قصة محزنة لفارس من تيزطوطين.. هاجر إلى الجزائر بحثاً عن لقمة العيش فعاد مريضاً ومخذولا

Wait 5 sec.

ناظورسيتي: متابعة يحمل فارس نورالدين، شاب ينحدر من جماعة تيزطوطين بإقليم الناظور، قصة مؤلمة تختزل معاناة الغربة والخذلان، بعد أن هاجر إلى الجزائر سنة 2017 بحثاً عن فرصة عمل تحفظ له كرامته، قبل أن يعود إلى وطنه منهك الجسد ومثقلاً بجراح نفسية عميقة. فارس، الذي فقد والديه في سن مبكرة، عاش يتيماً دون سند، فقرر أن يشق طريقه بنفسه ويطرق أبواب الغربة علّها تمنحه ما حُرم منه في بلده. التحق بالجزائر واشتغل هناك لدى أحد الأشخاص الذي تمكن من كسب ثقته واحترامه. ومع مرور الوقت، اقترح عليه هذا الأخير الزواج والاستقرار هناك، بل إنه عرض عليه أخت زوجته، وهي سيدة مطلقة وأم لطفلة، فوافق فارس، آملاً في بناء أسرة تعوضه دفء العائلة الغائبة. مرت سنوات الغربة بين العمل والحلم بمستقبل أفضل، غير أن المرض كان أقسى من كل التوقعات. فقبيل شهر رمضان الماضي، تدهورت الحالة الصحية لفارس، وأُصيب بفشل كلوي تطلب منه الخضوع لحصص منتظمة لتصفية الدم (الدياليز). ومع اشتداد المرض، بدأ يشعر بالتخلي من أقرب الناس إليه. يقول فارس بحرقة: "زوجتي لم تتقبل وضعي الصحي، وكأنها تخلت عني تماماً. قررت العودة إلى المغرب محاولاً ترتيب حياتي من جديد، لكنني فوجئت بصدمة مؤلمة. تواصلت مع عائلة زوجتي لأطلب منهم استرجاع مالي، فكان ردهم أن حظروا رقمي، وأرسلوا إليّ شباناً من الحي لتهديدي، وقالوا لي صراحة: إذا عدت إلى الجزائر، فسيتم الزج بك في السجن." اليوم، يعيش فارس في المغرب بلا مأوى ولا معيل، ويعاني في صمت من تبعات المرض والغربة والنكران. ثلاث مرات في الأسبوع يتنقل إلى مركز لتصفية الدم، مستعيناً بما يجود به المحسنون من مساعدة، بعد أن تخلى عنه الجميع. قصة فارس ليست مجرد حكاية شخصية، بل هي مرآة تعكس الواقع القاسي الذي يواجهه عدد من الشباب الذين دفعتهم الظروف إلى الهجرة بحثاً عن الأمل، ليصطدموا هناك بحقيقة مُرّة، ثم يعودوا إلى وطنهم مثقلين بالألم ومحرومين من أبسط شروط الحياة الكريمة. وقد وجه المذكور نداء إلى ذوي القلوب الرحيمة لدعمه ومساعدته سواء من أجل استئناف العلاج، أو لاسترجاع أملاكه بالجزائر لاسيما المنزل الذي قام ببنائه. View this post on Instagram A post shared by 𝗝𝗮𝗯𝗿𝗮𝗮𝗻 | ⵊⴱⵔⴰⵏ (@jabraanofficiel)