تركيا ـ حذر رئيس اتحاد الغرف الزراعية التركية (TZOB) شمسي بيرقدار من التهديد الخطير الذي يواجهه محصول عباد الشمس في منطقة تراقيا بسبب الجفاف، مشيرًا إلى أن بعض الحقول جرى حرثها مبكرًا بسبب تدهور الإنتاج، في وقت ينتظر فيه المزارعون أمطارًا وأسعارًا عادلة. جاء ذلك خلال جولة تفقدية أجراها بيرقدار في قرية إغنلير التابعة لقضاء إرغينه في ولاية تكيرداغ، إحدى أبرز مناطق إنتاج عباد الشمس في تركيا، حيث قال: “تمثل هذه المنطقة نحو 35% من إجمالي إنتاج عباد الشمس في البلاد، ويُستخرج من المحصول زيت بنسبة تتراوح بين 40 إلى 45%، ما يعكس أهميته الاستراتيجية”.الجفاف يهدد الموسموأضاف رئيس اتحاد الغرف الزراعية: “استنادًا إلى مشاهداتنا الميدانية، يمكن القول إن محصول عباد الشمس هذا العام يواجه تهديدًا حقيقيًا بسبب الجفاف. بعض الحقول قد حُرثت بالفعل، وإذا لم تهطل الأمطار قريبًا، فإن مزيدًا من الحقول ستُفقد بنفس الطريقة”.وتابع: “المزارعون لا ينتظرون الأمطار فقط، بل أيضًا أسعارًا منصفة تشجعهم على الاستمرار. إذا لم يكن السعر مرضيًا، فسيتخلون عن زراعة عباد الشمس. لقد كانوا غير راضين عن الأسعار في العام الماضي أيضًا”.خسائر شاملة وتهديد استراتيجيوأشار بيرقدار إلى أنه زار نحو 50 ولاية قبل وصوله إلى تكيرداغ، لافتًا إلى أن الوضع الزراعي العام في البلاد “غير مشجع”، وأن المزارعين تكبدوا خسائر كبيرة بسبب موجات صقيع قاسية، وصلت في بعض المناطق إلى 100%.وأضاف: “لم تكن الأضرار محصورة في الصقيع فقط، بل ترافقت مع برد وعواصف وأمطار غزيرة في مناطق أخرى، لكن الخطر الأكبر الذي كنت أحذّر منه في كل زيارة هو الجفاف. نحن أمام كارثة أكبر من الصقيع، اسمها الجفاف”.مستقبل مائي قاتموأعرب بيرقدار عن مخاوفه من مستقبل تركيا المائي، قائلاً: “نحن مقبلون على أزمة مائية خطيرة. حاليًا يبلغ نصيب الفرد من المياه نحو 1300 متر مكعب، لكنه سيتراجع إلى أقل من 1000 متر مكعب خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة، ما يعني أن تركيا ستدخل رسميًا فئة الدول الفقيرة مائيًا”. واختتم تصريحاته بالتشديد على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة على المستوى الوطني للحد من آثار هذه الكارثة الصامتة التي ستطول جميع دول حوض البحر الأبيض المتوسط، قائلًا: “إذا لم نتحرك الآن، فسنواجه ثمنًا باهظًا في المستقبل القريب”.