ناظورسيتي: متابعة كشف باحثون مغاربة أن أسماك خليج بيتويا، الواقع شمال غرب إقليم الناظور، تحمل تراكمات خطيرة لعناصر معدنية محتملة السمية، قد تشكل تهديدًا مباشرًا لصحة السكان، لا سيما الأطفال. الدراسة العلمية التي نشرت في مجلة “Marine Pollution Bulletin” ركزت على ثلاثة أنواع من الأسماك الأكثر استهلاكًا في المنطقة وهما: السردين، الأنشوفة، والشرن. وأظهرت النتائج أن الكبد هو العضو الأكثر تلوثًا بهذه المعادن، فيما بقيت العضلات والخياشيم أقل تعرضًا للسمية. كما سجلت زيادة تراكم كل من الزرنيخ، الكادميوم، الزئبق، والزنك خلال الموسم المطير، مع مخاطر محددة للزرنيخ غير العضوي لدى الأطفال، خصوصًا في السردين خلال الشتاء والشرن طوال السنة. (adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({}); وأشار الباحثون إلى أن بعض المعادن تجاوزت الحدود المسموح بها للأطفال، ما يجعلهم أكثر عرضة لمشاكل صحية مثل تلف الكلى والكبد، واضطرابات النمو، وفرص الإصابة بمضاعفات سرطانية على المدى الطويل. أما البالغون، فتبقى المخاطر المباشرة أقل، لكن تراكم هذه العناصر مع الوقت يثير قلقًا حول التعرض المزمن للسموم. وأوضحت الدراسة ذاتها، أن النشاط البشري في خليج بيتويا، بما في ذلك التصنيع المكثف، وبناء الميناء، وزيادة صيد الأسماك، وغياب أنظمة الصرف الصحي، ساهم في تلويث البيئة البحرية، ما أدى إلى تراكم هذه المعادن في الأسماك، التي تُعد مصدرًا أساسيًا للبروتين والمعادن والأحماض الدهنية الأساسية. كما حذر الباحثون في الختام، من أن الاستمرار في هذه الظروف قد يضع الأمن الغذائي والصحي للمنطقة تحت تهديد طويل المدى، مؤكدين ضرورة إجراء تحاليل دورية لمراقبة تراكم المعادن في الأسماك، وتقييم تعرض السكان المحليين، خصوصًا الأطفال، لهذه المخاطر قبل تفاقمها.