أثار منشور نشره المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، غضبا واسعا بين المصريين، بعد أن علق على ذكرى السادس من أكتوبر. فقد كتب أدرعي في منشوره المرفق بعلامة التصنيف السادس من أكتوبر: "الحرب التي بدأت بمفاجأة كبيرة وانتهت بنصر عسكري إسرائيلي وفتحت أبواب السلام".وأضاف في تفاصيل المنشور: "في مثل هذا اليوم، في السادس من أكتوبر 1973، اندلعت نيران حرب يوم الغفران. إسرائيل بوغتت في أقدس أيامها، يوم الغفران، وشهدت مفاجأة كبرى. لقد حقق الجيشان المصري والسوري إنجازات ميدانية مهمة في مراحل الحرب الأولى، حيث عبر الجيش المصري قناة السويس وانتشر على امتداد ضفتها الشرقية، بينما اخترقت القوات السورية الجولان."وتابع أدرعي: "لكن بعد عدة أيام، قلبت إسرائيل الأمور رأسًا على عقب، حيث وصل جيش الدفاع الإسرائيلي إلى الضفة الغربية من قناة السويس، على بُعد 100 كيلومتر من القاهرة، بينما كانت دمشق في مرمى المدفعية الإسرائيلية. وبعد ذلك، وافقت مصر وسوريا على وقف إطلاق النار، ووقّعتا اتفاقيات لفض الاشتباك". واختتم منشوره بالقول: "وضعت هذه الحرب حدا للحروب بين إسرائيل ومصر، وفتحت باب السلام في المنطقة مع توقيع معاهدة السلام بين إسرائيل وأعظم دولة عربية."وقد لقي هذا التصوير الإسرائيلي للحدث التاريخي استنكارًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي في مصر، حيث اعتبره كثيرون محاولة لتزوير الرواية التاريخية، والتنكّر للانتصار الاستراتيجي الذي حققه الجيش المصري في عبور قناة السويس، والذي شكّل نقطة تحول جوهرية في مسار الصراع العربي–الإسرائيلي، ومهّد لاستعادة السيادة المصرية على سيناء بالكامل.وشنّ الشيخ سعد الفقي، وكيل وزارة الأوقاف الأسبق والكاتب والباحث الإسلامي، هجومًا لاذعًا على المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، متهمًا إياه بنشر أكاذيب متعمَّدة حول حرب السادس من أكتوبر 1973، واصفًا إياه بأنه "يكذب ويتنفّس الكذب"، وأنه "تلميذ نجيب في مدرسة الكذب الصهيونية–الأمريكية". وأكد الفقي أن أدرعي "أصابه العمى، فلم يعد يميّز بين الغثّ والسمين"، مستغربًا: "ألم يسمع عن خط بارليف الذي كان يُروَّج له على أنه لا يقهر، ثم دمر بالكامل في ساعات معدودة؟! إنها فضيحةٌ بجلجلٍ في حق الصهاينة، ما زالت تلاحقهم حتى اليوم."وأضاف الفقي أن "حرب السادس من أكتوبر تظل درسًا قاسيًا للصهاينة، وغصّةً في حلوقهم حتى يرث الله الأرض ومن عليها"، مطالبًا أدرعي صراحةً "بالكفّ عن الكذب، واعتزال التضليل، فقد انكشف أمره مرّات عديدة".وشدد الفقي على أن "دولة إسرائيل، منذ وعد بلفور المشؤوم، تقوم على التدليس والكذب والتضليل"، واصفًا إياها بأنها "دولة هشة"، وقد "ثبت ذلك جليا من خلال مواقف المقاومة التي مَرْمَطَت كرامتهم في الوحل، رغم امتلاكهم أحدث الأسلحة وأكثرها تطورًا وفتاكةً".وخلص الفقي إلى أن الحقائق التاريخية لا تطمس، وأن انتصار أكتوبر يظل شاهدا على إرادة الأمة وقدرتها على كسر أسطورة التفوق الإسرائيلي، مهما حاول البعض طمسها أو تزييفها.المصدر: RT