ناظورسيتي تشهد الأجواء التحضيرية للجمع العام لعصبة الشمال لكرة القدم توترات وتطورات غير متوقعة قبل انعقاده المقرر يوم الجمعة 19 شتنبر الجاري بمدينة القصر الكبير. هذه التطورات وضعت رئيس العصبة عبد اللطيف العافية في موقف محرج أمام سلسلة من المطالب والاستفسارات المثيرة للجدل. فاجأت مجموعة من الأندية الأعضاء في عصبة الشمال إدارة العصبة بتقديم سبعة عشر مقترحاً يطالبون بإدراجها ضمن جدول أعمال الاجتماع المرتقب. وقد تم تقديم هذه المقترحات بتاريخ الثلاثاء 09 شتنبر 2025، وذلك استناداً إلى أحكام المادة 19 من النظام الأساسي التي تلزم بضرورة تقديم مقترحات الأعضاء قبل عشرة أيام على الأقل من موعد انعقاد الجمع العام. تنوعت هذه المقترحات لتشمل طلبات عرض تفاصيل عمليات الشراء والتوريد وفقاً لقانون الصفقات العمومية، إلى جانب المطالبة بتوضيحات حول غياب بعض اللوائح التنظيمية، وتقديم إيضاحات بشأن عدم توفر محاضر الاجتماعات السنوية السابقة. كما تضمنت المقترحات مطالبات بالكشف عن تبرير المصروفات والنفقات التي تمت خلال الفترات السابقة. لكن أكثر هذه المقترحات إثارة للجدل وإحراجاً لعبد اللطيف العافية تلك المتعلقة بالمطالبة بالكشف عن تفاصيل عملية استيراد المعدات والتجهيزات الرياضية من شركة ماسيطا الهولندية. هذه المطالبة تأتي ضمن رغبة الأندية في الاطلاع على تقارير شاملة حول عمليات طلب الأسعار والعروض من الموردين ومقدمي الخدمات التي نفذتها العصبة خلال إدارة العافية، خاصة فيما يتعلق بالمعاملات التجارية للموسم المنصرم. تركز معظم هذه المقترحات المطلوب مناقشتها في الجمع العام حول شبهات وجود مخالفات وخروقات إدارية ومالية حدثت خلال فترة تسيير رئيس العصبة الحالي، والذي يقود العصبة منذ قرابة عقدين من الزمن. هذه الاتهامات تثير تساؤلات حول الشفافية والمساءلة في إدارة الشؤون المالية والإدارية للعصبة. تشير مصادر مطلعة إلى أن بعض هذه الملفات المثيرة للجدل قد تجد طريقها إلى المحاكم المالية المختصة، مما يمكن أن يؤثر سلباً على المشهد الرياضي على المستويين الجهوي والوطني. هذا التطور يأتي في توقيت حساس يشهد فيه المغرب استعدادات مكثفة لاستضافة مناسبات قارية مهمة في كرة القدم، مما يتطلب استقراراً في الهياكل الرياضية المحلية. من الجدير بالذكر أن عبد اللطيف العافية، الذي تنتهي ولايته الخامسة في رئاسة العصبة، يسعى للترشح لولاية سادسة تمكنه من إكمال ربع قرن على رأس المؤسسة. هذا الطموح يأتي في ظل دعوات رسمية من مؤسسات الدولة لتجديد النخب في مختلف القطاعات، بما يشمل القطاع الرياضي الذي أصبح رافعة أساسية لصناعة الأبطال وتوليد الثروة وخلق فرص العمل. تأتي هذه التطورات في سياق التحولات الكبرى التي يشهدها القطاع الرياضي المغربي، حيث أصبح من الضروري أن تتولى الهياكل المنتخبة في مراكز صنع القرار داخل العصب الجهوية نخب رياضية تتمتع بالكفاءة والمصداقية اللازمتين لتحقيق الأهداف الطموحة المرسومة للرياضة المغربية. هذا ما يجعل الجمع العام المقبل محطة مفصلية قد تحدد مستقبل عصبة الشمال لكرة القدم للسنوات القادمة.