كوريا الشمالية تكشف عن المدمّرة "تشوي هيون".. خطوة جديدة لتعزيز قدراتها البحرية

Wait 5 sec.

أعلنت كوريا الشمالية عن جاهزية مدمّرتها الحديثة "تشوي هيون" لدخول الخدمة، في خطوة تُعد تقدما ملموسا في تطوير قدراتها البحرية وتعزيز أسطولها العسكري. تسلّط هذه الخطوة الضوء على عزم بيونغ يانغ على استعراض قوتها البحرية ومواجهة قوات الولايات المتحدة وحلفائها في المحيط، وفق ما نقلت صحيفة غربية متخصّصة. وفي المقابل، أفادت وسائل الإعلام الحكومية في كوريا الشمالية بأن الزعيم كيم جونغ أون تفقد المدمّرة "تشوي هيون" وأعلن جاهزيتها للنشر.وتُعتبر "تشوي هيون" سفينة حربية حديثة مصممة للعمل بعيدا عن المياه الساحلية لكوريا الشمالية، وتمثل قفزة نوعية في قدرات بيونغ يانغ البحرية. وتبلغ إزاحة السفينة ما بين 5,000 و5,500 طن، مما يجعلها تطورا ملحوظا مقارنة بالفرقاطات والكورفيتات السوفيتية القديمة التي شكلت العمود الفقري للأسطول الكوري الشمالي لعقود. ويشير تحليل صور فضائية وتصاميم مرصودة إلى أن المدمّرة تتميّز ببنية علوية مزدوجة الطوابق وميزات للحدّ من كشف الرادارات، إضافة إلى منصتي إطلاق عمودية متعددة الخلايا في مقدمة السفينة ومؤخرتها، ما قد يسمح بتحميل نحو 64 إلى 76 صاروخا. ولم تُعلن بيونغ يانغ رسميا عن تفاصيل تسليح السفينة.ويرجّح مراقبون أن وجود خلايا الإطلاق العمودية يشير إلى إمكانية توافقها مع منظومات صاروخية مثل "كي إن-27" أو "هواسونغ-2" التي تُنسب إليها مزاعم مدى يفوق 1,500 كيلومتر؛ وهو ما يضع احتمال توجيه ضربات لمسافات بعيدة، تشمل أجزاء من اليابان وكوريا الجنوبية وحتى القواعد الأمريكية في غوام، من المياه الدولية دون الحاجة لاختراق ممرات دفاعية ساحلية.كما رصد المحلّلون نظاما واحدا على الأقل للدفاع القريب من نوع CIWS يُشبه نظام AK-630 الروسي مركّبا على الطوابق العلوية، فيما يُفترض أن المدفع الرئيسي يعادل مدفعا بحريا بعيار 127 ملم قادرا على مهام مهاجمة أهداف بحرية وقصف ساحلي.أما منظومة الدفع فلا تزال من أكثر عناصر الفئة الجديدة غموضا؛ وبالنظر إلى محدودية الخبرة المحلية في تطوير توربينات بحرية عالية الأداء، يرى معظم المحلّلين أن المدمّرة المرجّح أن تعمل بمحركات ديزل تقليدية، ما قد يقيد مدى عملياتها وسرعتها، لكنه لا يمنعها من تنفيذ مهام دورية في المياه الإقليمية —خصوصا في بحر اليابان وبحر الصين الشرقي— وربما أبعد من ذلك عند توفر سفن إمداد.في المقابل، يضع نشر سفينة كبيرة ذات قدرة ضاربة استراتيجية ضغوطا على سياسات الأمن البحري لدى كوريا الجنوبية واليابان، حيث يتطلب التعامل مع تهديدات مماثلة إعادة تقييم عقائد الرصد والدفاع. فعلى الرغم من قدرة المدمّرات اليابانية المزودة بمنظومات "إيجيس" ومدمرات كوريا الجنوبية من طراز KDX-III تقنيًا على تتبّع الصواريخ المجنّحة، تبقى مسألة التحديد في الزمن الحقيقي والتأكيد الآمن للتهديد قبل الإطلاق عقبتين رئيسيتين.المصدر: روسيسكايا غازيتا