مع حلول فصل الصيف وبدء العطلات المدرسية، بدأ آلاف المواطنين في تركيا بالانتقال إلى مساكن جديدة، وسط ارتفاع لافت في أسعار الإيجار والسكن. وتشير البيانات الأخيرة إلى أن سوق الإيجارات يشهد واحدة من أكثر فتراته نشاطًا وغلاءً منذ سنوات.متوسط الإيجار يصل إلى 20 ألف ليرةوفقًا لأحدث الإحصاءات، بلغ متوسط سعر المتر المربع للسكن في تركيا خلال الشهر الماضي 39,738 ليرة تركية، فيما بلغ متوسط الإيجار الشهري للمنازل 20,000 ليرة تركية.أما في المدن الكبرى، فقد تجاوزت الأرقام هذا المتوسط بشكل واضح، إذ سجلت كل من إسطنبول وموغلا متوسط إيجار بلغ 30 ألف ليرة تركية، في حين بلغ المعدل في أنقرة وإزمير نحو 25 ألف ليرة تركية.تركيا بين الأعلى في أوروبا من حيث عدد المستأجرينتُظهر بيانات يوروستات (Eurostat) أن تركيا تحتل المرتبة السادسة أوروبيًا من حيث نسبة السكان الذين يعيشون في بيوت مستأجرة، بنسبة 28.2%، في ارتفاع واضح عن نسبة 23% التي سُجلت قبل عقدين فقط.في المقابل، انخفضت نسبة تملك المنازل في تركيا من 61% إلى 56% خلال الفترة ذاتها، مما يعكس تحولًا تدريجيًا في نمط الإسكان.الدول الأوروبية الأعلى والأدنى في الإيجاراتتصدرت سويسرا قائمة الدول الأوروبية من حيث نسبة السكان الذين يسكنون بالإيجار بـ 52.3%، تلتها ألمانيا (46.8%)، ثم الدنمارك (38.9%)، والسويد (34.6%)، ثم النمسا (30.7%)، بينما جاءت تركيا سادسة بنسبة 28.2%، متقدمة على دول مثل اليونان ومالطا.أما الدول التي سجّلت أدنى معدلات سكن بالإيجار في أوروبا فكانت على النحو التالي:صربيا: 2.5%ليتوانيا: 2.9%الجبل الأسود: 3.3%سلوفاكيا: 4.1%المجر: 4.2%بولندا: 4.8%هولندا: 5.3%لاتفيا: 6.1%سلوفينيا: 6.8%إستونيا: 8.1%الغلاء يغير وجه سوق السكنيرى مراقبون أن ارتفاع أسعار العقارات وضعف القدرة الشرائية، خاصة في المدن الكبرى، يدفع المزيد من الأتراك إلى خيار الإيجار بدلًا من التملك. كما أن تراجع فرص الحصول على قروض ميسّرة لشراء المنازل، وارتفاع نسب الفائدة، يُعمّقان هذا الاتجاه.وفي الوقت الذي تُعد فيه الملكية السكنية هي القاعدة في الدول ذات الدخل المنخفض مثل رومانيا وصربيا وبلغاريا، يُلاحظ أن معدلات الإيجار أعلى بكثير في الدول ذات الدخول المرتفعة مثل سويسرا وألمانيا والنمسا.مشهد إسكان متغيّريرجّح خبراء أن تشهد تركيا مزيدًا من التحول في البنية السكانية السكنية خلال السنوات المقبلة، مع ازدياد الاعتماد على الإيجارات وابتعاد الطبقة المتوسطة عن سوق التملك، ما يفرض تحديات على صناع القرار في مجال الإسكان والاقتصاد. المصدر: تركيا الآن