رائحة الموت تُربك الجناة في إسطنبول.. تفاصيل جديدة ومتشعبة في جريمة عائشة توكياز

Wait 5 sec.

إسطنبول ـ تتواصل فصول القضية التي صدمت الشارع التركي، والمتعلقة بمقتل الشابة عائشة توكياز، التي عُثر على جثتها داخل حقيبة تُركت على جانب الطريق. ومع توالي التحقيقات، بدأت تظهر شهادات صادمة تكشف تفاصيل مروعة عن الجريمة، وأدوار متعددة لمشتبهين ساعدوا في التخلص من الجثة مقابل مبالغ مالية، وسط شبهات بتورط عناصر أمنية. من السقوط إلى الجريمة المنظمةالقاتل الرئيسي، جميل كوتش، قال في اعترافاته إن عائشة توكياز توفيت إثر سقوطها من الدرج، وإنه وضع جثتها داخل حقيبة، وطلب من صديقه أوغوز ك. مساعدته في إخراجها من المنزل. وبعد تخلي أوغوز عنه، تواصل كوتش مع شخص يُدعى نجم الدين إ. أثناء وجوده في حانة، واتفق معه على التخلص من الجثة مقابل 500 ألف ليرة تركية. شهادة باريش جان: “ظننته يمزح”بحسب إفادة باريش جان أ.، أحد الموقوفين، فقد قال إن نجم الدين اتصل به قائلاً: “هناك حقيبة ستذهب إلى الأبد”، دون أن يذكر وجود جثة، ما دفعه للاعتقاد بأنه يمزح. وأضاف: “طلبت 300 ألف ليرة، وقبل العرض. رافقني صديقيّ إرهان ج. ويوسف س. دون أن يعرفا شيئًا عن المال، كنت أنوي إعطاء كل منهما 50 ألف ليرة فقط، لمساعدتي في الدفن.” وأوضح باريش أن المجموعة التقت بنجم الدين في حي غوزيلتيبي، الذي فتح لهم عن بُعد صندوق سيارة بي إم دبليو حمراء. وعندما اقتربوا، شمّوا رائحة كريهة، وقال: “لم أدرك أنها دم. كانت رائحة أشبه بالبيض الفاسد. أصابنا الذعر، وألقينا الحقيبة في منطقة حرجية على طريق كاميربورغاز.” أدلة جديدة من إفادات الشركاءالمشتبه به إرهان ج. قال إن باريش كان ثملاً حينها، وإنه هو من قاد السيارة. وذكر أن باريش وضع الحقيبة السوداء في السيارة بعد لقاء نجم الدين، مشيرًا إلى أن يوسف لم يكن معهم في البداية، وتم التقاطه لاحقًا. وبحسب قوله، لم يُبلغهم باريش عن أي جثة، بل قال فقط إن “الملابس داخل الحقيبة متسخة”.أما يوسف س.، فقال إنه علم بوجود الحقيبة فقط بعد عودة باريش، وإن الرائحة كانت واضحة داخل السيارة. أضاف: “ساعدته فقط في إنزال الحقيبة، ولم يخبرني أحد بأي مبلغ مالي. بعد مدة قصيرة، عاد باريش والتقط صورة للحقيبة وأرسل الموقع لأحدهم.” تصريحات متناقضة من أوغوز ك.وفيما يتعلق بالمشتبه به أوغوز ك.، الذي تم توقيفه من قبل مكتب جرائم القتل في إسطنبول، فقد أنكر علمه بوجود جثة داخل الحقيبة، مؤكدًا أنه لا علاقة له بالحادثة. يشار إلى أن سجله الإجرامي يتضمن 20 تهمة سابقة، وقد أُحيل إلى المحكمة بعد استكمال التحقيقات الأولية. الشرطة في قفص الاتهامفي تطور لافت، كشفت صحيفة “خبر تورك” أن ضابط شرطة يُدعى إيلكر يو، من قسم شرطة كوتشوك تشكمجة، التقى عدة مرات مع جميل كوتش خلال فترة تنفيذ الجريمة. وتُشير المعلومات إلى أن الضابط زوّد كوتش بصورة من إفادة شقيقة الضحية، وتواصل معه قبل الجريمة وبعدها، في لقاءات وُصفت بالمريبة.وتم لاحقًا توقيف الضابط عن عمله وإحالته إلى التحقيق، وسط شكوك بدور أمني في التستر على الجريمة أو تسريب معلومات متعلقة بها. التحقيق مستمربين تضارب الشهادات وتوسع دائرة المتهمين، لا تزال التحقيقات جارية لكشف ملابسات واحدة من أبشع الجرائم التي شغلت الرأي العام التركي مؤخرًا، والتي تسلط الضوء مجددًا على قضايا العنف والقتل والعلاقات المريبة بين الجناة وبعض رجال الأمن.   ترجمة وتحرير تركيا الآن