عميد مسجد باريس يصدر بيانا ناريا بعد الاعتداءات على جوامع العاصمة الفرنسية

Wait 5 sec.

أدان عميد مسجد باريس شمس الدين حفيظ، بأشد العبارات، سلسلة الاعتداءات التي استهدفت تسعة مساجد في العاصمة الفرنسية وضواحيها، بعدما عثر على رؤوس خنازير موضوعة أمام مداخلها. وقال حفيظ في بيان: "لقد وصلنا إلى درك من الانحطاط، الكراهية تجاوزت خطا رمزيا حين تطال أماكن العبادة.. إنها لا تستهدف المؤمنين فحسب، بل تضرب إمكانية العيش المشترك على أرض واحدة". وأكد عميد مسجد باريس أن الغضب والدموع والصمت الجريح ردود فعل طبيعية أمام ما وصفه بـ"المشهد غير المحتمل"، فيما شدد على أن المسؤولية الدينية تفرض ما هو أبعد من التنديد.وأضاف: "واجبي كمسؤول ديني هو الدعوة إلى التفكير العميق. المجتمع الذي يستسلم للكراهية يسير نحو الهاوية، أما الذي يجرؤ على مساءلة نفسه فإنه يفتح بالفعل باب التعافي".واعتبر عميد مسجد باريس أن الحادثة تكشف أزمة أعمق من مجرد اعتداء معزول، مشيرا إلى أن "العالم المشترك قد تصدّع".واستشهد في بيانه بمفكرين مثل حنة آرندت، سيمون فايل، ومحمد أركون، وحتى الأديب المصري نجيب محفوظ ليبرز أن "الأزمة الراهنة لا تختزل في السياسة أو المؤسسات، بل ترتبط بجذور المجتمع وقدرته على إعادة بناء الثقة والانفتاح على الممكنات".وقال: "حين يتوقف المجتمع عن تخيل بدائل جديدة، فإنه يحوّل عاداته إلى قضبان وذاكرته إلى سجن".ودعا عميد مسجد باريس الفرنسيين إلى عدم الانجرار وراء دوامة الاتهامات والبحث عن المسؤوليات فقط، بل إلى إعادة إحياء دائرة الحوار والأمل، قائلا: "الديمقراطية مثل البيت القديم، لا تبقى واقفة إلا إذا قبل سكانها أن يضيفوا إليها حجارة ويشعلوا فيها مصابيح. ربما نحن في مرحلة انتقالية، لكن يمكن لهذا الشعب وطبقته السياسية أن يلتقيا مجددا، كمسافرين ضلا الطريق، ليكتشفا أنهما كانا يسيران نحو الفجر ذاته".وفي تطور لافت، ذكر مسجد باريس الكبير في بيان أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتصل مباشرة بالشيخ شمس الدين حفيظ، ليعرب عن تضامنه الكامل مع مسلمي فرنسا إزاء الاعتداءات.وأكد ماكرون أن "السلطات ستسخر جميع الوسائل لتعقب الجناة وتعزيز حماية أماكن العبادة"، معلنا عن عقد اجتماع استثنائي للمنتدى الفرنسي للإسلام في أقرب الآجال لمناقشة تداعيات الحادث والإجراءات المرتقبة.يذكر أن الشرطة الفرنسية قد أطلقت تحقيقا، يوم أمس، بعد العثور على رؤوس خنازير خارج عدد من المساجد في منطقة باريس.المصدر: وكالات