تحت الحصار… الاغتصاب والقتل جرائم ضد الانسانية

Wait 5 sec.

محررو مداميكتتفاقم معاناة النازحون السودانيون في شمال دارفور وتتضاعف يوما بعد يوم بسبب الحصار منذ عام ونصف ؛ مما أدى إلى تدهور كبير في الأوضاع الإنسانية. و ازدادت حدة أزمة الجوع، وانتشرت الانتهاكات، بما في ذلك التعذيب والاغتصاب والاختطاف، مما دفع الكثيرين إلى مغادرة المدينة هربًا من بطش مليشيا الجنجويد إلى معسكرات النزوح مثل معسكر طويلةافادات موثقة:وطبقا لرواية قابلة تابعة لإحدى المنظمات الطوعية في طويلة، شمال دارفور،  فأن حالات الاغتصاب مستمرة وقالت بالتزامن مع هجوم المليشيا على معسكر زمزم استقبلنا عشرات الحالات منهم من تعرضن للاغتصاب المتكرر خلال فرارهن من معسكر زمزم، والذي كانت قوات الدعم السريع وحلفاؤها تحاصره وتهاجمه منذ أكثر من عام.هاجمت قوات الدعم السريع مخيم زمزم قبل خمسة اشهر ، مما أدى إلى نزوح حوالي 380 ألف شخص إلى طويلة ،في غضون خمسة أسابيع فقط، سعى أكثر من 300 ضحية وناجٍ من العنف الجنسي إلى الحصول على الرعاية في المرافق التي تدعمها المنظمات الطوعية في طويلة.ذاكرة الوجع:وروت احدى القابلات التي تتمتع بخبرة كبيرة تجاوزت ال(18)عاما في منظمة أطباء بلا حدود، وقالت تم استدعائي على وجه السرعة إلى غرفة الطوارئ، حيث كانت ضحايا العنف الجنسي يتوافدون اليها بأعداد كبيرة عقب الهجوم على مخيم زمزم.امتلأت الغرفة بنساء يصرخن، معظمهن في حوجة الى رعاية بعد تعرضهن للاغتصاب،وفي خضم ذلك جلست عائشة ذات الاثنا عشر ربيعا صامتة، بالكاد تجرؤ على النظر الى القابلة وأوضحت للقابلة أن المتحرش بها سألها في البداية إذا كانت تنتمي إلى قبيلة الزغاوةقالت أنكرت الأمر، لكن القائد هددني بالقتل و حاولت والدتي الدفاع عني لكنه أمر سائقه بدهسها بالعربة واسلمت الروح على الفور أمام عيني. بعد ذلك، اقتادني إلى مكان واغتصبني مرارًا وتكرارًا. لم يُعِدني سائقه إلى أمي المتوفاة والآخرين الهاربين معنا إلا عندما حضرت قوة عسكرية أخرى ،و تُواصل عائشة سردها وضعنا جثة أمي على حمار وواصلنا رحلتنا الى طويلة وأشارت بيدها نحو جثمان والدتها المسجي بالدماء في مشهد تتقطع له الاوصال.استهداف عرقي:ومنذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 استُهدفت الجماعات العرقية غير العربية، بما فيها المساليت والزغاوة والفور، والذين نجوا من العنف في دارفور قبل عقدين من الزمان، وتُسيطر قوات الدعم السريع، التي تُحاصر الفاشر الان على غالبية ولايات إقليم دارفور وعلى معظم طرق الخروج من المدينة، مع مهاجمةً كل من يحاولون الفرار ويشمل ذلك المجتمعات التي تُواجه الاغتصاب والتعذيب، بل وحتى القتل على طول الطريق.*ارقام التردد:*وبحسب تقرير خاص بمنظمة أطباء بلا حدود في لم يتلقَّ سوى تسعة ضحايا/ناجين الرعاية بين يناير ومارس خلال العام الجاري بمستشفى طويلة. وارتفع هذا العدد بشكل حاد إلى (121) بين أبريل ويونيو، وبلغ (339) في يوليو وأغسطس.ومع مساهمة أنظمة الإحالة المُعززة في تفسير جزء من هذه الزيادة، تشير الأرقام إلى تحسن في فرص الحصول على الرعاية، بالإضافة إلى مدى انتشار العنف الجنسي داخل مخيم دالي للنازحين في طويلة، ولاية شمال دارفور في أغسطس من العام الجاري.وأفاد العديد من الضحايا والناجين بتعرضهم لاعتداءات وحشية شنّها مسلحون متعددون أثناء محاولتهم الفرار. ولم تتوقف الاعتداءات مع هجوم زمزم، بل يشهد كل أسبوع حلقات جديدة من العنف في الفاشر ومحيطها، مثل تزايد القصف والهجمات على مخيم أبو شوك للنازحين، وكشف التقرير عن وصول ضحايا وناجين جدد إلى طويلةتحول في نمط الاعتداء:ويقول التقرير “في أبريل ومايو، كانت معظم الناجيات من النساء والفتيات اللواتي وصلن خلال (72)ساعة من الهجمات. وبحلول أغسطس، تقدمن لاحقًا بدعم من المراكز المجتمعية التابعة للمنظمة.وطبقا للتقرير لا يزال العنف الجنسي ضد الرجال مسكوت عنه إلى حد كبير فالوصمة والخوف يُبقيان الكثيرين صامتين، واشار لوجود تلميحات خلال المحادثات والاستشارات، عندما يطلب الناس الرعاية لقضايا أخرى، بأن هذا الأمر مستمر”.الوصمة والخوف:ونبه تقرير أطباء بلا حدود الى ان الوصمة والخوف يجعلان الكثيرين يلتزمون الصمت، ولكن هناك تلميحات خلال المحادثات والاستشارات عندما يسعى الناس للحصول على الرعاية لقضايا أخرى، بأن هذا النوع من العنف الجنسي مستمر وسط الرجال .ويشير التقرير الى عوائق هائلة تحول دون الحصول على الرعاية الطبية، وكشف عن سعي أكثر من (600)ضحية وناجٍ من العنف الجنسي الى الحصول على الرعاية في المرافق الصحية التي تدعمها منظمة أطباء بلا حدود في الفترة من أبريل إلى أغسطس 2025 في منطقة شمال دارفور التي مزقتها الصراعات.وأوصى التقرير بعدم تجاهل الانتهاكات الوحشية في دارفور وشدد على ضرورة توثيقها واتخاذ إجراءات عاجلة بشأنها ، ودعا الجهات المانحة الإنسانية والمنظمات وجميع الجهات المعنية للعمل بشكل عاجل لاستعادة الخدمات المقدمة للضحايا والناجين وتوسيع نطاقها، وتعزيز إجراءات الحماية والمساءلة.وتمسك بضرورة حماية المدنيين ومحاسبة مرتكبي العنف الجنسي.دعوات للتحرك الدولي :وقالت احدى القابلات تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود ان الناجون يحتاجون بشدة إلى دعم شامل ومجاني وفي الوقت المناسب، بما في ذلك الرعاية الطبية والمساعدة النفسية والاجتماعية ونوهت الى ان الناجون يواجهون فظائع لا هوادة فيها. لا يمكن للعالم أن يتجاهلها.ووسط تلك الملابسات دعت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان إلى تحرك دولي عاجل لوقف العنف وتقديم المساعدات الإنسانية للنازحين.و تعمل المنظمات الإنسانية على تقديم المساعدات للنازحين، ولكنها تواجه تحديات كبيرة في الوصول إلى المناطق المتضررة بسبب الحصار والعنف .The post تحت الحصار… الاغتصاب والقتل جرائم ضد الانسانية appeared first on صحيفة مداميك.