كبسولة اليوم.. حلول أمريكا أم الحل الوطني

Wait 5 sec.

بقلم: مجدي عبد القيوم (كنب)لا نظن أن اي من المشتغلين بالسياسة يمكن أن يستبشر خيرا باهتمام أمريكا بالأزمة السودانية سيما عندما تتحدث عن القضايا الانسانية أو الديمقراطية أو محاربة المتطرفين إلا أن كان من الطارئين على الوسط السياسي من الذين يصعب عليهم إدراك منطلقات واهداف امريكا كممثل للصوص العالم ووكلاءهم الاقليميين والمحليين الذين تسببوا في إشعال الحرب بغية نهب موارد بلادنا، فالراسمالية المتوحشة لن تألوا جهدا في سبيل نهب خيرات شعوب دول العالم الثالث ولن تدخر وسعا في سبيل تمكين عملاءها من الحكم في هذه الدول بدعاوي دعم المجموعات المدنية التي تخوض صراعا مع الأنظمة في المنطقة والمحيط.اغلب الذين هللوا للتصريحات المنسوبة للإدارة الأمريكية فات عليهم ان رأس المال المعلوم والشركات عابرة القارات ليس من مصلحتها أن تستغل دول العالم الثالث مواردها الذاتية وتحشدها لصالح شعوبها سيما في ظل الصراع على الموارد بكافة اشكالها الذي يتمظهر في شكل حروبات تنتظم أغلب مناطق العالم بشتى الزرائع والمسميات وليس في وارد التأسيس والتكريس لديمقراطية مستدامة ولا أنظمة وطنية تنتهج سياسات لأجل رفاه الشعوب.استخدمت امريكا وربائبها ومريدوها ومن قبل عملاءها مدنيين وعسكريين للترويج بأن الحرب التي اندلعت في بلادنا انما اتت لقطع الطريق على الثورة التي أطاحت بحكم الاسلاميين واهدافها في الحكم المدني الديمقراطي ودولة القانون التي تمكن مجرما من الافلات من العقاب، وكانها لم تات بالجولاني رئيسا ولا صوتت ضد قرار الجنائية ضد نتياهو والتي لا تعتد حتى بميثاقها ولا غضت الطرف عن تفكيك الاونوروا، بل وحتى استهداف منسوبيها وهي تتحدث بلا حياء عن القضايا الانسانية وضرورة المسارات الامنة.ما من بشر سوي يرفض السلام والحلول السياسية في مقابل الحروب وتداعياتها من نزوح ولجوء وتدمير للبنية التحتية، ولكن السؤال أي حل وما المقابل الذي يطلبه رجل الصفقات الأشهر في التاريخ السياسي اهو سلام على شاكلة الموارد مقابل السلام تأسيسا علي تصريحه الشهير أفريقيا ليست في حاجة لمساعدات بل لشراكة واستثمارات والتي تعني في حقيقة الأمر وضع يد أمريكا على موارد البلاد.كثيرون كتبوا منذ اندلاع الحرب محذرين من مغبة الانسياق وراء الشعارات المخادعة والمضللة وعدم الركون لسردية حرب الفلول، وان الأمر متصل بالحروب بالوكالة وصراع الموارد ولكن ابواق لصوص العالم من الوكلاء المحليين لم تكف عن الهذيان.المطلوب التواضع على حل وطني ومنتج محلي تشارك في صياغته الامة السودانية بكافة شعوبها بعيدا عن أوهام التميز والخصوصية وادعاء النقاء الثوري والطهرانية فتاريخ الثورات لم يبدأ بديسمبر ولن ينته بها وقبول الآخر جذر فكرة الديمقراطية.The post كبسولة اليوم.. حلول أمريكا أم الحل الوطني appeared first on صحيفة مداميك.