مستقبل يُبنى تحت حراب العسكر والإسلامويين.نصيحتي لا تبعثروا كنانتكم في خيال مآتة هارون أو غيره وإنما صوبوا في (الفيل) واتركوا الظلال.سلامorwaalsadig@gmail.comThe post كفاكم عبثًا بمصير هذا الوطن! appeared first on صحيفة مداميك.