ناظورسيتي: متابعة في مشهد مأساوي جديد يعيد إلى الواجهة مأساة الهجرة غير النظامية عبر مضيق جبل طارق، عثرت عناصر الحرس المدني الإسباني صباح اليوم الجمعة على جثة شاب يرتدي بدلة غطس خضراء تطفو على مياه البحر بالقرب من شاطئ الريفيرا بمدينة سبتة المحتلة. وأفادت مصادر محلية أن عملية الانتشال تمت حوالي الساعة التاسعة صباحًا، بعد أن لاحظت وحدة من الخدمة البحرية للحرس المدني الجثة تطفو على مقربة من الساحل، ليتم إشعار فرق الغواصين التابعة لمجموعة الأنشطة الخاصة تحت الماء (GEAS) التي تولّت إخراج الجثة ونقلها إلى الميناء للصيانة الطبية الأولية. (adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({}); وكشفت المعطيات الأولية أن الجثة تعود إلى شاب جزائري يبلغ من العمر 23 عامًا، كان قد تُوفي قبل أكثر من 15 يومًا، وقد تم العثور بحوزته على وثائق تعريفية ساعدت في تسريع عملية تحديد الهوية، ما سيسمح — بحسب مصادر التحقيق — بتبليغ أسرته وإنهاء معاناتها مع الغياب المجهول. السلطات الإسبانية أوضحت أن الوفاة يُرجح أن تكون نتيجة محاولة فاشلة لعبور البحر سباحة نحو سبتة، في إطار موجة متزايدة من محاولات التسلل التي تشهدها المدينة خلال الأسابيع الأخيرة، سواء عبر السباحة أو بمساعدة قوارب صيد مغربية صغيرة تُستخدم في العبور السري. وأشارت تقارير إعلامية إلى أن هذه الجثة تُعد الضحية رقم 36 التي يتم العثور عليها هذا العام في سواحل سبتة في سياق محاولات الهجرة، وهو رقم مقلق يعكس تزايد خطورة المسارات البحرية نحو أوروبا. وخلال الأشهر الماضية فقط، تم تسجيل عشرات الوفيات والمفقودين، أبرزها في شهر شتنبر حين تم انتشال 12 جثة، من بينها طفلان في الخامسة عشرة من العمر. كما سبق أن شهدت سواحل المدينة خلال يناير الماضي العثور على خمس جثث، يُعتقد أن أصحابها كانوا ضحايا عملية تهريب فاشلة عبر قارب صيد انقلب في عرض البحر. وتصف وسائل الإعلام المحلية الوضع في سبتة بأنه الأسوأ منذ سنوات، حيث يعيش البحر على وقع اكتشافات شبه أسبوعية لجثث مهاجرين، في وقت تبقى عائلات كثيرة في المغرب والجزائر دون أي خبر عن أبنائها الذين اختفوا خلال محاولاتهم لعبور الحدود المائية نحو الحلم الأوروبي. وتواصل المصالح المختصة جمع عينات الحمض النووي (DNA) من الجثث المجهولة لمطابقتها مع البيانات التي تقدمها أسر المفقودين في محاولة لتحديد الهويات، غير أن البحر ما يزال يحتفظ بأسراره، ومع كل موجة جديدة، يطفو على السطح دليل جديد على مأساة إنسانية تتكرر بصمت كل يوم عند أبواب أوروبا.