وائل محجوب• إدانة المحكمة الجنائية الدولية لكوشيب اليوم في ٢٧ من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ولغ فيها بدارفور منذ اندلاع الحرب في العام ٢٠٠٣م وحتى سقوط نظام الإنقاذ، بخلاف كونها انتصار لضحايا الحرب وذويهم وتضميد لجرح ظل مفتوحا لما يقارب ربع قرن من الزمان، فهي تأكيد أن سنن الإفلات من العقاب يمكن انهائها، واقتياد المجرمين لساحات المحاكم، وإن تقاصرت عنهم أيدي العدالة في بلادنا.• لقد تضمنت الاتهامات التي تمت إدانة كوشيب بارتكابها، القتل والاغتصاب والاضطهاد العرقي، وتنفيذ مذابح على أسس عرقية، وغيرها من الاتهامات، وهي كافية لتصوير الجحيم الذي عاشته ولايات دارفور خلال تلك الحرب.• غالبية الجرائم التي تمت إدانة كوشيب بارتكابها في دارفور، شهدتها حرب الفظائع الحالية، بل شهدت ما هو أفظع منها، بعدما أفلت من أجرموا بحق شعبهم من السجون، وتجتهد آلة إعلامية جبارة حاليا لتحويلهم لأبطال بالكذب والتضليل الإعلامي، بينما يمارسون ويمارس انصارهم، كل ما يتاح لهم من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.• فليعلم من تورطوا بهذه الجرائم أنه سيأتي يوم لن يجدوا من يتصدى لحمايتهم، ولن يكون مصيرهم كوالغين فيها أفضل من مصير كوشيب، الذي أنكر حتى ذأته وأسمه وصفاته أمام المحكمة لينجو من العقاب، ولكن تراكمت الأدلة والشهود والبينات أمام منصة القضاء، بما هزم كل محاولات إفلاته والتلاعب بالمحكمة، وسيدفع ثمن ما أقترفت يداه.• لابد أن كوشيب ظل يتساءل طوال فترة حبسه ومحاكمته؛ ترى أين من دفعوه لهذا الطريق اليوم، وجلهم ما بين مطارد ومختف وعاجز عن الظهور العلني، هربا من أيدي العدالة وطلبا للسلامة الشخصية، التي لن ينجيه منها انقلاب أو اشعال الحروب، هذه العدالة التي سيواجهونها ولن يحجبهم عن ساحاتها خلاف أن يسترد المولى ودائعه، طال الزمان أم قصر.• هذا اليوم هو انتصار كبير لملايين السودانيين، الذين يواجهون ذات الظروف على أيدي مجرمي الحرب، الذين انتهكوا كافة قواعد القانون الدولي الإنساني، في حرب ابريل ٢٠٢٣م الكالحة، وهي رسالة بأوضح الطرق وأكثرها مباشرة، لا سبيل للهروب من الجرائم، وهناك وجوه عديدة للعدالة، تلك الكلمة النافذة، وذلك المعنى الواضح، الذي يفرون منه فرار السليم من الأجرب.The post الحكم علي كوشيب : انتصار لضحايا الحرب وتضميد لجراح ربع قرن appeared first on صحيفة مداميك.