بسام بن ضو/ تونسitalianoاقتحمت قوات من البحرية الإسرائيلية مساء السبت سفينة “حنظلة”، التي كانت تقل نشطاء ومتضامنين دوليين أثناء توجهها إلى قطاع غزة، في إطار مهمة إنسانية تهدف إلى كسر الحصار المفروض على القطاع منذ أكثر من 17 عامًا.وتمت عملية الاقتحام بينما كانت السفينة تبحر في نطاق قريب من المياه الإقليمية الفلسطينية، وفق ما أفاد به تحالف أسطول الحرية، الجهة المنظمة للرحلة. وبث نشطاء على متن السفينة لحظات حية تُظهر عناصر من القوات الإسرائيلية يصعدون على ظهرها مدججين بالسلاح، قبل أن يُجبروا الركاب على رفع أيديهم ، وانقطع البث المباشر بعد لحظات من بدء العملية، ولا يزال مصير من كانوا على متن السفينة غير معلوم حتى اللحظة.نداء استغاثة وطلعات استطلاع جويةقبل ساعات من الاقتحام، أطلقت السفينة نداء استغاثة بعد اقتراب زوارق إسرائيلية منها، في حين كانت طائرات مسيّرة تحلق فوقها، حسب ما ذكر بيان للتحالف الدولي لكسر الحصار عن غزة، وقالت اللجنة في منشور على منصة “إكس”:“قوات الاحتلال تتوجه نحو حنظلة، والسفينة تطلق نداء استغاثة”.وكانت “حنظلة” قد أبحرت في 13 جويلية الجاري من ميناء سيراكوزا الإيطالي، وتوقفت لفترة وجيزة في ميناء غاليبولي لإصلاح أعطال تقنية، قبل أن تستأنف رحلتها في 20 جويلية ، وعلى متنها 21 ناشطًا دوليًا من عدة جنسيات، بينهم أطباء وصحفيون ومدافعون عن حقوق الإنسان .سلسلة من الهجمات على سفن مدنيةيُعد الهجوم على “حنظلة” الحلقة الأحدث في سلسلة من العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد سفن مدنية حاولت الوصول إلى غزة. ففي 9 جوان الماضي، اعترضت البحرية الإسرائيلية سفينة “مادلين” في المياه الدولية، واعتقلت 12 ناشطًا كانوا على متنها. وفي 2 ماي/أيار، تعرّضت سفينة “الضمير” لهجوم بطائرة مسيّرة تسبب في أضرار بالغة واندلاع حريق في مقدمتها.هذه العمليات أثارت تنديدًا متكررًا من منظمات حقوق الإنسان، والتي رأت فيها انتهاكًا لحرية الملاحة والعمل الإنساني، وخرقًا للقانون الدولي، وخاصة اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار (UNCLOS).كارثة إنسانية غير مسبوقة في غزةتأتي هذه التحركات في وقت يعاني فيه قطاع غزة من إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخه الحديث. فمنذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، فرضت إسرائيل إغلاقًا شاملًا على القطاع، ومنعت إدخال الغذاء والدواء منذ 2 مارس/آذار 2025، ما أدى إلى تفشي المجاعة وظهور أعراض سوء التغذية الحاد على الأطفال والمسنين.ووفقًا لتقارير طبية وحقوقية، خلّفت الحرب أكثر من 204,000 قتيل وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى آلاف المفقودين، ونزوح جماعي واسع النطاق في ظل دمار شبه كامل للبنية التحتية.وقد تجاهلت إسرائيل، بدعم أمريكي، عدة نداءات دولية، من بينها أوامر صادرة عن محكمة العدل الدولية تدعو إلى وقف العمليات العسكرية واتخاذ تدابير فورية لحماية المدنيين.دعوات لتحقيق دولييواجه الهجوم على “حنظلة” إدانات متزايدة من منظمات المجتمع المدني وناشطين دوليين، وسط مطالبات بفتح تحقيق مستقل بشأن ما إذا كانت السفينة قد اقتيدت بالقوة من المياه الدولية، في انتهاك للقانون الدولي البحري.كما دعت جهات حقوقية إلى ضمان سلامة النشطاء والإفراج عنهم فورًا، مؤكدين على ضرورة حماية المبادرات الإنسانية الدولية وعدم تسييس العمل الإغاثي.