أكد وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف أن موسكو منفتحة على الحوار مع أي دولة، بما في ذلك الدول الأوروبية، لافتا إلى أن الأخيرة ترفض الحوار، بخلاف الرئيس الأمريكي "البراغماتي". جاء ذلك في تصريحات أدلى بها لافروف خلال مشاركته في منتدى "أرض المعاني" التعليمي الشبابي بمقاطعة موسكو اليوم الاثنين.وقال لافروف: "الرئيس ترامب شخص براغماتي، ولا يريد أي حروب، وعلى عكس سلفه السيد بايدن، وعلى عكس النخب الأوروبية الحالية، أمثال أورسولا فون دير لاينز وستارمر وماكرون، فهو منفتح على الحوار".وأضاف: "نحن منفتحون على الحوار، مع أي دولة، بما في ذلك الدول الأوروبية، وقد تحدث الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين عن ذلك مرارا. وعلى سبيل المثال، لما اتصل الرئيس ماكرون برئيسنا، فهو رفع السماعة على الفور".واستدرك لافروف أن تلك المحادثة تبين أنه لم يجد نفعا يذكر، إذ جدد ماكرون بعدها أن أوروبا لن تتوقف عن تزويد أوكرانيا بالأسلحة، وأنه يجب ممارسة الضغط على روسيا.وقال: نرى أن ترامب لا يرغب في الحفاظ على دور الولايات المتحدة في أوروبا، ويحث أوروبا على أن تضطلع بأدوارها الاقتصادية والأمنية بنفسها.واعتبر لافروف أن الاتفاق التجاري الأخير بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي سيؤدي إلى مواصلة تراجع التصنيع في أوروبا.صعود عالم متعدد الأقطابواعتبر لافروف أن الغرب يخاف من فقدان الهيمنة، لا سيما في ظل وجود مراكز أخرى أصبحت ذات أهمية من حيث التقنيات وفي مجال الأسلحة.وأضاف: العالم متعدد الأقطاب سيتخطى المعوقات، ولدينا كم هائل من الشركاء والحلفاء، لدينا شركاء في الهند والصين وكوريا الشمالية وتركيا وكل هذه الدول ذات الحضارات القديمة والتي حافظت على ثقافتها وقيمها.وأشار الوزيرإلى أنه "لا تزال هناك حضارات في أوراسيا تشارك في بناء العالم متعدد الأقطاب، وتنضوي هذه الدول تحت لواء منظمات مختلفة من بينها منظمة شنغهاي للتعاون وبريكس، مشددا على أن فكرة إنشاء منظمة تضم دول القارة الأوراسية هي ضرورة وهدف يصب في المصالح المشتركة لدول المنطقة.لافروف: ما يهمنا ليس الأراضي وإنما حقوق أبناء الثقافة الروسيةأشار لافروف إلى أن روسيا وللمرة الأولى في التاريخ تحارب وحدها ضد الغرب بأجمعه، وليس لدينا حلفاء في ساحة المعركة، وعلينا الاعتماد على الذات.وقال: نصر على تنفيذ مهام العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، وسنحافظ على أمننا وسنمنع جر أوكرانيا إلى "الناتو"، وكذلك سنمنع المزيد من توسع "الناتو" شرقا.وشدد لافروف على أن "الأراضي لا تهمنا فلدينا أكبر دولة في العالم"، وأضاف: "لكن ما يهما هم المواطنون الذين نشأوا على الثقافة الروسية ويتمسكون بها ويجب منع إبادتهم وحماية حقوقهم، فمطالبنا هذه حقوقهم شرعية تماما، كما أن الاعتراف بالحقائق المنصوص عليها في دستورنا هو مطلب لا جدال فيه على الإطلاق".المصدر: وكالات