منحت الأكاديمية السويدية جائزة نوبل في الأدب لعام 2025 للكاتب المجري لاسلو كراسنهوركاي “عن منجزه الأدبي الآسر والرؤيوي الذي يؤكد، في خضمّ رعبٍ ينذر بنهاية العالم، قوّة الفن”.وصفت الأكاديمية السويدية الكاتب الهنغاري لازلو كراسنهوركاي بأنه “كاتب ملحمي عظيم يندرج في تقليد أوروبا الوسطى الممتد من كافكا إلى توماس بيرنهارد، ويتمّيز بالعبثية والمغالاة الهزلية”.وتابعت “لكن ثمة أكثر من وجه لنتاجه، وهو يتطلع أيضاً إلى الشرق باعتماده نبرة أكثر تأملاً وأكثر رهافة في تعابيره”.ولد كراسنهوركاي عام 1954 في بلدة جيولا الصغيرة جنوبي شرق المجر قرب الحدود الرومانية، ونشأ في أسرة يهودية من الطبقة الوسطى، واستلهم كثيراً من تجاربه في ظل الحكم الشيوعي، ومن أسفاره بعد مغادرته المجر للمرة الأولى عام 1986 إلى برلين الغربية آنذاك.وتستقطب كتبه قراء خصوصاً في ألمانيا حيث عاش على مدى سنوات، وفي المجر حيث يعتبر من أعظم كتاب البلاد على قيد الحياة.،كراسنهوركاي خلال مشاركته في مهرجان “ليتيراتوره” الدولي في استادو بالاتينو بالعاصمة الإيطالية روما، في 8 يوليو/تموز 2025.وبدأ مسيرته الأدبية عام 1985 بروايته الأولى “تانغو الخراب” (Satantango)، التي صوّرت مجموعة من القرويين الفقراء في مزرعة مهجورة قبيل سقوط الشيوعية.حققت الرواية نجاحاً واسعاً في المجر، ووصفت بأنها من أبرز الأعمال الأدبية في أوروبا الشرقية، ثم تحولت إلى فيلم صوّر بالأبيض والأسود عام 1994 أخرجه بيلا تار.يعدّ ثاني كاتب مجري يفوز بالجائزة بعد إيمري كيرتس الذي نالها عام 2002.ونال كراسنهوركاي “جائزة مان بوكر الدولية” عام 2015، كما فازت روايته “تانغو الخراب” بـ”جائزة أفضل كتاب مترجم” في فئة الرواية عام 2013.ترسخت مكانته كأحد أبرز كتّاب الأدب الحديث في أوروبا، مع روايات مثل “كآبة المقاومة” (1989) التي وصفتها الناقدة الأمريكية سوزان سونتاغ بأنها “رواية نهاية العالم”، و”حرب وحرب” (1999) التي تتناول رحلة أمين أرشيف بسيط من بودابست إلى نيويورك في محاولة لنشر ملحمة قديمة.أما روايته “بارون وينكهايم يعود إلى الديار” (2016)، فتركز على حكاية نبيل عجوز يعود من المنفى إلى بلده مدفوعاً بحب قديم، وتعد من أكثر أعماله طرافة وسخرية.صدر الصورة،Niklas Elmehed © Nobel Prize Outreachويمتد تأثير كراسنهوركاي أيضاً إلى الشرق الأقصى، إذ ألهمته رحلاته إلى الصين واليابان كتابة أعمال مثل “جبل شمالاً، بحيرة جنوباً، طرق غرباً، نهر شرقاً” (2003)، و”سيوبو هناك في الأسفل” (2008)، وهي مجموعة من القصص المستوحاة من الأسطورة اليابانية حول “سيوبو”، حارسة الحديقة التي تثمر كل ثلاثة آلاف عام فاكهة الخلود.وقال الكاتب نفسه عن أسلوبه الصعب والمتطلب بأنه يعكس “التمعن في الواقع إلى حد الجنون”، كما وُصف بـ”الهوسيّ” بسبب ميله إلى كتابة جمل طويلة وفقرات قلما تنتهي.روايته الصادرة عام 2021 بعنوان “هيرشت 07769” وصفت بأنها من أبرز الروايات المعاصرة، لما قدمته من تصوير دقيق للاضطرابات الاجتماعية في ألمانيا قبيل جائحة كورونا. وتدور أحداثها في بلدة صغيرة بولاية تورينغن، تعصف بها الفوضى والعنف والحرائق المتعمدة.وجاء في وصف دار النشر البريطانية “ذا سيربنتز تايل” لأحداث الرواية: “فلوريان هيرشت، عملاق طيب القلب، يتيم تبنّاه نازي جديد ودرّبه على تنظيف الشعارات الجدارية. أما رئيسه، المولع بموسيقى باخ، فيغضب لأن مجهولين يرشّون رموز الذئب على النصب التذكارية للمؤلف الموسيقي في مدينتهم شرق ألمانيا”.وفي أحدث رواياته الساخرة “زشيمله أودافان”، يعود كراسنهوركاي إلى المجر من خلال شخصية العم جوزي كادا، البالغ من العمر 91 عاماً، الذي يخفي سراً يجعله صاحب حق في العرش، لكنه اختار أن يختفي عن العالم.نوبل الآداب خلال العقد الماضيومنذ تأسيسها عام 1901، منحت جائزة نوبل في الأدب 118 مرة، نالتها 18 امرأة فقط. وكانت الجائزة في العام الماضي من نصيب الكاتبة الكورية الجنوبية هان كانغ.وهنا لائحة بأسماء الفائزين بجائزة نوبل للآداب خلال الأعوام العشرة الأخيرة:– 2025: لازلو كراسناهوركاي (المجر)– 2024: هان كانغ (كوريا الجنوبية)– 2023: يون فوسه (النروج)– 2022: أنّي إرنو (فرنسا)– 2021: عبد الرزاق قرنح (مولود في تنزانيا ومقيم في بريطانيا)– 2020: لويز غلوك (الولايات المتحدة)– 2019: بيتر هاندكه (النمسا)– 2018: أولغا توكارتشوك (بولندا)– 2017: كازوو إيشيغورو (بريطانيا)– 2016: بوب ديلان (الولايات المتحدة)– 2015: سفيتلانا أليكسييفيتش (بيلاروس)The post الأكاديمية السويدية تمنح جائزة نوبل في الأدب لعام 2025 للكاتب المجري لاسلو كراسنهوركاي appeared first on صحيفة مداميك.