الميكروبات المجمدة منذ آلاف السنين تستيقظ في القطب الشمالي.. هل يهددنا الماضي السحيق؟!

Wait 5 sec.

في تطور علمي مثير، نجح باحثون من جامعة كولورادو بولدر في إحياء كائنات دقيقة كانت متجمدة في التربة الصقيعية بألاسكا منذ نحو 40 ألف عام، ما يحمل في طياته تحذيرات خطيرة للبشرية. عندما أذاب العلماء العينات المجمدة في المختبر، لاحظوا أن هذه الميكروبات لم تنشط فورا، بل استغرقت عدة أشهر قبل أن تبدأ في التكاثر وتشكيل مستعمرات مزدهرة. ويثير القلق أن هذه الكائنات قد تحمل مسببات أمراض قادرة على إطلاق أوبئة جديدة. وجمع الفريق العلمي عينات من نفق أبحاث التربة الصقيعية قرب فيربانكس في ألاسكا، حيث يعود عمر جدران النفق إلى آلاف السنين. وفي المختبر، أجرى الباحثون تجاربهم من خلال إضافة الماء إلى العينات ووضعها في درجات حرارة تحاكي ظروف صيف ألاسكا.وكشفت التجارب أن هذه الكائنات لا تستيقظ فورا من سباتها الطويل، بل تحتاج إلى عدة أشهر قبل أن تبدأ النشاط والتكاثر، وهو ما وصفه الباحثون بـ "الاستيقاظ البطيء". وُجد أن بعض الميكروبات تستبدل خلية واحدة فقط من بين كل 100 ألف خلية يوميا في البداية.ومع مرور الوقت، تبدأ هذه المجتمعات الميكروبية في تشكيل مستعمرات نشطة وقوية، وتكوّن أغشية حيوية لزجة يصعب إزالتها. وحذر الدكتور تريستان كارو، المؤلف الرئيسي للدراسة، من أن "هذه العينات ليست ميتة بأي حال من الأحوال". ويثير هذا الاكتشاف عدة مخاوف علمية، منها قدرة هذه الكائنات على إطلاق غازات دفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان مع استئناف نشاطها، مما قد يفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري.أما المصدر الأكبر للقلق فيتمثل في إمكانية احتواء هذه الميكروبات على مسببات أمراض قديمة تشكل تهديدا للبشرية. ورغم أن الباحثين يؤكدون أن الميكروبات التي أعيد إحياؤها "على الأرجح" لا تستطيع إصابة البشر، إلا أنهم حذروا من أن ذوبان الجليد في القطب الشمالي قد يطلق فيروسات أو بكتيريا قادرة على إحداث جوائح جديدة.وتشكل التربة الصقيعية نحو ربع مساحة اليابسة في نصف الكرة الشمالي، وتوصف بأنها "مقبرة جليدية" تحتفظ بكميات هائلة من الكائنات المجهرية القديمة. ومع استمرار ارتفاع درجات الحرارة العالمية وتمدد فصول الصيف في القطب الشمالي، يزداد خطر استيقاظ هذه الكائنات المجمدة منذ آلاف السنين.وتفتح هذه الدراسة الباب أمام فهم أعمق لتأثيرات تغير المناخ، لكنها في الوقت نفسه تذكّر بأن ذوبان الجليد لا يهددنا بارتفاع منسوب البحار فقط، بل قد يوقظ كائنات من الماضي السحيق تحمل مخاطر غير متوقعة لصحة الإنسان والبيئة عالميًا.المصدر: ديلي ميل