هنالك أمثالٌ سودانية تخلد في الذاكرة وترسخ بسبب أنها تعبّر تعبيراً صادقاً عن حالةٍ ما أو أنها (تمثلك) في لحظةٍ ما أو أنها الأصدق توصيفاً والأروع صياغةً على الرغم من أن الكثير من الأمثال (الغميسة المعاني) قد لا يفهمها أبنائي وصنوهم من جيلهم وهو غير (جيلي أنا) ويهرعون للعم (قوقل) حيث لا يجدوا عنده الخبر اليقين.. وقد ترتبط بعض الأمثال بشخصٍ ما يكثر من الاستشهاد بها ويقولها كل ما جاءت مناسبة أو حتى لو لم تات فهو أكثر احتفاءً بالموروث السوداني.. من هؤلاء الذين أشرت إليهم ممن يستشهدون بالأمثال في المؤسسة العسكرية وقد سنحت لي فرصة العمل تحت قيادته سيادتو إبراهيم محمد الحسن (أب تي) له التحيات وتمنيات الصحة والعافية.. وأب تي هذه لقباً لا تعني أن (أبو شاي) لكنه الوسم والرسم على الخد بحرف (T) الإنجليزي الذي اشتهرت به بعض القبائل في وسط وشمال السودان إلى جانب وسم حرف (H) الذي كان أهم ما يميّز عمي عثمان عبد السلام رحمه الله.. وخلاف سيادتو أب تي كان هناك وبالكلية الحربية سيادتو مكي ثم سيادتو سراج حيث سمعنا أمثالاً (غريبة عجيبة) لم نسمع بها من قبل لا يتسع المجال لها.. من أكثر الأمثال التي كان يرددها سيادتو أب تي ونحن بالحرس الرئاسي معه وقد كان برتبة العميد الركن واصفاً استحالة أن يكون هذا الحل لهذا المشكل أو أن هذا الحال الماثل مشكلة لابد من إيجاد حل أو توليفة حل لها قوله أن هذا الأمر مثل (شملة بت كنيش هي ثلاثية وقدها رباعي).. ولن أفسر قصة المثل الموغل جداً في الأمر (النسائي البحت) ولكن أنفذ للمغزى حيث أن القصد استحالة الاستفادة من هذه الشملة بهذه الكيفية حيث تحتاج لتعديل أو تبديل أو إحلال أو إصلاح في الحد الادنيفي الأنباء أن الرباعية الجديدة موديل 2025م تستعد لتقديم مبادرة يأمل ويتمنى حلف المليشيا في صمود أن تكون كاتفاق (CPA) يطرح للحكومة السودانية لتبصم عليه (بالعشرة) كنيفاشا جديدة (تضمن) لهم وحليفهم وجوداً في المشهد السياسي والعسكري.. والرباعية الجديدة سادتي هي غير الرباعية القديمة التي كانت صنو الثلاثية أو (الترويكا) بنطقي لا نطق الهالك وساعدت على إشال الحرب وقادت للاستقطاب السياسي وإرباك الفترة الانتقالية (الأولى).. هذه الرباعية كانت تتألف من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وباستعراض سفراء هذه الدول تدركون صحة ما ذهبت إليه من قول ليس في تجني على هؤلاء في هذا الذي ذهبت إليه.. أما الثلاثية أو الترويكا وهي كلمة روسية تعني الثلاثية فتألفت من منظمات ثلاث هي الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة الجفاف والتصحر باسمها القديم والتنمية بالجديد الايقاد.. أما الرباعية الجديدة فهي ذات الدول مع دخول جكهمورية مصر العربية وخروج بريطانيا حيث ظلت أمريكا والإمارات والسعودية في التكوين الجديد لهذه الرباعية.. بالتالي وبالنسبة لكل مراقب لا جديد يذكر ولا قديم يعاد في المواقف (المشبوهة) التي لم تقدم مبادرات قبيل الحرب تساهم في الاستقرار السيتسي والأمني.. ظلت كل دولة تحمي (مصالحها) وتتقاسم الفرقاء السياسيين تحتضنهم (وتغذيهم) بالدعم وإملاء المواقف في ظل فوضى وهشاشة فترة الانتقال الأولي.. زاد الدعم المفضوح والرعاية الكاملة للجنجويد من قبل الإمارات من ضعف فرص تقديم أي حل لحرب السودان يضاف له تذبذب دول الولايات المتحدة وضعف اهتمامها بالسودان إلى جانب (ضبابية) الموقف السعودي.. وإن كان من إضاءة وحيدة في الرباعية الجديدة فهي في جمهورية مصر العربية التي تتعامل مع أزمات السودان دون أجندات ومصالح خاصة وتقف مع السلطة السياسية وتدعم الجيش في مواجهة تمرد المليشيا.. كل التحركات التي تقودها الولايات المتحدة لاجتماعات ومبادرات لن تقدم حلولاً حقيقية بسبب مواقف هذه الدول منفردة هذا اذا استبعدنا الدولة الراعية رعاية كاملة الداعمة لاستمرار الحرب والحريق بالسودان.. الأصوات التي ترحب وتدعم الرباعية ليس بجديد علينا سوكها هذا فهي لا تتنفس إلا في وجود الرعاية الخارجية كما الأسماك لا تتنفس إلا داخل الماء فإن هي خرجت ماتت.. هذه قوى سياسية باعت نفسها وراهنت على الخارج ليضغط الحكومة لتجد لها موطئ قدم فتعويلها دوما على الخارج والمراقبين والتحقيق الدولي والمراقبة الدولية والضمانات الدولية وما شاكل ذلك.. أعتقد أن الحكومة مدركة لهذا الذي ذكرت وأكثر وعليها أن تتهيأ ومنذ الآن لأي مبادرات وضغوطات تهدف لمنح هؤلاء فرصة للعودة للسلطة برافعة سياسية خارجية بعد ان عجزت رافعة المليشيا عن ذلك.. سواد السودانيين الأعظم وأنا منهم على قناعة كاملة بأن الرباعية مثل شملة بت كنيش ثلاثية وقدها رباعي وكفى بذلك عيباً وعجزاً أن تكون جزءاً من أي حل.