دواء شهير لحب الشباب يظهر نتائج واعدة في علاج العقم عند الرجال

Wait 5 sec.

أظهرت دراسة حديثة أن دواء "أكيوتين" (إيزوتريتينوين) الخاص بعلاج حب الشباب الشديد، قد يشكّل خيارا علاجيا واعدا للرجال الذين يعانون من العقم الناتج عن انعدام الحيوانات المنوية. وعادة، لا يتوافر أمام هؤلاء المرضى سوى خيار جراحي يتمثل في استخراج الحيوانات المنوية مباشرة من الخصيتين لاستخدامها لاحقا في عمليات التلقيح الاصطناعي (IVF). ورغم فعاليته الجزئية، فإن هذا التدخل الجراحي محفوف بالمخاطر، مثل العدوى وطول فترة النقاهة، كما أن نجاحه لا يتجاوز نصف الحالات.وفي المقابل، استكشف الباحثون بديلا دوائيا يتمثل في "إيزوتريتينوين"، وهو مركب يحاكي حمض الريتينويك الطبيعي (مشتق من فيتامين A) اللازم لتطور خلايا الحيوانات المنوية ونضجها. وقد جاءت الفكرة بعدما كشفت دراسات سابقة أن الرجال المصابين بالعقم غالبا ما تكون لديهم مستويات منخفضة من هذا الحمض داخل الخصيتين.وشملت الدراسة 26 رجلا يعانون من انعدام الحيوانات المنوية غير الانسدادي وأربعة مصابين بقلة الحيوانات المنوية. وتناول المشاركون 20 ملليغراما من "إيزوتريتينوين" مرتين يوميا لمدة لا تقل عن ستة أشهر، مع متابعة دقيقة لمستويات الهرمونات والدم وتحاليل السائل المنوي.وأظهرت النتائج ما يلي:11 رجلا بدأوا بإنتاج حيوانات منوية متحركة في القذف، ما مكّنهم من البدء في إجراءات التلقيح الاصطناعي دون الحاجة للجراحة.جميع المرضى الأربعة المصابين بـ"متلازمة اختفاء الحيوانات المنوية" كانوا ضمن المجموعة المستجيبة للعلاج.سبعة رجال ممن لم يكن لديهم سابقا أي حيوانات منوية قابلة للرصد ظهر لديهم إنتاج للحيوانات المنوية بعد العلاج.بقية المشاركين ظلوا بحاجة إلى تدخل جراحي لاستخراج الحيوانات المنوية، إلا أن زمن العملية انخفض بوضوح بعد العلاج، حيث بلغ 63 دقيقة في المتوسط مقابل 105 دقائق سابقا. وعند نشر الدراسة، كان الباحثون قد أجروا 9 دورات من التلقيح الاصطناعي باستخدام الحيوانات المنوية الناتجة بعد العلاج، أسفرت عن ولادة أجنة سليمة، وعدة حالات حمل مستمرة، وولادة طفل حي واحد على الأقل.لكن العلاج ترافق مع آثار جانبية ملحوظة؛ إذ عانى جميع المشاركين من جفاف الجلد وتشقق الشفاه، بينما أبلغ نحو نصفهم عن شعور بالانفعال، إلى جانب حالات طفح جلدي وارتفاع في مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية. ولأن الدواء قد يؤثر في وظائف الكبد، شدّد الأطباء على ضرورة إجراء فحوص دم منتظمة أثناء فترة العلاج.وقال الدكتور جاستن هومان، الأستاذ المساعد في جراحة المسالك البولية بمركز "سيدارز-سيناي الطبي" في لوس أنجلوس: "إن فكرة أن دواء مألوفا يمكن أن يحفّز إنتاج الحيوانات المنوية مثيرة للاهتمام، لأنها تفتح الباب أمام خيار غير جراحي للمرضى الذين يُضطرون عادة إلى التدخل الجراحي".لكنه أضاف: "مع ذلك، تبقى النتائج أولية وصغيرة النطاق، وتتطلب تكرارها عبر تجارب أوسع قبل اعتبارها إنجازا حقيقيا".ويؤكد الخبراء أن "إيزوتريتينوين" لا ينبغي استخدامه لعلاج العقم عند الرجال خارج إطار الدراسات السريرية في الوقت الراهن. وعلى الرغم من خطورته المؤكدة عند تناوله من قبل النساء أثناء الحمل ــ حيث قد يتسبب بتشوهات خلقية خطيرة ــ إلا أن الوضع مختلف لدى الرجال، إذ لا توجد دلائل على إلحاقه الضرر بالحمض النووي للحيوانات المنوية أو بالأجنة الناتجة عنها.ويأمل الباحثون مستقبلا في تحديد الفئات الأكثر استفادة من العلاج، والجرعة المثلى والمدة المناسبة، ومدى تأثير الدواء على جودة الحيوانات المنوية ونتائج الخصوبة.نشرت الدراسة في مجلة الإنجاب المساعد وعلم الوراثة.المصدر: لايف ساينس