بالمسيّرات.. بصمات أوكرانية في الهجوم على اسطول الصمود العالمي

Wait 5 sec.

الخرطوم: باج نيوزلا تزال أخبار اسطول الصمود العالمي الذي انطلق مطلع سبتمبر من إسبانيا مع حوالي 45 سفينة إلى قطاع غزة بهدف فك الحصار الإسرائيلي عنه، تتصدر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة بعد اعتراض البحرية الإسرائيلية لمعظم سفنه والسيطرة عليها، حيث أكدت هيئة البث الإسرائيلية في 3 أكتوبر الحالي أن سلاح البحرية أعلن سيطرته على السفينة مارينيت آخر سفن أسطول الصمود.ومع رحلة اسطول الصمود واعتراضها من قبل البحرية الإسرائيلية وما رافقها من تطورات، لاتزال تتكشف بعض المعلومات بين الحين والأخر التي تطرح إشارات استفهام كبيرة وتشير إلى ارتباطات بين قضية غزة واسطول الصمود وملفات دولية وإقليمية كثيرة.وسائل إعلام: مواطن كرواتي واثنين اخرين هاجموا اسطول الصمود بمسيرّةفي سياق متصل، وبحسب موقع “أفريكا انتيلجينس” فإن قوات الأمن التونسية ألقت القبض على مواطن كرواتي بتهمة تنفيذ هجوم على سفينة “فاميلي” أحد سفن اسطول الصمود، مما ألحق بها أضرار بالغة والتي كانت تقل نشطاء أوربيين.وبحسب الأمن التونسي فقد وقع الهجوم على بُعد خطوات من ميناء سيدي بوسعيد، وبفضل تسجيلات كاميرات المراقبة، تم رصد تحركات المشتبه به، وربط الصور بوثيقة هوية كرواتية لمواطن كرواتي يستأجر شقة في حيّ المعلّقة، على بُعد دقائق فقط من القصر الرئاسي. حيث أصدر وزير الداخلية خالد النوري أمراً بتفتيش الشقة واعتقاله. وبحسب المصادر فإن قوات الأمن وجدت في الشقة قنابل حرارية حارقة من طراز AN-M14 TH3 أمريكية الصنع.تقارير: تورط مواطن أوكراني وأخر مجهول الهوية بالهجوم على اسطول الصمودوبحسب مصادر محلية تونسية ووسائل إعلام، فإن التحقيقات كشفت بأن المواطن الكرواتي نفذ هجومه على السفينة باستخدام طائرة مسيّرة، كما تشتبه الأجهزة الأمنية في تورط شخصين آخرين في الهجوم أحدهما أوكراني الجنسية، دون تأكيد أي معلومات تتعلق باعتقالهما. ووفقاً لمصادر من داخل التحقيق تم الكشف عن وجود مستودع مسجل باسم المشتبه به الأوكراني، وكان يتم فيه تخزين أسلحة وطائرات مسيّرة، كما أنه على علاقة بالملحق العسكري الاوكراني لدى الجزائر أندري بايوك، الذي تم إثبات تورطه في أغسطس الماضي، بصفقة تهريب طائرات مسيّرة إلى ليبيا لحكومة عبد الحميد الدبيبة بإشراف وكيل وزارة الدفاع عبد السلام الزوبي آمر ميليشيا 111.ووفقاً لتقارير إعلامية واستخباراتية، فإن ثبوت تورط أوكرانيا وخبرائها العسكريين ومقاتليها في عدّة عمليات عسكرية وهجمات بالعديد من الدول الأفريقية يزيد من احتمالية صحة التقارير التي تتحدث عن تورط مواطن اوكراني بالهجوم على اسطول الصمود العالمي، خاصة وأن هناك معلومات تفيد بأن الهجوم تم تنفيذه باستخدام طائرة مسيّرة، والتي اشتهرت القوات الأوكرانية باستخدامها وتوريدها للعديد من الجماعات المسلّحة في أفريقيا وتدريبهم على استخدامها وخاصة في السودان والصومال ومالي وتشاد وليبيا وغيرها.وكان موقع “كييف إنديبيندنت” المتخصص بالشؤون الأوكرانية قد أكد في يونيو الماضي ارتفاع إيرادات شركات الطائرات بدون طيار الأوكرانية منذ عام 2023. وتصدّر العديد من الدول الأفريقية قائمة الدول الأكثر استيراداً لهذه الطائرات، بالتزامن مع تحول أوكرانيا لأكبر موّرد للطائرات المسيّرة لأفريقيا والشرق الأوسط.وبحسب الموقع، فإن تقرير من داخل الشركة المصنعة لمسيّرات TAF كشف عن بيانات حول حجم صفقات المسيرات التي تم إرسالها إلى عدد من الجماعات المسلحة في أفريقيا، حيث تصدرت جماعة “نصرة الاسلام والمسلمين” الإرهابية، والتي تنشط في مالي ونيجيريا وبوركينا فاسو قائمة المستوردين للمسيّرات الأوكرانية بـ ألف مسيّرة في أواخر عام 2024 فقط. يليها “تنظيم الدولة الإسلامية” الإرهابي في غرب إفريقيا بـ 700 مسيّرة في العام ذاته. وبحسب تقارير، فإن مجمع الصناعات العسكرية الأوكراني المعروف باسم ” أوكروبورونبروم” أوقف معظم أنشطته في أوكرانيا مع بداية عام 2022، وبدأ بنقل إنتاجه إلى الخارج وخاصة الإمارات، التي وسعت تعاونها معه بشكل كبير. وفقاً لتقارير استخباراتية نقلاً عن مصادر من داخل المجمع، فإن الإمارات المتحدة استوردت كميات كبيرة من الطائرات المسيّرة العسكرية والمدنية خلال العاميين الماضيين. وبحسب المصادر فإن التعاون شمل استيراد الطائرات المسيّرة المدنية التي ترسلها الإمارات لقوات “الدعم االسريع”. وبحسب المعلومات شملت عقود وصفقات شراء الطائرات المسيرة، توفير خبراء عسكريين أوكران لتدريب “قوات الدعم السريع” على استخدامها.وبحسب العديد من الخبراء فإن التدخل الخارجي والأوكراني تحديداً في أفريقيا، لعب دوراً مؤثراً بنشوب النزاعات والحروب الداخلية وإطالة أمد الصراع، في تلك البلدان وخاصة السودان.خبير: دول عدّة تستخدم المرتزقة الأوكران لتنفيذ أجنداتها وتحقيق أهدافهافي السياق ذاته قال الباحث المتخصص بالنزاعات الدولية في معهد السياسة الأفريقية للدراسات، محمد سعيد الأزرعي بأنه بعد الخسائر المتتالية للقوات الأوكرانية على الجبهة الشرقية في حربها مع روسيا، بالتزامن مع تهديدات القوى الغربية بقطع الإمدادات العسكرية والمالية عن كييف في حال خسارتها للمعركة جعل من القيادة الأوكرانية وقواتها تخضع للقوى الغربية وتأتمر بأمرتها وتعمل كمرتزقة لديها. وهذا ما أثبتته التقارير الإعلامية والاستخباراتية واعترافات المسؤولين الأوكران حول النشاط التخريبي للقوات الأوكرانية في عدّة دول أفريقية كالسودان والصومال ومالي وليبيا وغيرها.وبالتالي وفقاً لأزرعي فإنه من المرجح أن إسرائيل كغيرها، استخدمت أحد عناصر المرتزقة الأوكران في تونس بتنفيذ الهجوم على اسطول الصمود العالمي الذي كان متوجهاً إلى غزة.وكانت جمهوريتا مالي والنيجر قد أعلنتا في 4 و6 أغسطس الماضي، على التوالي، قطع العلاقات الدبلوماسية مع أوكرانيا بسبب دعم الأخيرة للجماعات الإرهابية. وخاصة بعد إقرار المتحدث باسم وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية أندريه يوسوف حينها بضلوع أوكرانيا في هجوم أسفر عن مقتل جنود ماليين وبعض المدنيين.وكان المتحدث الرسمي باسم سلاح الجو الأوكراني إيليا يفلاش، كتب عبر صفحته على فيسبوك، بأن مدربي ومشغلي الطائرات بدون طيار من القوات المسلحة الأوكرانية يقدمون الدعم لـ”الدعم السريع”. وبحسب يفلاش فإن: “كييف ملتزمة بأكثر من 30 عقدا عسكرياً في أفريقيا”وكان أسطول الصمود العالمي قد انطلق مطلع سبتمبر/أيلول من إسبانيا مع حوالي 45 سفينة على متنها مئات الناشطين المؤيدين للفلسطينيين من أكثر من 40 دولة مثل السويدية غريتا تونبرغ، وبينهم سياسيون ولا سيما النائبة الأوروبية الفرنسية ريما حسن، وتحمل هذه السفن حليب أطفال ومواد غذائية ومساعدات طبية إلى قطاع غزة الخاضع لحصار إسرائيلي مطبق.