جمّد رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير، التعامل مع استنتاجات لجنة اللواء احتياط سامي ترجمان التي فحصت التحقيقات في إخفاقات 7 أكتوبر في الجيش الإسرائيلي ونشرها، وفق تقرير عبري. وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن زامير أقدم على ذلك لتجنب زعزعة استقرار الجيش قبيل المناورة في مدينة غزة، والتي تتطلب وحدة الصف في قمة القيادة العسكرية والهدوء المطلوب لهذه الخطوة الحساسة التي من المتوقع أن تمتد عميقا حتى عام 2026. ووفق ما نقلت عن عدة مصادر في الجيش الإسرائيلي، فإن لرئيس الأركان أسبابا وجيهة لذلك.وأشارت الصحيفة إلى أن أحد محاور فحص اللجنة بقيادة اللواء احتياط ترجمان، الذي عينه رئيس الأركان نفسه قبل حوالي خمسة أشهر، يتعلق بالتحقيق في أداء لواء العمليات، المسؤول عن تشغيل قوات الجيش الإسرائيلي في الأوضاع الروتينية والطوارئ. ووفقا لعدة مصادر، وجدت اللجنة أن هناك عيوبا في هذا التحقيق، على أقل تقدير، وأنه يجب إجراؤه من جديد. والمقصود بشكل خاص هو التحقيق الجزئي والناقص الذي تم بشأن أداء لواء العمليات في الليلة التي سبقت 7 أكتوبر، وغياب التقييمات العامة لهيئة الأركان في الوقت المناسب، وغيرها.وورد في تقرير "يديعوت أحرونوت" أنه مع ذلك، كان رئيس الأركان السابق هرتسي هاليفي قد دفع بترقية قائد اللواء الذي كان يجلس في "البور" (غرفة العمليات) في الكرياه، وهو حينها عميد، والآن اللواء شلومي بيندر، لقيادة شعبة الاستخبارات بدلا من أهارون حاليفا الذي استقال. وقد زعم هاليفي دائما أن التحقيقات لم تجد في أداء بيندر أي عيب يبرر عدم ترقيته. التحقيق الرئيسي الذي أجراه الجيش الإسرائيلي بشأن أداء لواء العمليات قد أكد أن العميد بيندر ورجاله فشلوا في تكوين صورة شاملة لهيئة الأركان العامة حول الفوضى في النقب الغربي في الساعات الأولى، واتخذوا قرارات متأخرة، ولكن فيما يتعلق بسيناريو الغزو الشامل، الذي لم يكن موجودا في أي خطة عمل محتملة، فإن أداء بيندر كمسؤول عملياتي للجيش كان معقولا.وحسب الصحيفة، يقول مسؤولون في الجيش إن رئيس الأركان، على الرغم من المؤشرات السلبية التي وردت في التقرير عن لواء العمليات والتي قُدمت لزامير، يدعمه في المدى المنظور على الأقل. ومن المفترض أن يأتي القرار بعد أن يقدم ترجمان وفريقه النتائج والاستنتاجات لرئيس الأركان، ولكن هذه الخطوة، كما ذكر، تأجلت على الأقل حتى نهاية المناورة في مدينة غزة، أي بعد عدة أشهر. وأوضح بيندر في التحقيق أنه تم إبلاغه لأول مرة بالأحداث في غزة حوالي الساعة 2:30 صباحا، وكان على اتصال طوال الليل مع الجهات المسؤولة عن تشغيل القوة في سلاحي الجو والبحرية وفي القيادة الجنوبية، وأمر بتفعيل جهاز استشعار مركزي فوق القطاع وحدد موعدا لتقييم الوضع في قيادة الجيش العليا في الساعة 8:30 صباحا. في حين لا ينكر الجيش الإسرائيلي أن تقرير ترجمان حول تحقيق لواء العمليات تم تصنيفه باللون الأحمر، أي أنه يتطلب إعادة تحقيق. بدون استنتاجات شخصيةفي الوقت الحالي، وفقا لـ"يديعوت أحرونوت"، تقارير لجنة ترجمان موضوعة كقنبلة موقوتة في خزانة رئيس الأركان في الطابق الـ14 من الكرياه، وتثير عاصفة وشكوكا متبادلة في قيادة الجيش الإسرائيلي. وقد نجح رئيس الأركان السابق هاليفي نسبيا في الحفاظ على وحدة الصف طوال الحرب على الرغم من احتمالية اندلاع حروب عامة وتبادل الاتهامات بشأن الإخفاقات التي أدت إلى اندلاع الحرب، ولكن منذ تبادل المناصب في رئاسة الأركان في مارس الماضي، بدأ صدور همس يزعزع بعض الكراسي في هيئة الأركان العامة. وإذا كان الجيش الإسرائيلي قد وعد في البداية بأن لجنة ترجمان ستكون لديها إمكانية أيضا لتقديم توصيات شخصية لإقالة ضباط كان دورهم في الإخفاقات كبيرا، فيبدو أن الجيش الإسرائيلي تراجع عن ذلك، وفي الأشهر الأخيرة أوضح في الجيش أن اللجنة الخارجية ليس لديها أي صلاحية لذلك. وبالتالي، سيستمر في الخدمة بالجيش ضباط متورطون شخصيا في إخفاقات وفشل 7 أكتوبر، وكانوا جزءا من "الخطة"، وخلصت التحقيقات إلى أن أداءهم كان معيبا، قبل وبعد الساعة 06:29 في ذلك اليوم الرهيب.وأضافت الصحيفة في تقريرها أنه في قمة قيادة الجيش الإسرائيلي، يشك المسؤولون في أن جهات سياسية تتدخل في نتائج ترجمان الصعبة، وبالتالي تستفيد من الأرباح المزدوجة: إضعاف الجيش الإسرائيلي ومواصلة إلقاء اللوم على إخفاقات 7 أكتوبر على الجيش فقط، وبالتالي تقويض صورته لدى الجمهور باعتباره المسؤول الوحيد عن الغزو القاتل لإسرائيل. هذا، في حين يتمتع وزراء مثل بتسلئيل سموتريتش والرجل الذي يقودهم، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بإعفاء في غياب لجنة تحقيق حكومية، ولم يتحملوا مسؤوليتهم على الرغم من الإخفاق الذي يُعد وصمة عار على جباههم، فهم من قادوا بحماس السياسة القائلة بضرورة تقوية حماس "كأصل" بعشرات الملايين من الدولارات شهريا، حتى لو ذهبت الأموال إلى التسلح العسكري الذي أدى في النهاية إلى النتائج التي شوهدت في 7 أكتوبر. "المناخ السام" قبل المناورة في غزةوفي تقريرها، أوردت "يديعوت أحرونوت": من هذا المنطلق، سيقوم جنود الجيش الإسرائيلي الذين سيدخلون قريبا معاقل "حماس" في أحياء الشاطئ، الرمال، الصبرة والشيخ عجلين، بذلك تحت مناخ سام وفاقد للثقة بين وزراء الحكومة ونتنياهو وقيادة الجيش الإسرائيلي، دون وحدة صف وبالتأكيد بدون الدعم العام الواسع الذي كان موجودا في إسرائيل في بداية الحرب. إلى ذلك، يمكن إضافة الفوضى المليئة بالنفاق التي يحاول المستوى السياسي إحداثها في قمة قيادة الجيش الإسرائيلي مع إلغاء ترقيات العمداء التي قررها رئيس الأركان، حيث ألغى وزير الدفاع يسرائيل كاتس قرار رئيس الأركان زامير بتعيين العميدين إلياد مواتي ومنور يناي في منصب قائد فرقة الجولان ورئيس هيئة أركان القوة البرية، فقط لأنهما خدما في 7 أكتوبر في أدوار تدريب أو هيئة أركان غير مباشرة جدا لأداء القيادة الجنوبية، إن كان هناك أي صلة بينهما على الإطلاق.اختار الوزير كاتس أن يتجاهل في نفس الوقت تعيينات أخرى، والتي وافق عليها بالفعل، إذا كان قد وضع معيارا صارما، مثل تعيينات ضباط كبار آخرين خدموا في مناصب رئيسية في السنة أو السنة والنصف التي سبقت إخفاق 7 أكتوبر، في القيادة الجنوبية، في شعبة الاستخبارات، في سلاح الجو والبحرية. هؤلاء تمت ترقيتهم، كما ذكر، دون عوائق، على الرغم من أن علامات استفهام قد أثيرت بشأن بعضهم، على أقل تقدير، في لجنة ترجمان.في المقابل، صرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ردا على ذلك: "لم يتم بعد فحص تقرير فريق الخبراء برئاسة اللواء احتياط (سامي) ترجمان من قبل رئيس الأركان نظرا للتركيز على المرحلة التالية في المناورة في الوقت الحالي. وتعمل لجنة اللواء على فحص التحقيقات واستخلاص الدروس النظامية من أحداث 7 أكتوبر. لم يكن الغرض من اللجنة هو فحص الإجراءات الشخصية ضد أي من المتورطين".المصدر: "يديعوت أحرونوت"