عرض الجيش الإسرائيلي، يوم الثلاثاء، أبرز إنجازاته في لبنان وسوريا بعد وقف إطلاق النار في الشمال الذي تحقق في نوفمبر 2024. ووفقا له، فإن ثلث الإنجازات العملياتية التي أوصلت حزب الله إلى "أصعب وضع منذ تأسيسه" تحققت خلال فترة التهدئة.وذكر الجيش أن سلاح الجو هاجم الأراضي اللبنانية حوالي 500 مرة خلال 243 يوما منذ وقف إطلاق النار، قتل فيها أكثر من 230 عنصرا من حزب الله.وتظهر البيانات، أنه منذ التهدئة تم تدمير آلاف الصواريخ و90 منصة إطلاق و20 مقرا وخمسة مواقع لإنتاج الأسلحة ومعسكرات تدريب وبنية تحتية لحزب الله.وفي الأسابيع الأخيرة، دمرت غارات سلاح الجو حوالي 3000 صاروخ، بالإضافة إلى البنية التحتية تحت الأرض جنوب الليطاني.ووفقا للجيش، قتل أكثر من 4000 عنصر في حزب الله منذ بدء الحملة ضده وهناك مئات في عداد المفقودين، بما في ذلك قمة الحزب بأكملها باستثناء شخصيتين كبيرتين.وبسبب هذا، يقول الجيش إن حزب الله يواجه صعوبة في شغل المناصب العليا.قبل الحرب، بلغ عدد القوة النظامية لحزب الله حوالي 25000 شخص، واليوم، وفقا للجيش، نصف هذه القوة جاهز للقتال.وعلى الرغم من الضربة الشديدة، يقول الجيش الإسرائيلي إن حزب الله يحاول إعادة بناء نفسه، مؤكدا أنه اليوم غير قادر على غزو الأراضي الإسرائيلية وبدء مواجهة طويلة الأمد مع الجيش الإسرائيلي.وذكر التقرير أن الحزب يواجه صعوبة في إعادة ربطه بالمحور، وقد حوّلت قوة الرضوان النخبوية إلى مهام داخلية (الرقابة وحماية أصول الحزب)، رغم أن هدفها الأصلي هو المواجهة مع الجيش الإسرائيلي.كما نُقل معظم أسلحة حزب الله شمال الليطاني، ووفقا لتقديرات إدارة الاستخبارات، يمتلك الحزب آلاف الصواريخ معظمها قصير المدى، ويمكن لمئات منها الوصول إلى وسط إسرائيل.ويشير التقييم أيضا إلى أن حزب الله غير قادر حاليا على إطلاق الصواريخ باستمرار على إسرائيل بسبب نقص منصات الإطلاق.وبخلاف الوضع في غزة، لا يعلم جيش الدفاع الإسرائيلي بوجود شبكة أنفاق تابعة لحزب الله، ولم يعثر إلا على أنفاق محلية تفتقر إلى الشبكات، بنيت للتنظيم قبل شن هجوم أو للبقاء خلال الحرب.وتقول الاستخبارات العسكرية إن حزب الله يطمح إلى ابتكار وسائل لشن غارات محددة على أهداف، لكن يبدو أن هذه خطط مستقبلية يعجز التنظيم حاليا عن تحقيقها.ويشير الجيش إلى أن القدرة الرئيسية التي تبقى لدى حزب الله هي مخزونه من الطائرات المسيرة القادرة على تعطيل الحياة في الشمال.وقد رصدت الاستخبارات العسكرية مؤخرا محاولات لاستئناف إنتاج الطائرات المسيرة في منطقة الحدحية ببيروت، حيث هاجم الجيش الإسرائيلي مباني الإنتاج بعد إصدار إشعار إخلاء للمدنيين.علاقات حزب الله وإيرانأما فيما يتعلق بعلاقات حزب الله وإيران، فيقول الجيش الإسرائيلي إنه بما أن إيران تمول المنظمة منذ سنوات استعدادا لمواجهة عسكرية بينها وبين إسرائيل، فقد توقع أن تستعين طهران بحزب الله خلال عملية "عام كالافي" ضد إيران.إلا أن حزب الله خشي أن يؤدي استمرار القتال ضد إسرائيل، في ظل الوضع الراهن للمنظمة، إلى تفككها.وترى إسرائيل أنه في ظل التهديد الإيراني، من الضروري مواصلة تعزيز الجيش اللبناني، إلا أن تل أبيب تعرب عن خيبة أملها من مستوى الاستثمار العالمي فيه، مقارنة بالاستثمار في حزب الله.ووفقا للجيش الإسرائيلي، حولت دول العالم نحو ربع مليار دولار لإعادة إعمار لبنان والجيش، بينما حولت إيران نحو مليار دولار خلال تلك الفترة، خُصصت بشكل رئيسي لإعادة إعمار حزب الله، وفق زعمه.التطورات في سوريافي غضون ذلك، تراقب القيادة الشمالية والمخابرات العسكرية ما يحدث في سوريا، ووفقا لهما، أنشأ النظام الجديد قوتين أمنيتين جهاز الأمن العام التابع لوزارة الداخلية والمسؤول عن النظام العام، والجيش السوري الجديد المستند إلى قوات الميليشيات التي حاربت نظام الأسد.ويقول الجيش إن الرئيس الشرع يجري تغييرات في مختلف أرجاء المؤسسة الأمنية ويعين رجال أمنه الخاصين، ليبعد المؤسسة الأمنية عن عهد الرئيس السابق.ويوضح الجيش أن الشرع "فهم الرسالة" بعد أن هاجم سلاح الجو دمشق عقب أحداث السويداء.المصدر: "هآرتس"