مواد كيميائية في التنظيف الجاف قد تسبب تلف الكبد والسرطان

Wait 5 sec.

وجدت دراسة علمية جديدة علاقة مقلقة بين المواد الكيميائية المستخدمة في التنظيف الجاف وزيادة خطر الإصابة بأمراض الكبد، حيث قد تصل نسبة الخطر إلى ثلاثة أضعاف. وأظهرت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة جنوب كاليفورنيا أن مادة "رباعي كلورو الإيثيلين" (PCE)، التي تستخدم على نطاق واسع في عمليات التنظيف الجاف وإزالة الشحوم المعدنية في الصناعة، ترتبط بزيادة ملحوظة في خطر تليف الكبد، الذي يعتبر المؤشر الرئيسي للوفيات المرتبطة بأمراض الكبد. وقام الفريق البحثي بتحليل البيانات الصحية لـ 1614 بالغا من المسح الوطني لفحص الصحة والتغذية في الولايات المتحدة بين عامي 2017 و2020، حيث تتبعوا مستويات مادة "رباعي كلورو الإيثيلين" (PCE) في دماء المشاركين وربطوها بحالات تلف الكبد. وكشفت النتائج أن 81 مشاركا كان لديهم مستويات قابلة للكشف من هذه المادة السامة، وأن الأفراد المعرضين لها كانوا أكثر عرضة بثلاث مرات للإصابة بتلف كبدي كبير.وشرح الدكتور برايان لي، أخصائي زراعة الكبد والمؤلف الرئيسي للدراسة: "كلما زاد تليف الكبد لدى الشخص، زاد احتمال وفاته بسبب أمراض الكبد. وتظهر دراستنا وجود تأثير واضح للجرعات، حيث أن كل زيادة بمقدار نانوغرام واحد في المليلتر من تركيز PCE في الدم ترفع خطر التندب الكبدي خمسة أضعاف".ويعتقد أن الآلية تكمن في أن منتجات أيض PCE الثانوية تتفاعل مع خلايا الكبد، ما يؤدي إلى تحلل الدهون في غشاء الخلية وإطلاق سلسلة من التفاعلات الالتهابية والتندبية. ويأتي هذا الاكتشاف في وقت تشهد فيه أمراض الكبد ارتفاعا ملحوظا على مستوى العالم، حيث لم تعد تقتصر على كبار السن ومدمني الكحول، بل أصبحت تنتشر بسرعة بين الشباب والأطفال. وكانت وكالة حماية البيئة الأمريكية قد أصدرت في عام 2024 قرارا يقيد استخدام PCE مع التخلص التدريجي منه على مدى عشر سنوات، بعد أن صنفته كـ"مادة مسرطنة محتملة للإنسان". لكن الدراسة الحالية تكشف أن الخطر لا يقتصر على التعرض المباشر من خلال الملابس المنظفة بشكل جاف، بل تمتد إلى التلوث البيئي عبر الهواء والماء.واختتم الدكتور لي بتوصية مهمة: "يجب على الأطباء استقصاء التاريخ البيئي للمرضى، كما ينبغي لصانعي السياسات سن تشريعات تحمي الجمهور من هذه السموم البيئية". المصدر: ديلي ميل