كشف باحثون أن الكمامات المصممة للاستخدام لمرة واحدة التي استخدمت خلال جائحة "كوفيد-19" قد تتسرب منها جسيمات بلاستيكية دقيقة سامة إلى التربة والمياه، ما يسهل وصولها إلى جسم الإنسان. وتشير الأبحاث إلى أن الكمامات تصنع من مواد بلاستيكية مثل البولي بروبيلين، وتحتاج إلى 450 عاما لتتحلل بشكل كامل. وكشف باحثون من جامعة كوفنتري في المملكة المتحدة أن الكمامات، حتى غير المستخدمة، يمكن أن تسرب جسيمات بلاستيكية دقيقة ومواد كيميائية إلى الماء. ووجدت التجارب أن الكمامات المزودة بفلاتر تطلق 3-4 أضعاف الجسيمات مقارنة بالكمامات الجراحية العادية.هذه الجزيئات متناهية الصغر قد تدخل مجرى الدم وتستقر في الأعضاء، وهو ما ربطته دراسات سابقة بأمراض القلب والخرف والسرطان. ورغم أن مادة البولي بروبيلين المستخدمة في تصنيع الكمامات تُعتبر من أكثر أنواع البلاستيك أمانا، إلا أن لها ارتباطات بالحساسية والربو، ما يثير القلق بشأن آثارها الصحية طويلة المدى. حذّر الباحثون من أن الكمامات، خاصة تلك التي انتهى بها المطاف في الشوارع والشواطئ ومكبات النفايات، تتحلل مطلقة جسيمات بلاستيكية دقيقة ومواد كيميائية ضارة في البيئة.أبرز ما كشفته الدراسة:الكمامات أطلقت مادة Bisphenol B، المعروفة بكونها معطلة للغدد الصماء، والتي قد تسبب اختلال التوازن الهرموني والعقم.خلال ذروة الجائحة، قدّرت الانبعاثات بين 282 – 472 رطلا من هذه المادة السامة.الجسيمات البلاستيكية الدقيقة أصبحت موجودة في كل مكان، حتى داخل أعضاء الإنسان (القلب، الرئتين، الدماغ).تراكمها مرتبط بـ مشكلات تنفسية، تغيّرات في ميكروبيوم الأمعاء، تلف الأوعية الدموية، أمراض القلب، العقم والخرف.ودعت الدكتورة آنا بوغوش، المشاركة في الدراسة والأستاذة المساعدة في مركز Centre for Agroecology, Water and Resilience، إلى "إعادة التفكير في كيفية إنتاج الكمامات واستخدامها والتخلص منها"، محذرة من أن "المواد البلاستيكية الدقيقة والمواد الكيميائية التي تطلقها يمكن أن تؤثر سلبا على الناس والنظم البيئية على حد سواء".المصدر: ديلي ميل