طلع علينا سيئ الذكر كادر الحزب الشيوعي السوداني (العجوز) عرّاب نقابة أطباء السودان المركزية وكادرها (السري) المتحدث باسم تحالف المليشيا العسكري-السياسي المدعو علاء الدين نقد وهو في كامل بدلته المتأنقة ليعلن عن ميلاد حكومة المليشيا التي أسماها (حكومة السلام).. حكومة السلام التي رئيسها (المعتذر) هاربٌ من العدالة المحلية والدولية ومطالب لارتكاب مليشياته المتمردة جرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية ويداه ملطختان بدماء السودانيين.. حكومة سلام ونائبه متمرد (قديم) لم يحقّق له تمرده شيئاً وظل تاريخه مرتبط بالجرائم وقصف المدنيين ومهاجمة القرى والمدن الوادعة في جنوب كردفان.. التحالف ذات نفسه جمع الأضداد وهزم فكرة (المدنية) التي شرخت بها قحط المركزي آذاننا وهي تسوق الشباب (بالخلا والدقداق) وتسوّق لهم فكرة بدا واضحاً أنها لم تكن تؤمن بها هي ذات نفسها.. فكيف بمن ينادي (بالمدنية) وإبعاد العسكريين أن يعقد اتفاقاً سياسياً مع عسكريين وفي العسكريين (خلا) ليجتمع (الحشف وسوء الكيل) فعلى الأقل الاتفاق مع الجيش أخف وطأة وأكثر قبولاً بجكم أنه يضم عسكريون محترفون.. فقلنا كما قال آخرون كثر أن هذا جهداً ضائعاً وجنيناً (ولد ميتاً) ولن تحقق المليشيا المتمردة بهذا الاتفاق ولا حلفائها السياسيون ما يصبون إليه من أهداف سياسية وعسكرية (خبيثة) ولن تغيّر الحكومة المعلنة من حقائق التاريخ القريب ولن تمحو صحيفة المليشيا المتمردة الممتلئة بالجرائم المروّعة.. الخطوة ذات نفسها جاءت على (عجل) تستبق (سوق عكاظ) التفاوضي الذي أعلنت عنه الولايات المتحدة فيما عرف باجتماع الرباعية (الولايات المتحدة – المملكة العربية السعودية – الإمارات العربية المتحدة – مصر).. مؤتمر إعلان الحكومة لم يكن مباشراً على غير العادة في مثل هذه المؤتمرات ولم يكن فيه حضور (يصفقون) لما يقول به علاء نقد ما ينبيك نبأ اليقين عن (خوف) المليشيا وحلفائها من زيارات سلاح الجو السوداني المتكررة لنيالا وهي الزيارات التي جعلتهم يحجمون عن السفر لنيالا ويتركون أمر الإعلان ليتم منها (تسجيلاً).. بعد الإعلان والاستضافة عبر عديد الفضائيات هنا وهناك وضعت تأسيس (رجلاً على رجل) تنتظر اجتماعات الرباعية والاعتراف الدولي والإقليمي كما كانت تتمنى وتحلم على لسان (نكراتها) وما أكثرهم ولكن الرياح دوماً تأتي بما لا يشتهي ويحلم هؤلاء النشطاء (البائسين) بحقٍ وحقيقة الراسبين في الوطنية والسياسة وحسن التقديرتلقت تأسيس وبعد ثلاثة أيام فقط من إعلان حكومة المليشيا المتمردة ثلاث صفعاتٍ موجعاتٍ قويّات (مشبعاتٍ) تعيد (المجنون) لرشده ناهيك عن (سكارى) السلطة في حكومة تأسيس المتمردة.. الصفعة الأولى جاءت من الولايات المتحدة التي كانوا يعولون عليها ويعلقون بها آمالاً عراضاً حيث ألغت (وبلا مقدمات) اجتماع الرباعية الذي كان مزمعاً اليوم الثلاثين من يوليو وذلك مساء أمس.. لم تتضح أسباب الإلغاء ولم يتحدّد الاجتماع المقبل زماناً ولكن في أحسن الاحوال لن يكون قبيل شهر سبتمبر المقبل في ظل تقارير تشير لخلافات جوهرية بين الراعي الراسمي لحريق السودان ودمهورية مصر العربية.. الصفعة الثانية جاءت من جامعة الدول العربية التي أعلنت وبالصوت العالي ومن جوارنا القريب في مصر الكنانة ألا اعتراف بحكومة تأسيس وقالت في بيانها (ندين محاولة فرض حكومة غير شرعية بالسودان وندعو لاحترام وحدة وسيادة البلاد).. الجامعة العربية في بيانها تعبّر ليس فقط عن جمهورية مصر العربية ولكن عن كل الدول العربية المنضوية تحت لوائها بما فيها (دويلة الشر) الراعي الرسمي للمليشيا وحلف تأسيس.. أما الصفعة الثالثة فقد جاءت من الاتحاد الأفريقي ومجلس سلمه وأمنه الذي نحا ذات المنحى في إدانة تشكيل هذه الحكومة وعدم الاعتراف بها وقد مضى البيان أكثر من ذلك معترفاً بالسلطة الشرعية الوحيدة الممثلة في البرهان والحكومة المدنية بقيادة الدكتور كامل إدريس وقال البيان: (أدان مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي الثلاثاء تشكيل حكومة موازية في السودان من قبل تحالف مدعوم من قوات الدعم السريع شبه العسكرية واصفاً ذلك بأنه تهديد لاستقرار البلاد .. رفض المجلس إعلان “تحالف تأسيس السودان” الصادر في 26 يوليو، محذراً من أن هذه الخطوة تهدد بزيادة تفتيت السودان وتقويض جهود السلام.. وقال مجلس السلم والأمن في بيان إن “هذا العمل يهدد بتفتيت السودان”، مؤكداً أنه يعرض مستقبل البلاد للخطر. وأعاد المجلس تأكيد دعمه لسيادة السودان وسلامة أراضيه.. وحث المجلس الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي على عدم الاعتراف بالإدارة الموازية مجددا التأكيد على أن الاتحاد الأفريقي لا يعترف إلا بمجلس السيادة الانتقالي السوداني والحكومة الانتقالية المدنية المشكلة حديثا ككيانين شرعيين)ألم أقل لكم أنها (صفعات قوية) ستربك حسابات حلف المليشيا المتمردة وداعميها الإقليميين وقد راهنوا على أن تآمرهم سيؤتي أكله وسينتصرون بباطلهم على السودان جيشاً وشعباً ولكن خاب فألهم وطاش سهمهم وعاد مكرهم عليهم.. قناعتي أن (صعاليك) تأسيس لا يقوون على هذا الواقع الجديد وقد أفرغوا كل ما في جعبتهم من تآمر ضد السودان وشعبه لذا سيهربون منه بمزيد من (تغييب العقول) في عواصم الجوار الإفريقي جراء هزيمتهم السياسية المدويّة ينتحبون ويندبون حظهم.. أما أهل السودان فقد فازوا وغنموا وهم ينظرون بغير قليلٍ من الازدراء والشفقة على هؤلاء جراء ما صنعوا وهو أشبه ما يكون بما صنع سحرة فرعون (إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى).