غابة السنط ماذا … يحدث؟! …. لابد من تدخل سريع لحماية الغابة والاستفادة من تجارب دول الجوار

Wait 5 sec.

تقرير: مديحه عبدالله –خاص (سودانس ريبورترس)جاء فى خبر أوردته وكالة السودان للأنباء 11/7/2025،  أن والى لاية الخرطوم بحث فى اجتماع مع ممثل مجموعة (دال) عن استعداد المجموعة للعمل لأعاده تأهيل ملاعب القولف، كأحد الواجهات الرياضية ومنطقة السنط باعتبارها من الواجهات السياحية، كما انتشر على نطاق واسع فى الوسائط الاجتماعية  خبرعن تعرض الغابة لقطع الأشجار على يد مجموعة من المتفلتين، مما أعاد للأذهان قضية غابة السنط الحيوية فهى محمية بيئية وسياحية، ومتنفسا طبيعيا للمواطنين فى ولاية الخرطوم وتراث قومي وعالمي.غابة السنط الموقع والاهميةتعد غابة السنط بالمقرن من اعرق المساحات الخضراء الطبيعية فى الخرطوم، تقع على الضفة الشرقية للنيل الابيض قرب ملتقى النيلين، وهى غابة مركزية محجوزة تبلغ مساحتها اكثر من (482)فدانا، وتم اعلانها كمحمية طبيعية للحياة البرية عام 1939، وهى جزء من المنظومة النيلية وتحوى سلالات نادرة من اشجار السنط،وحديقة نباتية مرجعية وعلى تنوع احيائى من نباتات وحشرات وحياة برية ، وتحكم الغابة اتفاقية الاراضى ذات الاهمية الدولية بوصفها مآلف للطيور المائية ، وتم رصد (87) نوعا من الطيور فى الغابة ، من بينها (50) نوعا مهاجرا من المنطقة القطبية القديمة (8) انواع مهاجرة محليا  (29) نوعا مستقرا، وبذلك تعتبر الغابة واحدة من اهم مواطن الطيور فى السودان .دكتور الطب الشعبىساهمت الغابة فى امتصاص الغازات التى تنبعث من المصانع، وعوادم السيارات، فى ولاية الخرطوم، وتذخر الغابة باشجار (السنط) التى تنتج الثمار المعروفة (بالقرض)، الذى يستخدم فى انتاج “بُدرة” القرض لدباغة الجلود، وتسمى (الدكتور) فى الأوساط الشعبية، لفوائدها فى الطب الشعبى، كما تتتج أجود أنواع العسل، وتشكل رئة طبيعية للخرطوم، لاستنشاق الهواء النقي، بعد زوال حزام الخرطوم الأخضر، والذى تم تحويله إلى أراضى سكنية، وبزواله، أصبحت مياه الصرف الصحي، تشكل مخاطر بيئية لسكان العاصمة، حيث كان هذا الحزام، يستوعب أكثر من (8) مليون جالون من مياه الصرف الصحي فى اليوم، وساعدت الغابة على إضفاء الخضرة، والنواحى الجمالية للخرطوم، خاصة، وأن نصيب الفرد بالولاية فى الخضرة، يعتبر أقلّ نسبة، مقارنة بمدن العالم الأخرى (0.1) متراً، مقارنة بـ(0.8) متر، نصيب الفرد فى العالم، كما توفر بيئة علمية لطلاب الجامعات، والمراكز البحثية، فى مجال الغابات النيلية.تهديدات  قديمة متجددة على غابة السنطدكتور طلعت  دفع الله،  الخبير فى مجال الغابات، ومستشار غابات لصالح المركز الوطنى لتنمية الغطاء النباتى والتصحر، بالسعودية،  قال لـ(سودانس ريبورترس): الأخبار التى ظهرت حالياً حول الاتجاه لإعادة تأهيل ملاعب الغولف، واعتداء المتفلتين، بقطع اشجار السنط، هي مهددات قديمة، تتجدد الآن على الغابة، حيث برزت محاولات سابقة، لاحتلال أجزاء واسعة منها، لأغراض استثمارية، وعمرانية، مثل ملاعب غولف، وابراج سكنية، فى المقرن، امتدت على مساحة (25) بالمائة من مساحة الغابة، رغم أنّ أيّ إغلاق للواجهات المائية، أو تشييد مباني عالية هناك، سيُلحِق اضراراً بيئية بمنطقة المقرن، والطبيعة المحيطة، وتم التصدى لتلك المحاولات، من قبل منظمات المجتمع المدني، وعلى رأسها الجمعية السودانية لحماية البيئة.“غابة السنط ماذا … يحدث ؟! …. لابد من تدخل سريع لحماية الغابة والاستفادة من تجارب دول الجوار”كما تم التغول على أراضى الغابة، من قِبل محلية الخرطوم، وباتت تفرض رسوماً عالية على محلات بيع معدات الصرف الصحي، على امتداد  الغابة، من الناحية الشمالية، الشرقية، وقام والي ولاية الخرطوم، بالسماح لعدد من المواطنين من جنوب السودان قبل الانفصال  بالإقامة فى الغابة بدعوى حمايتهم، عقب حوادث العنف التى اندلعت فى الخرطوم، بعد حادثة تحطم طائرة د. جون قرنق، فى 30 يوليو 2025.ويقول: الآن، أصبحت الغابة مرتعاً لعصابات السرقة، وشهدت عدة جرائم نهب وسلب للمواطنين، وبعد الحرب، زادت المخاطر عليها، بتنامى الاعتداء عليها، فالانهيار الجزئى للمؤسسات الأمنية أدّى إلى انتشار اعمال القطع الجائر، والتنقيب بالآليات الثقيلة، داخل الغابة، ويمكن توصيف وضعها الآن بانها على مفترق طرق، وامكانية حمايتها، تعتمد على سرعة التدخل، وبدء برنامج تأهيل منظم بمشاركة المجتمع المحلى.المطلوب إدارة مجتمعية شاملة لحماية الغابةأوضح دكتور طلعت أن الحرب عطلت مشروع تعمير للغابات النيلية بتمويل من المرفق العالمى للبيئة ودعم فنى من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة،/ فى ثلاث ولايات، هى الخرطوم، والشمالية، والجزيرة، وفى الخرطوم تم اختيار غابة السنط.“الغابة تعرضت وتتعرض لمخاطر الاستثمار غير الصديق للبيئة، واعتداء العصابات والقطع الجائر”وقال: نظام الإدارة الحالي التقليدي للغابة، لن يمنع هذه التعدِّيات، والزحف الاستثمارى، وتتطلب حمايتها تغيير نمط إدارة الغابة، بمقاربة شاملة، تجمع بين الإدارة المشتركة، والمشاركة المجتمعية، وتوثيقها دوليّاً، وعلى غرار تجربة (كينيا) فى إدارة الغابات الحضرية، يمكن تأسيس هيئة مدنية حكومية مشتركة (تشبه جمعية غابة كارورا) فى نيروبى، حيث شارك فى تنفيذ هذه الخطة، المجتمع المحلي، والجمعيات البيئية، فى أعمال التشجير والمراقبة.واضاف: على صناع القرار الاستفادة من مثل هذه التجارب، وهنا أقترح تأسيس مجلس إدارة يضم ممثلين عن الحكومة والمجتمع المدنى، أو إنشاء هيئة عامة مستقلة مُكلفة بادارة الغابة … وترتكز على حماية قانونية صارمة، وتأمين تمويل مستدام عبر شراكة بين القطاعين العام والخاص والمجتمع، أى موازنة حكومية خاصة، ومنح دولية للبيئة، أضافة لفتح البيانات، وعمليات المراقبة، وعمل تسوير وأبراج مراقبة، وإنارة، وحراسة تأمينية منتظمة، تطوف ليلاً ونهاراً حول الغابة، هذه الخطوة ستسهم فى حماية غابة السنط وتحويلها الى نموذح إدارة مستدام يحمى (رئة الخرطوم) للأجيال القادمة، والحفاظ عليها كتراث طبيعى وتعليمى وسياحى لكل السودانيين.الصورة من الإنترنيتThe post غابة السنط ماذا … يحدث؟! …. لابد من تدخل سريع لحماية الغابة والاستفادة من تجارب دول الجوار appeared first on صحيفة مداميك.