انفجار جوفي هز جليد غرينلاند وكشف خطرا مناخيا جديدا

Wait 5 sec.

شهدت غرينلاند ظاهرة جليدية استثنائية في صيف عام 2014، هزت المفاهيم العلمية حول ذوبان الصفائح الجليدية. واندفع فيضان جوفي هائل من المياه الذائبة تحت الغطاء الجليدي لغرينلاند عام 2014 بقوة كافية لاختراق عشرات الأمتار من الجليد الصلب، مسببا تشققات سطحية ضخمة وطاردا كميات هائلة من المياه إلى السطح.  وهذا الحدث الاستثنائي الذي تم توثيقه لأول مرة في غرينلاند يكشف عن قوة مدمرة غير متوقعة للمياه الذائبة المختبئة تحت الجليد، ويقدم رؤى جديدة حول كيفية استجابة الصفائح الجليدية للتغيرات المناخية. فبينما كان العلماء يرصدون لسنوات ظاهرة "البثور المائية" - وهي انتفاخات جليدية تسببها المياه الذائبة تحت السطح - جاء هذا الانفجار ليثبت أن الضغط المائي الكامن تحت الجليد قادر على إحداث تغييرات جذرية مفاجئة في طبوغرافية الغطاء الجليدي.وكشفت الدراسة التي قادتها جامعة لانكستر بالتفصيل كيف تحولت بحيرة جوفية مساحتها 2 كم مربع إلى قنبلة مائية موقوتة. فخلال أيام قليلة، ارتفع السطح الجليدي 15 مترا قبل أن ينهار فجأة بانخفاض 85 مترا، محررا 90 مليون متر مكعب من المياه، ما يعادل 36 ألف حوض سباحة أولمبي.  ولم تكن قوة الانفجار مجرد رقم في البيانات العلمية، بل تركت آثارا مادية مذهلة: حقل من الصخور الجليدية بارتفاع مبان شاهقة، ومنطقة متشققة تذكر بمناطق الزلازل، و"تنظيف" كامل لمساحات شاسعة من الجليد السطحي بفعل قوة الفيضان.وتطرح هذه الظاهرة أسئلة جوهرية حول مستقبل غرينلاند في ظل الاحتباس الحراري. فإذا كانت كمية محدودة نسبيا من المياه الذائبة قادرة على إحداث هذا الدمار، فما عواقب الذوبان المتسارع الذي تشهده الجزيرة؟.وتؤكد الدكتورة أمبر ليسون، إحدى المشاركات في البحث، أن "هذا الاكتشاف يعيد كتابة فهمنا لكيفية تفاعل الصفائح الجليدية مع المياه الذائبة". فبدلا من التصور السابق بأن المياه تتدفق ببطء تحت الجليد، نرى الآن أنها قادرة على إحداث تغيرات مفاجئة وعنيفة قد تسرع من عملية فقدان الجليد.المصدر: ساينس ألرت