بيان الرباعية.. قراءة في نص من مسرح العبث

Wait 5 sec.

بقلم: مجدي عبد القيوم (كنب)الرباعية لا تملك سلطة اصدار قرارات فهي مجرد تحالف وليس هيئة دولية* الرباعية غير مؤهلة للحديث عن الدؤمقراطية والحكم المدني* هل فعلا امريكا ترفض الاسلاميين ام تبحث عن نسخة الجولاني؟على قيادة الدولة استعادة الموقف من جنيفخارطة الطريق ينبغي ان يضعها الشعب السودانيمن الواضح ان الدوائر الاستعمارية وحلفاءها لا تنشط في الملف السوداني الا بعد كل هزيمة ساحقة للمليشيا التي تمثل ذراعها العسكري وتوشك ان تذهب بريحها الى حيث ينبغي ان تبقي كصفحة في تاريخ الجماعات الرعوية التي ارتبطت بتخريب الحضارات الانسانية كما يقول لنا التاريخ.البيان الصادر عن الرباعية بشان الازمة السودانية والذي تباينت ردود الافعال حوله شأن اي موقف متصل بالازمة حري بان يكون نصا من مسرح العبث.هل من عبث اكثر من ان تمول وتسلح مليشيا وتدعمها بكافة اشكال الدعم اللوجستي ثم تطالب بضرورة ايقاف تدفق السلاح؟هل من عبث يفوق عبث وضع السيناريوهات لتقسيم الدول لنهب مواردها ثم تتحدث عن ضرورة وحدتها؟هل من عبث يمكن ان يتجاوز عبث المطالبة بحماية المدنيين وانت تطبق عليهم الحصار الخانق حتى باتوا بأكلون من خشاش الارض؟هل من عبث اكثر من ان تنادي بالحكم المدني والديمقراطي وانت تجلس على سدة حكم ملكي تتوارثه عائلة تملك كل شيء؟باديء ذي بدء كاتب المقال لا يرحب باي جهد يزعم انه يبتغي إيقاف نزيف الدم وخلق الاستقرار، بل يرحب بالجهد المخلص والذي بينه وبين “المزاعم” مسافة ابعد مما بين الثرى والثريا.قطعا في السياسة لا حديث عن النوايا انما الشواهد والوقائع المحضة.تاسيسا على ذلك نتناول بيان الرباعيةالبيان من جهة احتفت به القوى المرتبطة بالدوائر الاستعمارية الداعمة للمليشيا التي تتدثر بقناع محاربة الاسلاميين وتتخفى تحت شعارات ثورة ديسمبر المجيدة وتتمشدق بها دون ادنى معرفة بالنظرية الثورية حتى دعك عن التزام بحزب ثوري، ومن ناحية اخرى تشككت به وبتاثيره على المشهد السوداني ومن قبل اهدافه القوى الوطنية التي تدافع عن الدولة ومؤسساتها وتناهض المشروع الاستعماري الذي يبتغي تفكيك وتقسيم البلاد لنهب مواردها.غني عن القول ان تحالف دول الرباعية ليس هيئة اممية تملك الحق في اصدار القرارات النافذة والملزمة وبالتالي لا بعتد بما يصدر عنه وهو في احسن الاحوال محض تحالف للصوص الموارد بقيادة ‘علي بابا’لن نستعرض ما ورد في نص البيان فهو مبذول للكافة ولكننا ندلف اليه من منطلق الموضوعية ونطرح استفهامات يغرضها المنطق السليم.ثمة اسئلة تطرح نفسها وتشكك في صدقية اهداف تحالف الرباعية اولها هل هذه الدولة بما في ذلك امريكا نفسها مؤهلة اخلاقيا للحديث عن الديمقراطية والحكم المدني؟ام يصدق عليها الماثور السوداني “غلفاء وشايلا موسي تطهر”؟هل حقيقة هي تنطلق من دواعي انسانية متصلة بالحرص علي حياة المدنيين ؟ام ان غزي باعين قادة تلك الدول اصابها بالعوار فلم تري ما يحدث في الفاشر التي اعاد اهلها سيرة ومأثرة سكان ستالينغراد ؟ولا نقول ‘غزة’ التي يعمل دعاة حقوق الانسان علي تهجير سكانها قسرا لتحويلها الي ‘ريفيرا’ بمولها اباطرة المالوالبترودولار من لصوص العالم الذين يسرقون عرق البسطاء من شعوبهم ليراكمون الثروات .هل امريكا نفسها فعلا تسعي الي ابعاد الاسلاميين عن الحكم ام ان ذلك جزء من ادوات اللعبة الي حين استنساخ جولاني سوداني؟نسخة سودانية تتفرج علي تدمير الجيش وتفكيكه وتغض الطرف عن تجزأة البلاد وتسمح لدول الجوار بتجاوز الحدود وبناء مراكز الدفاع المتقدمة وربما تدس انفها في شؤون مكونات المجتمع السوداني بذريعة حمايتها استجابة لاستغاثتها.هل اوشك اوان تغيير الترزي الذي كان يفصل بدل زينسكي والجولاني لاحد قادة المليشيا من عتاة الاسلاميين المنتمين لتيار دولة النهر والبحر والذي هو التيار الغالب في تركيبة المليشيا القيادية ؟ ام ان كرزاي السوداني اضحي قاب قوسين من العودة لقصر غادره طائعا مختارا دون ان “يعبر” تشيعه لعنات كثر كانوا ينتظرونه في نهاية “النفق”.ان كانت دول الرباعية تعتقد ذلك فيبدو انها لا تعرف الشعب السوداني او ان بريطانيا حجبت عنها بعض الوثائق فتاهت خطاها علي دروب السودان الوعرة.تلك اسئلة ليست عصية علي الاجابة ولا مشاهدها خافية الا علي اعين تنكر ضوء الشمس في رابعة النهار من رمد.ينبغي علي الدولة ان تغض الطرف عما جاء في بيان لصوص الموارد ولا تعيره ادني اهتمام وعليها الاستفادة من تجربة التعامل مع لقاء جنيف وعليها ان تدرك ان اي تراجع عن المواقف سيكلفها الكثير وسيجعل انشوطة دول الاستعمار تطبق علي رفبتها اكثر ولنا في تجارب الدول المحيطة عبرة فعلي حد علمنا لم يكن الاسلاميبن يحكمون العراق ولا ليبيا ولا سوريا ولا اليمن.انه ذات السيناريو ضغوط وعقوبات واصابع تجيد حياكة المؤامرات.بجب على مناصري الدولة من مناهضي المشروع الاستعماري بمختلف منطلقاتهم الغكرية الاحتشاد والالتفاف نحو الغايات النبيلة في الزود عن حياض الوطن وتنحية الخلافات جانبا وعلي الدولة ان تفسح المسارات للقوي الشبابية الناهضة لترسم معالم الطريق الجديد المؤدي الي دولة المواطنة.عن اي خارطة طريق تتحدث دول هي نفسها التي اغلقت الطرق التي تؤدي الي الاستقرار امام السودانيين؟خارطة الطريق يرسم معالمها الشعب السوداني فهو ادري بشعابها وازقتها وحواريها ومناخاتها وكذلك ملامح وألسنة وقيم مكوناتها والمصاهرات بين تلك المكوناتخارطة الطريق غير موجودة في”اطلس” السودان القديم ولا في مخيلة ساسة يعرضون بضاعتهم في مزادات المواقف او اولئك الذين يجترون ذكريات الأزمنة الغابرة ويعيشون علي صدي الذكري دعك عن اجهزة الاستخبارات الاجنبية بل هي لدي شباب اليوم وصناع الغد.شباب اليوم من اقصي اليمين الي اقصي اليسار الذي ينتظم في صفوف مناهضة المشروع الاستعماري ولا يترك مساحة “لشبطان التفاصيل” للتسرب بين الصفوف فان المعركة معركة وجود وله في تاريخ الشعوب التي ابت الضيم عبرة.The post بيان الرباعية.. قراءة في نص من مسرح العبث appeared first on صحيفة مداميك.