نداءات استغاثة لإنقاذ سكان الخرطوم من الأمراض الفتاكة ونقص الأدوية

Wait 5 sec.

الخرطوم: مداميكتشهد العديد من مناطق الخرطوم وام درمان وبحري انتشارا غير مسبوقة للامراض الوبائية وحمى الضنك والملاريا وغيرها من الامراض التي تزايدت بصورة كبيرة، حيث سجلت ولاية الخرطوم 890 إصابة مؤكدة بحمى الضنك، أودت بحياة 187 شخصاً، بينهم أطفال ونساء حوامل، وسط تصاعد مشاكل انقطاع الكهرباء ونقص مياه الشرب وانتشار البعوض والذباب، مما يهدد حياة السكان يومياً.ويعاني المواطنون من أزمات معيشية خانقة لعدم توفر الموارد المالية لشراء الادوية، وشنت لجان مقاومة كرري هجوما عنيفا على وزير الصحة لعدم توفر الادوية اللازمة لعلاج المرضى، ما يدفع المواطنين إلى اللجوء للسوق الموازية للحصول على العلاج بأسعار “فلكية وخرافية”، لا يمكن لغالبية السكان تحملها.وأشارت دكتورة أديبة إبراهيم السيد، أخصائية الباطنة والأوبئة وعضو فرعية خصوصي أم درمان في اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، الى أن حمى الضنك تمثل خطرا بالغا، إذ تشمل أعراضها ارتفاعا شديدا في الحرارة وآلاما حادة في المفاصل والبطن، إلى جانب نزيف تحت الجلد أو من الأنف واللثة، وتغير لون الغائط إلى الأسود، مع فقدان محتمل للوعي في حال عدم التدخل الطبي العاجل.وقالت إن انتشار البعوض والذباب إلى جانب انقطاع الكهرباء ونقص مياه الشرب، ساهم بشكل مباشر في تفاقم الأزمة. وأضافت أن ضعف المناعة بين السكان نتيجة الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة أدى إلى زيادة معدلات الإصابة بأمراض أخرى مثل التيفوئيد والدسنتاريا الأميبية، فضلًا عن ظهور حمى الشيكونغونيا وانتشار الملاريا في جميع الولايات السودانية.ودعت السلطات الصحية والمنظمات الدولية، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر، إلى التدخل الفوري لتقديم الدعم الطبي واللوجستي، مؤكدة أن استمرار الحرب يمثل السبب الرئيسي وراء هذا الانهيار الصحي والإنساني.بدورها أصدرت غرفة طوارئ بحري نداءً عاجلًا موجّهًا إلى الجهات الصحية والإنسانية داخل السودان وخارجه، في ظل تدهور متسارع للأوضاع الصحية في عدد من المناطق التي تشهد انتشارًا متزايدًا لحمّى الضنك والملاريا.وأكدت الغرفة في بيانها أن الوضع المعيشي القاسي الذي يعيشه المواطنون يحول دون حصولهم على أبسط مقومات العلاج، مشيرة إلى أن العديد من الأسر باتت عاجزة حتى عن شراء الأدوية الأساسية مثل “البندول”، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى العلاجات النوعية لمواجهة هذه الأمراض.وأوضح البيان الصادر اليوم أن الاحتياجات العاجلة تشمل توفير أدوية علاج حمى الضنك والملاريا، إلى جانب الناموسيات الواقية من لسعات البعوض، والأدوية الأساسية والمحاليل الوريدية اللازمة لدعم الحالات الحرجة. وحذرت غرفة الطوارئ من أن التأخير في التدخل ينذر بكارثة صحية حقيقية، داعية الجهات الرسمية والمنظمات الإنسانية ومانحي الدعم إلى التحرك الفوري لحماية المواطنين ومنع تفاقم الأزمة الصحية.يدورها أصدرت لجان مقاومة الثورة بالحارة الثامنة بيانًا شديد اللهجة اتهمت فيه وزير الصحة بولاية الخرطوم بالتقاعس عن أداء مسؤولياته في توفير الأدوية، في ظل انتشار واسع لحمى الضنك والملاريا داخل أحياء محلية كرري. وأشارت اللجان إلى أن هذا الوضع الصحي المتدهور يعكس أزمة أوسع يعيشها سكان مدينة أم درمان، الذين يفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة الكريمة، وعلى رأسها الرعاية الصحية الملائمة.وأكدت أن وزارة الصحة الولائية لا توفر الأدوية للمرضى، ما يدفع المواطنين إلى اللجوء للسوق الموازية للحصول عليها بأسعار وصفتها اللجان بأنها “فلكية وخرافية”، لا يمكن لغالبية السكان تحملها. واعتبرت اللجان أن هذا الواقع يفاقم من معاناة المواطنين، ويضع حياتهم في مواجهة مباشرة مع الأوبئة دون حماية أو دعم رسمي.وانتقدت لجان المقاومة موقف وزير الصحة الولائي، واصفة إياه بـ”المتفرج غير المبالي”، الذي يتجاهل تصاعد الأزمات الصحية ويترك المواطنين يواجهون الموت المجاني، على حد تعبيرها. وأضافت أن تفشي الملاريا وحمى الضنك بات يحصد الأرواح يومًا بعد يوم، في ظل غياب أي تدخل فعّال من الجهات الرسمية. The post نداءات استغاثة لإنقاذ سكان الخرطوم من الأمراض الفتاكة ونقص الأدوية appeared first on صحيفة مداميك.