ناظورسيتي: متابعة خيم حزن عميق على سكان الدائرة الثانية عشرة بباريس عقب حادث مأساوي راح ضحيته طفل لا يتجاوز عمره ثلاث سنوات، بعدما دهسته شاحنة لجمع النفايات أثناء عبوره ممرًا للراجلين على مستوى شارع "كلود-ديكين". الطفل، واسمه عمر، كان عائدا من زيارة لجدته رفقة خالته البالغة من العمر 22 سنة، عندما باغتته الشاحنة وسط تقاطع يعرف باكتظاظه وسوء تنظيمه، بحسب إفادات شهود عيان وسكان الحي. تقول والدته فندا، وهي ممرضة تبلغ 24 سنة، إنها اضطرت للبقاء في المنزل بسبب وعكة صحية وطلبت من أختها مرافقة ابنها في طريق العودة، دون أن تعلم أن تلك اللحظات ستكون الأخيرة في حياته. (adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({}); الصدمة كانت كبيرة عندما تلقت فندا اتصالا مرتعبا من شقيقتها، ثم هرعت إلى مكان الحادث لتجد رجال الإنقاذ يحاولون، طيلة ساعة ونصف، تحرير قدم طفلها التي ظلت عالقة تحت العجلات الخلفية. "لم يُسمح لي بالاقتراب، كانوا يخشون علي من الصدمة"، تقول الأم المكلومة. تم نقل عمر على وجه السرعة إلى مستشفى روبرت-ديبري، غير أن الإصابة كانت مميتة. لم يكن في حسبان والدته أن تفقده بتلك الطريقة: "كنت أظن أنه سيُبتر جزء من قدمه فقط… لم أتخيل الموت أبدا"، تضيف بنبرة خنقتها الدموع. عمر، الذي كان يحمل اسم جده الراحل، كان مصدر بهجة في حياة العائلة، وخصوصًا جدته التي اعتادت رعايته منذ أن كانت فندا طالبة. الحادث ترك أثرا عميقا في نفوس الجيران أيضا. حارس الإقامة، رفيق، قال إن عمر كان طفلا محبا للحيوانات، يضحك كثيرا ويجلب الفرح للجميع. أما أحد التجار في الحي، فأكد أن مكان الحادث معروف بخطورته، وأن تصميم ممر الراجلين غير مناسب، منتقدا مرور شاحنات ضخمة في شارع ضيق من هذا النوع. النيابة العامة في باريس فتحت تحقيقا في واقعة "قتل غير عمد"، وأكدت أن الشاحنة صدمت الطفل وهو يعبر بشكل قانوني فوق ممر الراجلين على متن دراجته الصغيرة. وقد خضع السائق لاختبارات الكحول والمخدرات، وجاءت جميع النتائج سلبية. فيما لا تزال التحريات جارية تحت إشراف وحدة معالجة الحوادث. بلدية باريس أصدرت بيانا تعهدت فيه بالتعاون الكامل مع التحقيقات، وأكدت أنها لن تعيد السائق إلى عمله لحين انتهاء المسطرة القانونية، مع توفير دعم نفسي له ولعائلة الضحية. كما تدرس السلطات احتمال اتخاذ إجراءات تأديبية أو تعديل على تصميم الشارع المعني. وفي الوقت الذي تنشغل فيه الأجهزة المختصة بكشف ملابسات الحادث، تفكر الأم المكلومة في اللجوء للقضاء ومتابعة السائق، في محاولة يائسة لفهم كيف تحولت نزهة بسيطة إلى كارثة لا تنسى.