ناظورسيتي: متابعة أفادت المندوبية السامية للتخطيط وفق مذكرة صدرت اليوم الثلاثاء، أن المغرب شهد انتكاسة ملموسة في التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية بين 2019 و2022، بعد تحسن تدريجي دام حتى عام 2019. وأوضحت المندوبية أن مؤشرات 2022 أعادت الفوارق إلى مستويات مماثلة لتلك التي كانت موجودة في بداية الألفية، ما يعكس هشاشة المكاسب الاجتماعية أمام الصدمات الاقتصادية والصحية. وأشارت إلى أن الفترة بين 2001 و2022 مرت بثلاث مراحل متعاقبة، بدأت بانخفاض معتدل للتفاوتات بين 2001 و2014، مع تحسن واضح في مستوى المعيشة للفئات الفقيرة والمتوسطة وانخفاض مؤشر جيني من 40,6٪ إلى 39,5٪. ثم استمر التحسن نسبيًا بين 2014 و2019، حيث ارتفع متوسط مستوى معيشة الأسر الأقل دخلاً بنسبة 3,9٪ سنوياً، مقابل 2,8٪ للأغنى، ما قلص الفجوة بين أطراف سلم الدخل وانخفض مؤشر جيني إلى 38,5٪. غير أن الفترة بين 2019 و2022 شهدت ارتفاعاً جديداً للتفاوتات نتيجة الصدمات المتتالية، بما فيها جائحة كوفيد-19، وارتفاع التضخم، وفترات الجفاف المتكررة، مما أدى إلى انخفاض متوسط مستوى المعيشة وتأثر الفئات الأكثر ضعفاً بشكل أكبر، خصوصاً في الوسط القروي. (adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({}); وسجلت المندوبية أن نصف السكان الأغنى ركزوا 76,1٪ من إجمالي الإنفاق في 2022 مقارنة مع 75,1٪ في 2019، بينما انخفضت حصة الفئة الأفقر إلى 6,7٪، وزاد متوسط الفارق في مستوى المعيشة بين الطرفين إلى 7,1 مرات مقابل 6,2 مرات في 2019، كما ارتفع مؤشر جيني الوطني إلى 40,5٪. وأكدت المندوبية أن تفاوتات الإنفاق الغذائي ارتفعت بشكل كبير، حيث بلغ مؤشر تركيز الإنفاق الغذائي 31,7٪ في 2022 مقابل 24,2٪ في 2019، في حين تراجعت تفاوتات الإنفاق غير الغذائي بشكل طفيف، ما جعل مساهمة تفاوتات الغذاء في التفاوت الكلي ترتفع إلى حوالي 30٪. وبالرغم من المكاسب التدريجية التي تحققت بين 2001 و2019، تظهر الانتكاسة الأخيرة حساسية التنمية الاجتماعية أمام الصدمات الكبرى وتحديات حماية الأسر الأكثر ضعفاً، ما يبرز الحاجة إلى استراتيجيات أكثر فعالية لضمان استدامة المكاسب الاجتماعية وتقليص الفوارق الاقتصادية بين المواطنين. يذكر أن مؤشر جيني هو مقياس يُستخدم لقياس درجة التفاوت في توزيع الدخل أو الثروة بين السكان، وتتراوح قيمته بين 0 و1، حيث يشير الرقم 0 إلى تساوي كامل بين الجميع، بينما يشير الرقم 1 إلى أقصى تفاوت يتركز فيه الدخل أو الثروة لدى شخص واحد فقط. وبناءً على هذا المؤشر، فإن ارتفاع قيمة مؤشر جيني بالمغرب إلى 40,5٪ في 2022 يعكس زيادة الفوارق الاقتصادية والاجتماعية مقارنة بالسنوات السابقة، ما يوضح هشاشة المكاسب الاجتماعية أمام الصدمات الاقتصادية والصحية.