تركيا تخطو نحو الاكتفاء الزراعي.. اعتماد رسمي لأول أصناف عنب محلية

Wait 5 sec.

بدأ موسم حصاد نوع فريد من العنب في ولاية مانيسا غربي تركيا، إذ شهدت قطعة الأرض المخصصة للتجارب الزراعية التابعة لمعهد أبحاث زراعة الكروم، جني أولى ثمار عنب برونكس الخالي من البذور، والمعروف محليًا باسم “عنب الفراولة”.ورغم أن الكمية المزروعة لا تتجاوز 12 كرمة، فإن العائد المعنوي والتجريبي لهذا الصنف كبير، لا سيما أن مذاقه المميز ورائحته المدهشة يُدخلان البهجة إلى نفوس المزارعين والمستهلكين على حد سواء.نكهة مفاجئة في كل حبةأوضح المهندس الزراعي مصطفى ساجيت إينان من معهد أبحاث زراعة الكروم في مانيسا، أن هذا العنب ليس كغيره، قائلاً:“عندما تضع حبة من عنب الفراولة في فمك، وتغمض عينيك، تشعر وكأنك تأكل فراولة حقيقية. نكهة مدهشة لا تشبه العنب المعتاد، لكنها تنبع من تركيبته الجينية الفريدة.”وأشار إينان إلى أن هذا النوع من العنب نشأ نتيجة تهجين صنفين: “السلطاني الخالي من البذور” و”كونكورد”، ضمن أبحاث أجرتها جامعة كورنيل في نيويورك عام 1919، ما يجعله صنفًا قديمًا يعود اليوم إلى الواجهة بنكهة حديثة.مختبرات التهجين.. مصانع المستقبلولم تقتصر تصريحات المهندس إينان على طعم العنب، بل تحدّث عن آفاق تطوير أصناف جديدة في تركيا، موضحًا أن أعمال التهجين متواصلة منذ عام 2007 في المعهد، ومضيفًا:“في العام الماضي سجّلنا صنفي (بورصا كاراسي) “Bursa Karası”  و(رشات أوزوم) “Reşat Üzüm” ونواصل التهجين ضمن قطعة أرض F1 التي تضم نحو 13 ألف كرمة. نحن نعمل على ابتكار أصناف تناسب أذواق سكان مانيسا وعموم تركيا.”تركيا.. في قلب خريطة العنب العالميةتحتل تركيا المرتبة الثالثة عالميًا من حيث مساحة إنتاج العنب، بحسب إينان، الذي شدّد على أهمية الابتكار في هذا القطاع الحيوي قائلاً:“الدول المنتجة للعنب في العالم لا تكتفي بزراعة الأصناف التقليدية، بل تسعى لتطوير أصناف جديدة عبر التهجين المستمر. نحن أيضًا يجب ألا نتأخر، ولهذا نعمل بالتعاون مع معهد تكيرداغ لتعزيز موقع تركيا في سوق العنب العالمي.” ويبدو أن “عنب الفراولة” ليس سوى البداية؛ إذ يبشّر التقدم في دراسات التهجين التركية بمستقبل غني بنكهات غير مألوفة، تجمع بين الموروث الزراعي والتقنيات الحديثة، ليبقى العنب التركي واحدًا من أكثر المنتجات الزراعية تنوعًا وابتكارًا على مستوى العالم.  ترجمة وتحرير تركيا الآن